مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في عصرنا هذه تقدَّم مشكلة الكثافة السكانية والتزايد في السكان أنه يمثِّل مشكلة خطيرة، وأنه يجب الحد منه، وتأتي برامج وأنشطة وإجراءات تحديد النسل، كأسلوب مشابه لما كانوا يعملونه في الجاهلية الأولى، في الجاهلية الأولى يقتلون الأولاد، هذه عملية تحديد نسل، ولكن في هذا الزمن تطورت الوسائل والأساليب، فيستخدمون أساليب جديدة لتحديد النسل، إضافة إلى جريمة الإجهاض، في بعض المجتمعات يرتكبون جريمة الإجهاض ويسقطون الحمل عمداً؛ للتخلص منه، وفي بعض المجتمعات يركِّزون كذلك على حالات العقم من درجة معينة، أو مستوىً معين… وسائل كثيرة كلها تدخل تحت عنوان: (تحديد النسل)، ما كان في ذاك الزمن، وما كان في هذا الزمن.

 

هل المشكلة الحقيقية هي في تزايد السكان؟ هل هي في كثرة البشر؟ هل هذه هي المشكلة؟ |لا| طبعاً ليست هي المشكلة أبداً، هناك مجتمعات ذات كثافة سكانية هائلة، وذات مناطق ومساحات جغرافية محدودة قياساً بمناطق أخرى وسكَّان في مناطق أخرى، ونجد أن هناك نهضة اقتصادية كبيرة جدًّا لتلك المجتمعات التي هي بكثافة سكانية كبيرة، مثلاً: الصين، الصين الذي عدد السكان فيه يربو على المليار بكثير بكثير، لا يواجه مشكلة اقتصادية، بل يعيش نهضة اقتصادية كبيرة جدًّا، ونسبة النمو في الاقتصاد الصيني نسبة متزايدة عاماً بعد عام، وإلى درجة أنَّ أمريكا تقلق من هذا النمو الاقتصادي للصين، وتدخل في هذه المرحلة في إجراءات حرب اقتصادية مع الصين، هذا واضح.

 

المجتمع الياباني كذلك، مجتمع- كما قلنا- اليابان هي أصغر من الناحية الجغرافية من اليمن، والسكان بعدد كبير جدًّا، يعني يربو عددهم على عددنا في اليمن بأكثر من مائة مليون نسمة، وهم في مساحة جغرافية أصغر من بلدنا، ومع ذلك هم يعيشون في نمو اقتصادي كبير، ونهضة اقتصادية كبيرة، وهكذا الهند هي من الدول النامية اقتصادياً، اقتصادها ينمو، وهي كذلك ذات كثافة سكانية قد تصل إلى المليار أو نحو ذلك، على حسب اختلاف الإحصاءات المعلنة.

 

فالكثافة السكانية ليست هي المشكلة في واقع الحال، فهناك مجتمعات كثيرة العدد، وهي تعيش نهضةً اقتصادية، ومناطقها الجغرافية محدودة قياساً بالآخرين، وكذلك الموارد الاقتصادية لو قارناها بالآخرين فهي محدودة، وهناك بلدان قد تصل بعضها في مساحتها إلى مساحة أكبر من تلك البلدان، وإلى خصوبتها الزراعية، مثلاً: السودان، السودان ما قبل التقسيم كانت مساحته أكبر من أربع دول أوروبية مثلاً، أكبر من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا… ودول من هذه الدول التي هي في الصف الأول من حيث الاقتصاد في العالم، يعني بلد مساحته واسعة جدًّا، تمتد لأكثر من عدة دول في أوروبا، وفي الوقت نفسه بلد خصب جدًّا، لديه طاقة وقدرة أن يغطي العرب بكلهم باحتياجاتهم الزراعية، المنطقة العربية والسكان العرب بكلهم، وخصوبة ومياه متوفرة، وبيئة ملائمة للإنتاج الزراعي ولمختلف المحاصيل الزراعية، ويستطيع أن يكون متقدِّماً جدًّا في المجال الزراعي، ولديه أيضاً قدرات ومؤهلات، وشعب قادر على التفكير والتحصيل العلمي، شعب ذكي، ومع هذا يعيش السودانيون بؤساً وحرماناً وفقراً ومعاناةً كبيرة جدًّا، وليسوا بكثافة سكانية هائلة جدًّا قياساً بسعة بلدهم، يعني هناك مساحات فارغة من السكان، مساحات شاسعة جدًّا ليس فيها سكان في السودان، فراغ كبير من السكان، لدرجة أننا سمعنا ذات مرة إحدى الأخوات السودانيات وهي تحث على الزواج بالأربع، أن كل سوداني يتزوج بأربع نسوان؛ حتى يحصلوا ذرية وينتشروا في البلد، فعندهم مثلاً فرصة كبيرة جدًّا للإنتاج الزراعي والتقدم ليكونوا في الصدارة بين البلدان المنتجة زراعياً، ولكن لم يحصل ذلك، هناك المعاناة، هناك الفقر، هناك الحرمان، هناك البؤس، هناك العناء الشديد جدًّا.

 

في بلدنا اليمن في مسوحات ودراسات سابقة وصلت إلى نتيجة: أن محافظة الجوف ومحافظة مأرب ومحافظة حضرموت كافية في توفير ما نحتاجه في اليمن من القمح، دع عنك بقية المحافظات، كل المحافظات الجبلية صالحة للزراعة لمختلف المنتجات والمحاصيل الزراعية، تهامة كذلك تعتبر سلة غذائية لليمن، وذات قدرة كبيرة جدًّا على إنتاج مختلف المحاصيل المهمة الزراعية. المشكلة- كما قلنا- لا تعود لا إلى كثرة السكان، فتمثل كثرة السكان ثروةً بشرية، والثروة البشرية هي من أهم الثروات على الإطلاق، وهناك في أوروبا معاناة كبيرة بسبب أنَّ النمو الاقتصادي لم يواكبه النمو السكاني، النمو البشري، وحصل عندهم أزمة في اليد العاملة الشابة، يعني كثير من العمال في المصانع عندهم والشركات والمؤسسات الاقتصادية باتوا في سن متقدِّمة، وقلَّ عندهم الشباب، الكادر الشبابي العامل، والنمو الاقتصادي الذي كبر جدًّا يحتاج إلى المزيد والمزيد من الثروة البشرية، يحتاج إلى عمَّال، يحتاج إلى مدراء، إلى مسؤولين، إلى يد عاملة بعدد كبير تواكب هذا النمو، ومع ذلك عندهم مشكلة في هذا الجانب.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثانية عشر


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر