تكرر في القرآن الكريم التأكيد على أن من يعاني من هذه الحالة: من العجب بالنفس، والاختيال، والغرور بالنفس، ممقوت عند الله، مكروه عند الله -سبحانه وتعالى- أتى في سورة النساء قول الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36] (لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا): هو ممقوت عند الله، ومكروه عند الله، يكرهه الله، وليس له أي قيمة عند الله، أي قيمة نهائياً، بل إن الله يكرهه ويمقته ويسخط عليه، أتى أيضاً في سورة لقمان كذلك: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: الآية18] (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)، أتى في سورة الحديد أيضاً: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: من الآية23] فهذا- حسب تعبيرنا المحلي- المنخِّط ممقوت عند الله، مكروه عند الله، لا قيمة له عند الله، والإنسان المؤمن حقاً هو من يسعى لأن يكون محبوباً عند الله، وأن يكون له مكانته عند الله وقدره عند الله، هذا هو المهم، أهم من الناس.
والمعجب بنفسه والمتكبر يتوهم أيضاً أنه بتكبره وتصرفاته المطبوعة بطابع الكبر التي فيها نخيط على حسب تعبيرنا المحلي، أنه يصبح له أهمية بنظر الناس، وأنه يلفت انتباههم إليه وينظرون إليه أنه كبير عندما ينخط ويتضخم على الناس، والأمر ليس كذلك، يعني: هو مفلس حتى في هذه النقطة، الناس عادةً يكرهون المتكبر، يستاؤون منه، ينفرون منه، يعني: هو لا يحظى عندما يتصور أنه سيحظى في نظر الناس بالنظرة بالإكبار إليه، وأنه أصبح شيئاً ضخماً، وشيئاً مهماً، وشيئاً عظيماً. |لا| الناس لا يكرهون شيئاً مثلما يكرهون المتكبر، مثلما يمقتون المتكبر، بل تنزل مكانته، قيمته لديهم، جمهور الناس بفطرتهم يحبون المتواضع، ويجلون المتواضع، وينظرون بالاحترام إلى الإنسان المتواضع، قد يكون القلة من الناس من ينظرون بالإكبار إلى المتكبر، من في نفوسهم هم جذور للكبر، البعض يعني منخطين، لكن ما أتيحت لهم فرصة لكي يتضيخموا وينخطوا، فهم يعجبون بالمنخطين، لو حصل لهم فرصة لنخطوا مثلهم، أما جمهور الناس بفطرتهم هم يمقتون ويكرهون ويحتقرون المتكبر، وهذه حالة سلبية، بمعنى: أنَّ المتكبر لا يحقق هدفه بلفت نظر الناس إليه بأن ينظروا إليه بإكبار، إنما يستاؤون منه، والكثير من الناس ينفرون منه، إنما- كما يقال في المثل- الطيور على أشكالها تقع، المنخطون والمتكبرون من يعجبون به؛ لأن البعض لو أتيح لهم لفعلوا كفعلهم.
فلذلك ممقوت كل سلوك يعبر عن التكبر ويعتاد عليه أهل الكبر، مذموم، وينبغي الحذر منه، والتجنب له، والحذر من حالة العجب، وأن يدرك الإنسان إذا منَّ الله عليه بنعمة: نعمة معنوية، أو نعمة مادية، أو إمكانات معينة، أو مكانة معينة، أنَّ الفضل لله، أن ينشد إلى الله، وأن يحمد الله -سبحانه وتعالى- إذا وفقه الله لتحقيق أي إنجاز مهما كان هذا الإنجاز.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}
الكبر.. منشؤه ومساوئه وعلاجه
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثانية والعشرون مايو 30, 2019م