مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

خلود الشرفي

أحرفٌ نورانيةٌ تطلُ في ذكرى استشهاد وصي هذه الأمة ويعسوب دينها ؛ الأمام علي بن أبي طالب سلامُ الله عليه ، والدُ الحسنين ، بعلُ سيدة نساء العالمين ، قالعُ باب خيبر ، ساقي مُحبيه من حوضِ الكوثر في يومِ المحشر .. من يُعرفُ المؤمنون بحبهِ ، و يُعرفُ المنافقون بشنانهِ وبغضهِ ..

 

هناك ... تكلم العلماءُ ، وترنّم الفصحاءُ ، وخطب الخطباءُ ، وشدى الشعراءُ ، في حقِ الأمير ..صاحب بيعة الغدير ..

 

لكن !! يظلُ الجميعُ عاجزاً عن حصرِ بعض مكارم الإمام علي "سلامُ الله عليه" .. سيظلُ الجميعُ مدهوشاً مما تميّز به هذا الرجلُ العظيمُ الشامخُ العملاق في دربِ الرسالة المحمدية الخالدة ..

 

الكل سيبقى مصدوماً من ظلمِ التاريخ لهذا الإنسان الكامل الأنسانية ؛ العظيمُ في مبدأه و أخلاقه ورؤاه .. الإمام علي هو ذاك الشخصُ الرائدُ الحكيمُ الذي تجسّدتُ فيه كل معاني الإسلام الرائعة والعظيمة والحكيمة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني العظمة والشموخ والعنفوان ..

 

وهنا يبرزُ التساؤل .. لماذا شخصيةٌ عظيمةٌ مثل الإمام علي تتعرضُ للإقصاءِ و التهميش ؟!! لماذا حدثت لأهل بيت النبوة كل تلك المجازر المروّعة على طول التاريخ منذُ مغادرة الرسولُ الأعظمُ - صلوات الله عليه وآله - لهذه الحياة ؟!! أليس المفترض لمن كان بمقامِ الإمام علي - سلامُ الله عليهِ - أن ينال كل مراتب التبجيل و الإجلال ؟!! أليس بالأحرى لذرية الرسول الأعظم - صلوات الله عليه و آله - أن تعيش مصونة الجانب ، محفوظة الذمام ، مرفوعة المقام ؟! وإذا كان أهلُ كلِ زمانِ يُعظّمون أنبيائهم وعلمائهم ، فما بالنا نحن ؟!!

 

من غيرِ شكٍ فأنه لولا ماحدث يوم السقيفة لما صار الذي صار من إقصاء لأهلِ البيت وتهميشهم وظلمهم واستباحة دمائهم بشكلِ لم يسبق له مثيل ، ولما تربّع على أعناقِ الإمة الطلقاءُ وأبناء الطلقاء وأبناء أبناء الطلقاء ، ولما وصل الأسلامُ إلينا ضعيفاً مهزوزاً قد طالما لعبوا به وأنهكوهُ ثقافةً مغلوطة وإفتراء واضح على الله ورسولِه تجعل من الإذعانِ للحكامِ الظالمين فريضةُ واجبة ُ، وحكمُ مقدس ماداموا يتربعون على كراسي الملك و عروش السلطنة !

 

ونحن اليوم إذ نعيش زمان تجلّت فيه الحقائق الى حدٍ كبير ، كما قال الشهيد القائد - سلامُ الله عليه : "عينٌ على القرآنِ و عينٌ على الحدث" ، فإن الوضع المخزي للأمةِ في هذا العصر هو نتاج إنحرافها الخطير عن الثقلين منذ اللحظة الأولى لإقصاءِ الإمام علي وإبعاده عن قيادةِ هذه الأمة ليأخذ بزمامها الى برِ الأمانِ ، والتي أدّت فيما بعد لإستشهادة على يد أشقى العالمين ، شقيقُ عاقر ناقة ثمود ، في وقت كانت الأمةُ أحوجُ ما تكون إلى قائد مثل الإمام علي سلامُ الله عليه ..

 

ومعلوم انه بإقصاءِ العترة الطاهرة فقد أُقصيَ القرآن الكريم هو الآخر وغُيّب من واقع الأمة ؛ لأنهما الثقلان اللذان لن يفترقا ، وإذا غابَ أحدهما غابَ الآخر ..

 

 واليوم نرى نتائج هذا الإنحرافُ الخطير جلياً أمام أعيننا ، وعلى مسمع ومرأى من العالمِ أجمع .. فأي جنايةٌ تلك التي جناها ذاك الشقي بحقِ أمةٍ يُراد لها أن تكون هي قائدةُ الأمم الأخرى ؟! وأي جريمةٌ أقدم عليها ذاك المجرم في هذا الشهر الفضيل ؟!!

 

 فلا غرابةُ إذاً أن نرى أمثال بن ملجم ومعاوية ويزيد وغيرهم من أصحاب اللحى الملونة والكروش المتخمة من أموالِ الأمة ودمائها ، يُفجرّون الجوامع ، ويذبحون الأبرياء بإسم الدين ، ولا عجب أن نرى آل سعود ومرتزقتهم يسفكون الدماء وينتهكون الحرمات في هذا الشهر الكريم ..

 

 اليس ذلك دليلاً كافياً على حاجة الأمة الماسةُ للعودةِ لنهج الهدى المحمدي العلوي الحسيني الأصيل ؟! ألم يأنِ الوقت بعدُ لنلتحق بسفينةِ النجاة لنصل إلى مرافئ النصر والعزة والتمكين ؟!!

 

حقيقةٌ تستحقُ التأمل ، وجوابها يكمنُ في أهلِ بيت النبوة ، و معدن الرسالة ، ومهبط الملائكة .. لاغير .. والعاقبةُ للمتقين .

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر