تمهيد
يقول الله تعالى: "وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ" (الرعد:7)
الفكر مرآة قلب الإنسان وترجمة لوعيه ومخزونه الثقافي من رؤى واتجاهات وهو ما أدرك الغزاة خطورته علما بأهمية الفكر في بلورة توجه الإنسان فركزوا على غزوه فكريا قبل الدخول إلى أرضه واستعمروا مخيلته قبل استيطان كل شبر من وطنه ابتداء من تزييف التاريخ الإسلامي وتشويه الحقائق ومرورا باحتكار المناهج الدراسية والمجالات الثقافية بمختلف اتجاهاتها.
وحين نتحدث عن الفكر فإنا لا نفتح نافذة للحوار العقائدي الطائفي أو ندعو إلى حزبية أو مناطقية تقود إلى فتنة يستضيء بها أعداؤنا أو عصبية ندمر بها عقيدتنا السمحة ونشوه صورة الدين الخاتم الذي جاء رحمة للعالمين أو نتبنى إشعال صراع وافتعال أزمة إنما نسلط الضوء على الفكر الصحيح المستقيم ونوجه هدفنا إلى تصحيح تلك المفاهيم المغلوطة والثقافات الصهيونية فالحق بين وإن دثروه والباطل مكشوف قبيح الوجه وإن زينوه والفطرة الإنسانية تستهجن كل طريقة منحرفة بطبعها.
إن الفكر المنحرف سبب وصول الأمة الإسلامية بل الإنسانية إلى الانحطاط الفكري والتحجر وجبروت الزعماء واستكبار الملوك وذل الشعوب لأصنام شوهاء ولا بد أن الفكر يتعارض تماما مع الانجرار للعواطف والأحاسيس الجياشة وينبذ العمالة والخيانة؛ فهو صوت العقل ولغة الإنسان المستقيم السليم من الأمراض الشيطانية التي تهوى المعصية وتنشد المخالفة للواقع والمنطق معا لهذا كان فكر أهل البيت – عليهم السلام – مثالا تتجسد فيه أصالة المذهب وصدق الرسالة إذ عمل علماء أهل البيت – عليهم السلام – على تمثيله والدفاع عن أصوله وأهدافه بعيدا عن انحرافات الهوى وزيغ السلطة ليظل كما بلغه سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – قبل ولادة المذاهب والطوائف والفلسفات المتباينة.
والفكر على ثلاثة أنواع الأول فكر سطحي يعتمد على المعلومات الأولية والثاني عميق يهتم باستحضار كافة المعلومات لإصدار حكم إلا أنه لا يصل إلى ما وراء الأشياء التي يركز عليها النوع الثالث من الفكر، وهو الفكر العميق الذي يبحث في الشيء وما حوله وكل ما يتعلق به للوصول إلى النتائج الصادقة، وهو ما اخترناه منهجا في هذه الصفحة لمناقشة الفكر والمفكرين بشفافية وبما يطابق الواقع ولا يخالف العقيدة الخاتمة.
فكر الشهيد القائد والأنظمة العميلة
تأتي تلك الشخصية فريدة ومعجزة من معجزات الزمان، رجل بمفرده يستطيع تغيير العالم وقلب موازين البشر وقذف الرعب في أوساط الطغاة والمستكبرين، فمن كان يجرؤ أن يلعن اليهود في زمن هجران كتاب الله العزيز، ومن كان يفكر مجرد تفكير في الدعاء على أمريكا المسيطرة على العالم بالثبور والهلاك، ويعيد رفع (الله أكبر) مدويا في الأجواء، ويحصر النصر على الإسلام لا سواه، ولم يكن هذا القائد حكرا على أحد بل هو هاد للأمة جمعاء.
لقد استبق هذا العلم القائم من آل محمد السيد حسين –سلام الله عليه- كل الأحداث التي نشهدها اليوم على الساحة اليمنية بل العربية والإسلامية والعالمية، وكم أشار إلى أن الهيمنة على الأمة الإسلامية ليس بالضرورة أن تأتي على شكل جندي مدجج بالسلاح، أو بالسيطرة المباشرة، فالهيمنة الحديثة تأتي بأشكال حديثة متخفية وترتكز على تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام والظهور بمظهر الناصح الأمين وهي شيطان متنكر بزي الملك الكريم؛ إنها ما تسميه الدراسات الاجتماعية بالهيمنة الناعمة، وهي بلا أدنى شك أشد خطرا وأعظم أثرا بأسلوبها الماكر وأدواتها القذرة، كما فضح عددا من أساليبها كتزييف الحقائق واللعب بالمصطلحات؛ فجهاد تتحول إلى إرهاب والعدو كيان والعمالة مقاومة والخيانة شرعية، ولم يخدع بما انخدعنا له من مسميات عولمة وتنمية، وألغى ثقافة الصمت المخزية.
الشاعر البردوني –رحمه الله- في نصه (الغزو من الداخل) يشير إلى الحرب الناعمة في أبياته اللاذعة التي يرسم فيها صورة الغزو اليوم:
فظيع جهـل مـا يجـري
وأفظـع منـه أن تـدري
وهل تدريـن يـا صنعـاء
مـن المستعمـر السـري
غــزاة لا أشـاهـدهـم
وسيف الغزو في صـدري
فقـد يأتـون تبغـا فــي
سجائـر لونهـا يـغـري
وفـي صدقـات وحـشـي
يؤنس وجهـه الصخـري
وفي أهـداب أنثـى فـي
مناديـل الهـوى القهـري
وفـي ســروال أسـتـاذ
وتحـت عمامـة المقـري
وفي أقراص منـع الحم
ـل فـي أنبـوبـة الحـبـر
وفـي حـريـة الغثـيـا
ن فـي عبثـيـة العـمـر
وفي عَود احتـلال الأمـ
س فـي تشكيـلـة العـصـري
وفـي قنينـة الويسـكـي
وفـي قـارورة العـطـر
ويستخفـون فـي جلـدي
وينسلـون مـن شعـري
وفـوق وجوههـم وجهـي
وتحـت خيولهـم ظهـري
غـزاة اليـوم كالطاعـو
ن يخفـى وهـو يستشـري
لقد حذر الشهيد القائد السيد حسين الحوثي –رضوان الله عليه- من الأنظمة العميلة التي وضعت بصماتها في جميع الدول العربية والإسلامية والعالم بأسره، وتحت مسميات التنمية ورفع الاقتصاد والعولمة التجارية والتبادل الثقافي، وهي أغلفة للاحتلال العسكري وأشد خطرا؛ فهي تتستر تحت رداء الأم الحنون والأب الرحيم، كما اعتمد هذا العدو على الحرب النفسية من خلال التضليل الإعلامي ونشر الرعب في قلوبنا من خلال فزاعة القاعدة وداعش وما شابهها من الجماعات التكفيرية وأدواتها الرخيصة.
رسم الشهيد القائد الأطر الأساسية للفكر والتركيز على الواقع المعيش ووضع الحلول بالعودة إلى القرآن الكريم سيد الكتب الذي عجز الفصحاء والبلغاء عن الإتيان بآية من مثله، نعم لقد كانت محاضراته زاخرة بآيات القرآن والأمثلة الواقعية الحية وربطها بقضايا مشابهة ضربها الله عز وجل لتقريب المعنى إلى الأذهان وإعمال الفكر وأخذها بعين الاعتبار تجنبا للوقوع في شرك المكر اليهودي، وما حروب صعدة الست والعدوان السعودي الأمريكي إلا واحد من أهم مخططاتها، وهو مدرك لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (المائدة:51).
المشروع القرآني وأثر الثقافات المغلوطة
وفي ملزمة الإرهاب والسلام يذكر الشهيد القائد السيد حسين الحوثي أن "الثقافة القرآنية هي من تنشئ جيلا صالحا؟ من ترسخ في الإنسان القيم الفاضلة والمبادئ الفاضلة؟ كي يتحرك في هذه الدنيا عنصرا خيرا يدعو إلى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح للآخرين؟ يهتم بمصالح الآخرين؟ لا ينطلق الشر لا على يده ولا من لسانه؟ أليس هذا هو ما يصنعه القرآن؟
أنت لاحظهم أليست ثقافة الغربيين هي من تعمل على مسخ الفضائل؟ هي من تعمل على مسخ القيم القرآنية والأخلاق الكريمة من ديننا ومن عروبتنا؟ أليس هذا ما تتركه ثقافتهم في الناس؟ فإذا كانت ثقافة القرآن هكذا شأنها وثقافتهم هكذا شأنها فإن ثقافتهم هم هي التي تصنع الإرهاب الإجرامي. لكنهم يريدون أن يقولوا لنا وأن يرسخوا في مشاعرنا أن ثقافتنا -التي هي الثقافة القرآنية- هي من تصنع الإرهاب".
