الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
----------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر محرم 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: (والله مايدعني كتاب الله أن أسكت )
التاريخ: 27/ 1 / 1445هـ
2 / 8 / 2024م
الرقم: (4)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً:نقاط خطبة الجمعة
1-دراسة أحداث تاريخ العظماء تكسب الإنسان وعيا وبصيرةوثباتا في مواجهة أحداث الحاضر ومن تلك الأحداث نهضة الإمام زيد عليه السلام
2-الإمام زيد ليس رمزا لمذهب ولكنه علما من أعلام الأمة تحرك لتحريرها من الظلم الأموي الذي عانى منه أبناء الأمة ومن التضليل والتدنيس الذي نال الدين والمقدسات
3-تحرك الإمام زيدبالقرآن وعرف بحليفه وهو الدافع الأساسي لنهضته لذلك قال (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت)
4-دعا الإمام زيد الأمة إلى الوعي والبصيرةبكل ما حولها والأمربالمعروف والنهي عن المنكرليصلح لها دينهاودنياها
5-من الغريب أن يظلم الشعب الفلسطيني إلى هذا المستوى وسط أمة الإسلام التي لو عادت إليه لوجدت أنه لايدعها أن تسكت ولاأن تتفرج على مظلوميةإخوانها
6-رغم كل التخاذل يقدم المجاهدون الفلسطينيون أروع صور الثبات ويقدم محورالجهادالمساند مواقف مشرفةعملا بالقرآن واقتداء بالعظماء
7-سيبقى الشعب اليمني ناطقاومتحركا بالحق في زمن الذلةوالتخاذل ليقدم صورةمشرقة عن الإسلام المحمدي وانطلاقا من (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت).
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً: خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.
والْحَمْدُ للهِ الذي أَمْرُهُ قَضَاءٌ وَحِكْمَةٌ، وَرِضَاهُ أَمَانٌ وَرَحْمَةٌ، يَقْضِي بِعِلْم، وَيَعْفُو بحِلْم، والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَاتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لِأَوْلِيَائِهِ، مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ، وَغَالِبُ مَنْ عَادَاهُ.
ونَشْهَدُ أن لا إلهَ إلا الله، واحدٌ بلا عدد، وقائمٌ بلا عمد، قوة كل ضعيف، وغنى كل فقير، ونصير كل مظلوم، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.
المؤمنون الأكارم:
إنّ من العوامل التي تزيد الإنسان وعيا وبصيرة، ويقينا وعزما وقوة وإرادة، هو العودة لدراسة أحداث التاريخ، والتي نستفيد منها في واقعنا اليوم ونحن نواجه تحديات وأخطاراً، ومحناً ومآسي، ولأننا كمسلمين لنا صلة فكرية وثيقة بتاريخنا ورموزنا؛ فإنه من اللازم أن نعود لدراسة التاريخ، ومن تلك الأحداث التي نعيش ذكراها، هي نهضة الإمام زيد بن علي عليهما السلام واستشهاده، تلك النهضة التي تركت أثرا ثقافيا وفكريا كبيرا في كتب التاريخ لمختلف مذاهب الأمة، وفي مختلف مصادرها المعتبرة.
فالإمام زيد هو سليل بيت النبوة، وجده هو الإمام الحسين سبط رسول الله، وهو من عُرف وسمي بحليف القرآن؛ لعلاقته الوثيقة بكتاب الله علما وعملا، وقد تحرك على أساس القرآن، ودعا الأمة إلى العودة إلى القرآن الذي يمثل الحل والمخرج للأمة من واقع الظلم والفساد الذي تعيشه، وهكذا هم أعلام الهدى من آل بيت رسول الله في كل زمان ومكان، يدعون إلى القرآن الذي وصفهم النبي بأنهم لن يفترقوا عنه إلى يوم القيامة، وكانوا ولا زالوا في حركتهم عشاق حق، ويبذلون كل ما بوسعهم لترفع الأمة رأسها بدين الله، وتصبح أمة رائدة قائدة لا ذليلة ولا مستعبدة.
المؤمنون الأكارم:
الإمام زيد ليس رمزا مذهبيا ولا طائفيا، ولم تكن دعوته كذلك، وإنما دعا إلى كتاب الله، ولكن السياسة الظالمة هي من تحاول أن تؤطر حركة أعلام الهدى في زوايا مذهبية وطائفية، حتى تفصل الناس عنهم، وعن حركتهم، وقد تحرك لينقذ الأمة من حالة الاستعباد والإذلال والاضطهاد الذي كانت تعيشه في تلك المرحلة؛ نتيجة لاستحكام سيطرة طغاة بني أمية على الأمة كلها، ولم يتحرك الإمام زيد من أجل نفسه، أو من أجل فئة معينة، بل تحرك بدافع المسؤولية الدينية من أجل الأمة كلها.
ولقد كانت نهضته من منطلق القرآن الكريم والمبادئ الإسلامية، وتمثل ضرورة دينية وامتدادا للإسلام المحمدي الأصيل، ويمثل لنا اليوم قدوةً في مواجهة طغاة العصر والزمان، حيث وصفت الكثير من مصادر الأمة بمختلف أطيافها ما كان عليه الطغيان الأموي من الظلم والفساد والاضطهاد الذي كان يمارسونه على أبناء الأمة كافة، وقتلهم للآلاف من أبنائها، واستباحتهم لمقدسات الأمة، واستخفافهم برسالتها ودينها وقرآنها ونبيها، ولأن آثار الانحراف لا تبقى في جيل معين بل تؤثر على الأجيال المتعاقبة، وتترك آثارها السلبية على الأمة على مدى أجيال متتابعة، وخاصة عندما تكون تلك الانحرافات في المفاهيم الدينية للأمة؛ فإن الواقع بعدها سيُبنى على أساس تلك المفاهيم، ولا يمكن أن يبقى واقع الأمة سليما بينما مفاهيمها وأفكارها منحرفة، ومبادئها مغيبة، واليوم نحن نرى الأنظمة الخائنة للأمة، والمطبعة مع الصهاينة تُعتبر نتيجة لذلك الانحراف، وامتدادا لذلك الطغيان.
عباد الله:
من أهم ما ميّز نهضة الإمام زيد هو دعوته للأمة بإن تعود إلى القرآن، وهو قد ارتبط بالقرآن طويلا، ودرسه وجالسه حتى سمي بحليف القرآن، وأطلق قاعدة مهمة قال فيها: (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت، والله ما يدعني كتاب الله أن أكف يدي، كيف أسكت وقد خولف كتاب الله وتحوكم إلى الجبت والطاغوت)؛ فهو لم يجد في القرآن ما يجيز له السكوت وهو يرى الظلم والفساد يعصف بالأمة، ولم يجد في القرآن ما يسمح له بأن يسكت ويقعد ويتخاذل؛ بل وجد في القرآن ما يلزمه بالكلام من أجل الأمة، والتحرك من أجل الأمة، والعمل والتضحية من أجل الأمة.
ولو تساءل كل مسلم - اليوم - وهو يشاهد ما يشاهد في غزة من ظلم وإجرام لا يخفى على أحد من أبناء البشرية؛ فهل سيجد في القرآن ما يجيز له أن يسكت وهو يرى تلك المجازر؟ وهل سيجد القرآن يربط طريق السعادة والجنة بالسكوت والتخاذل؟ أم أنه لن يجد في القرآن إلا الأوامر الإلهية بالحركة والعمل والجهاد؟ ولن يجد أمام الإجرام إلا قول الله تعالى: {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}؟ ولو فهمت الأمة هذا المبدأ القرآني لتخلصت من طاغوت أمريكا وإسرائيل، ومن كل الطواغيت.
المؤمنون الأكارم:
لقد كان من العناوين المهمة التي نادى بها الإمام زيد في أوساط الأمة هي مقولته المشهورة: (عباد الله البصيرة البصيرة)، فقد كان يرى أنّ من أهم ما تحتاجه الأمة لإصلاح واقعها ووضعها هو الوعي والبصيرة والفهم الصحيح مقابل حالة التضليل وحملات الإضلال الواسعة التي تستهدف الأمة في نظرتها إلى الحياة وتعاملها مع القضايا، ومن ذلك التاريخ حتى اليوم نجد أنّ من أكثر ما تحتاجه الأمة هو الوعي والبصيرة، ومن أكثر ما تعانيه الأمة اليوم هو غياب حالة الوعي والبصيرة، ومن أكثر ما تستفيده الأمة من القرآن هو الوعي والبصيرة كما قال تعالى: {قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظ} ونجد اليوم كيف تعامل من فقدوا البصيرة من أبناء الأمة، وكيف يتعاملون مع أمريكا وإسرائيل، وكيف هي مواقفهم الخاطئة والمنحرفة والبعيدة كل البعد عما وجّه به القرآن.
وكان من العناوين المهمة في نهضة الإمام زيد هو دعوته إلى إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ باعتبارها ضرورة لتصحيح واقع الأمة بشكل عام، وفي ذلك قال: (واعلموا أنّ فريضة الله تعالى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا أُقيمت له، استقامت الفرائض بأسرها، هينها وشديدها)، وفعلا لو استقامت هذه الفريضة لاستقام الدين واستقامت الحياة، ولو تحركت الأمة لتأمر بالمعروف لصَلُحَ واقعها الداخلي، ولتحركت لتنهى عن منكر أمريكا وإسرائيل، ولاستقامت حياتها؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من أهم المسؤوليات التي دعا إليها القرآن كما قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وربط خيرية الأمة بها: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}، وما ذمّ الله بني إسرائيل ولعنهم على لسان أنبيائه إلا عندما تخلوا عن هذه الفريضة كما قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ . كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
المؤمنون الأكارم:
للشهر العاشر والعالم يقف متفرجا على أسوأ وأكبر مأساة بحق الإنسان، يتفرج العالم اليوم وقد بلغ عدد الشهداء والمفقودين في غزة خمسين ألفا، وزاد عدد الجرحى عن التسعين ألفا، في عالَمٍ يدّعى أنه وصل في هذا الزمن إلى أسمى وأكبر مراحل التطور والأخلاق والإنسانية، عالم رأينا الإنسانية فيه عبارة عن تصفيق حار في الكونجرس الأمريكي لأكبر مجرم حرب في هذا الزمن، مجرم شَهد العالم والواقع والمحكمة الدولية بإجرامه، عالم يقف متفرجا على ما يحدث، وتقف فيه أنظمة الدول التي تدعي التقدم والحضارة لتزود ذلك المجرم بالسلاح والمواقف التي تزيد من إجرامه، عالم غابت عنه الإنسانية والقيم والأخلاق، وأثبت الواقع أنّ الغلبة لقوة السلاح.