الأمريكي والإسرائيلي لا يرهق نفسه ويكبدها خسائر اقتصادية وسياسية بل يسعى لابتداع مبررات يحشد بعدها موالين داخل البلد المستهدف كما قال الشهيد القائد إن هذا العدو يحقق أهدافه بأقل تكلفة "ما خسروا شيئا من جيوبهم، خليهم يعطوا مساعدة معينة أو كذا لأي طرف من الأطراف، لكنهم هم يحسبون ألف حساب للتأثيرات النفسية، كما حسب القرآن ألف حساب لقضية الموالاة والمعاداة" (الموالاة والمعاداة: 6)
والغريب في الأمر أننا نتولاهم ونودهم ونفخر بصداقتهم؛ علي اليوم أن أعترف بندم شديد أنني تفاخرت كثيرا بصديقاتي الأمريكيات والبريطانيات والألمانيات والإيطاليات وغيرهن من مختلف الجنسيات حين كنت مدرسة اللغة العربية لغير الناطقين بها، وكانت صديقتي الأمريكية التي أفصحت لي أخيرا عن سبب وجودها في اليمن، ذلك المشروع الذي لا يناسبه مناخ غير اليمن؛ ثم أخرى بريطانية تسر إلي أنها تعمل في المخابرات البريطانية، وأخرى ذهبت لتحضر عرسا يهوديا في ريدة، لا أدري كيف أسهمنا في تعليم أعدائنا لغتنا وثقافتنا ومدننا وحضارتنا طبعا سوى المسلمين منهم، وأخرى تعمل في قناة الجزيرة، لا مجال هنا عن الحديث الطويل لأربع سنوات في ذلك المعهد الذي كثر نزول قناة البيبي سي وسي إن إن إليه في الآونة الأخيرة بالتحديد 2010 م وما تلاه حيث قبض على كثير من الطلاب المتهمين بانتمائهم إلى القاعدة، أعتقد أن هناك أمور أخرى لا ينبغي الحديث عنها هنا، لكن ما رسم سؤالا في ذاكرتي لماذا منعت من تدريس مادتي الحديث والفقه للطالبات الماليزيات رغم أنهن اقتنعن بكثير من الأمور الفقهية التي طرحتها بالحجة الواضحة والبرهان الساطع.
استمرت العلاقة بيني وطالباتي لكن تلك الأمريكية قطعت التواصل بعد آخر مرة زارتني في منزلي، وحين دخلت المجلس التي اعتادت دخوله كان السيد عبد الملك الحوثي –حفظه الله- قد تصدر المكان بصورة كبيرة أحضرها أخي الشهيد زيد من صعدة، حينها ارتعدت كأنه ماثل أمامها، وقالت هذا الذي يقول الموت لنا، ثم تظاهرت بالجلوس لتعلن انصرافا دام حتى الآن!!!