المؤمنون الأكارم:
للشهر العاشر يستمر سيلان الدم الفلسطيني وسط أمة مسلمة يفوق عددها مليار ونصف المليار مسلم، وهي ترى شعبا مسلما يدين بدينها، ويصلي إلى قبلتها، ويتبع نبيها، ولها منظمة إسلامية واحدة تجمع تلك الدول جميعا، ولكن لا حياة لها؛ فقد ماتت فيها الضمائر والعزة والغيرة، فأي حال وصلت إليه الأمة؟! وأي انحطاط وتراجع؟! ووسط شعوب عربية يفوق عددها أربعمائة مليون عربي يفترس الصهاينة جزءاً من تلك الأمة، ويوميا يقتلون بأبشع الأساليب أطفال تلك الأمة ونساءها، وكبارها وصغارها، ودينها يفرض عليها أن تتحرك، ومبادئها وأخلاقها وعروبتها وشهامتها ونخوتها تفرض عليها جميعا أن تتحرك، وكل هذا يدل على مدى السوء والانحطاط الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية؛ فأصبحت - كما نرى - أمة مفرقة وضعيفة، ولا تمتلك من الإباء والعزة والنجدة ما تمتلكه الأمم الأخرى.
الإخوة المؤمنون:
وسط كل ما يحدث لنا أن نتساءل: تُرى بأي وجه ستقابل الأمة المسلمة ربها يوم العرض عليه؟! وبأي وجه سيقابل المسلم المتخاذل نبي الله محمد صلى الله عليه وآله؟! وإذا كان الإنسان المسلم يرى كلما يرى من مجازر تصل إلى العشرات يوميا، ويرى مئات الشهداء والجرحى، ويرى الحصار والتجويع من قبل ألدّ أعدائه وأعداء دينه لإخوانه ثم لم يتحرك فأي شيء يمكن أن يحركه بعد ذلك؟ وهل ينتظر المسلم لمجازر أسوأ يرتكبها الصهاينة حتى يتحرك؟ وإذا كان المسلم يرى في القرآن الكريم مئات الآيات تأمره بالجهاد والنصرة لإخوانه ثم لا يتحرك فمتى سيتحرك؟ ومتى سيجاهد؟ وإذا كان يرى الإجرام بهذا الوضوح، ويرى الآيات والدلائل ثم لم يتحرك؛ فمتى سيتحرك؟
عباد الله:
تستطيع هذه الأمة لو صدقت مع الله أن تهزم اليهود، وأن تطهر أرضها ومقدساتها من رجسهم، ونحن نرى الشواهد على ذلك من قِبل المجاهدين الفلسطينيين؛ فرغم الحصار وقلة الإمكانات والتخاذل إلا أنهم يقدمون من صور الثبات والاستبسال ما يعجز عنه الوصف، وللشهر العاشر يضربون العدو، وينفذون العمليات المنكلة ضده، ونرى محور الجهاد والمقاومة يتصدى للصهاينة ولأمريكا رغم كل التخاذل من حوله، ورغم التآمر من قبل الأنظمة العربية ضد المحور إلا أننا نرى مصداق قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
وموقفنا اليوم لا يختلف عن موقف الإمام زيد؛ فنحن والله لم يدعنا كتاب الله أن نسكت ونحن نرى تلك المجازر والمآسي في غزة، ولم تدعنا أخلاقنا ونخوتنا وعزتنا أن نسكت، وكيف نسكت ونحن نرى أطفالا مقطعين، ونساء مقتولات، وأطفالا أيتاما، ونساء أرامل، وجوع وحصار؟! كيف نسكت ونحن نرى العالم يتحاكم إلى أمريكا رأس الشر والإجرام؟! كيف نسكت وقد خولفت أحكام الله وآياته؟! لن نسكت أبدا، وسنبقى شعب المدد والنصرة، وقد رأينا آيات الله ونصره وتأييده، وبهذا ندعو الجميع إلى مواصلة الخروج في المظاهرات نصرة لغزة وفلسطين، والتحرك الفاعل في جوانب الجهاد في سبيل الله والمستضعفين؛ فالخروج في المسيرات من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو من الجهاد في سبيل الله، وهو من المشاركة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس في مرحلتها الخامسة حتى يَمُنّ الله بنصره: (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة، وانصر مجاهدينا في القوة البحرية والجوية والصاروخية، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.