كيف ننكر وجود أمريكا اليمن اليوم؛ إنها موجودة منذ زمن بعيد بأغراض مختلفة، وزعماؤنا من ساعدهم في انتهاك سيادة بلدنا ودخول أراضينا لأي سبب، ودون وعي وبغير أخذ الحيطة والحذر، فكان أن درسوا المكان المستهدف من الألف حتى الياء لا سيما أولئك الذين كانوا يصرون على دراسة اللهجة، ويبدو أن الشعوب العربية والإسلامية لم تستفد من الدروس القاسية في اليابان وكوريا في الحرب العالمية الثانية عام 1945م، وفيتنام عام 1966م -1975م، وبنما عام 1989م، والسودان وأفغانستان عام 1998م حتى غزو أفغانستان في 2001م، وغزو العراق عام 2003م، ولبنان وسوريا وفلسطين وأخيرا اليمن، "بعدما حصلت الحادثة هذه، حادثة قتل حوالي خمسة وعشرين يهوديا، وحصل ضرب من جانب إسرائيلي داخل فلسطين يتجه عرفات لأخذ الشباب الناشطين من حماس والجهاد وغيرها إلى السجون بأعداد كبيرة، هذا يعني بأن هؤلاء لا يتوقفون عند حد إطلاقا، بل سيصلون بالناس –وهي طريقة شيطانية ذكر الله بأنها أسلوب من أساليب الشيطان في القرآن الكريم- أن يصلوا بالناس إلى درجة أن يظلمونا ويهينونا ويسحقونا ومع ذلك نتولاهم ونحبهم ونؤيدهم ونصفق لهم!" (الموالاة والمعاداة: 7)
إنه تماما ما حدث ويحدث في اليمن فكم اعتقلت السلطة شبابا وأفرادا وكم أهينوا وعذبوا دون سبب إلا أن يقولوا ربنا الله، ثم يختلق أولئك الزعماء مبررات لامتهان شعوبهم يجعلونك "تشعر بأن المسألة إنما هي تدارك لخطورات معينة، والمسألة حفاظ على مصلحة الوطن، والمسألة هي كذا وكذا، قال تعالى: "فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ" (المائدة:52) (الموالاة والمعاداة: 7)، ولنا أن نقول للزعماء العرب خاصة اليوم، يقول الله تعالى: "وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ" (المائدة: 53) "، هكذا كان حكامنا عصا غليظة على شعوبهم "ألم ينطلقوا ليسكتوا الناس عن الحديث ضد أمريكا وإسرائيل وطلبوا من الناس أن اسكتوا، هل هذا منطق إيماني أو منطق ماذا ؟ منطق من في قلوبهم مرض، أن يصل الحال بهم إلى هذه الدرجة، أن يقولوا للمسلمين اسكتوا، ونحن نرى أولئك، نحن نرى تلك الدول دول الكفر دول اليهود والنصارى هم من يربون شعوبهم تربية عدائية للعرب تربية عدائية ضد الإسلام والمسلمين تعبئة ثقافية ضد الإسلام والمسلمين، وفي المقابل يقال للناس اسكتوا" (في ظلال مكارم الأخلاق)
ويضع الشهيد القائد تساؤلا واضحا حول التدخل الخارجي والتحالفات العربية إلى أنهم "إذا كانوا يريدون أن يقدموا خدمة لماذا لا يقدمون خدمة للفلسطينيين فيكفوا عنهم هذا الظلم الرهيب الذي تمارسه إسرائيل ضدهم؟ أنتم أيها الأمريكيون تريدون أن تقدموا لنا خدمة مما يدلنا على أنكم كاذبون أنكم لو تريدون أن تقدموا خدمة لأحد لقدمتم خدمة للفلسطينيين المساكين الذين يُذبحون كل يوم على أيدي الإسرائيليين وتدمر بيوتهم وتدمر مزارعهم أم أنهم يحبون اليمنيين أكثر؟" (لا عذر للجميع أمام الله: 15)
يقول الشهيد القائد: "أليس لديهم أسلحة نووية؟ أليسوا يخافون من إيران ويكرهون إيران جدا؟ لماذا لا يضربون إيران؟ بتفكيرنا قد تقول: لماذا لا يضربون بقنابل على إيران ويسحقونها؟" (لا عذر للجميع أمام الله: 17)
فلكي يضرب لا بد أن يكون قد هيأ الأجواء وزرع البغضاء في قلوب الآخرين ضد إيران حتى تضرب وهم يستبشرون لا يتعاطف معها؛ "هكذا في أفغانستان عملوا هذا الشيء، أمريكا لم تتحرك لضرب أفغانستان إلا بعد أن عملت وثائق فيما بينها وبين الآخرين، تحالف دولي، تحالف عالمي بقيادة أمريكا، ومن أيّد هذا التحالف؟ الدول العربية كلها، وليس تأييدا فقط بل تدفع معهم! أنت إذا لم تدفع إذا لم تؤيد إذا لم تشارك أنت إذا لا بد أنك تدعم الإرهاب فضربوا في أفغانستان وبأموال الناس جميعا" (لا عذر للجميع أمام الله: 17)
يضع الشهيد القائد أمامنا تساؤلا كثيرا ما أضعنا الإجابة عنه بين مشاغل الحياة ومغريات الدنيا فيقول: "ما الذي أوصل العرب إلى هذا؟ أحيانا ... الإنسان إذا ما تُرك على فطرته يدرك أشياء كثيرة، لكن أحيانا بعض الثقافات تمسخه عن الإنسانية وتحطه، تقدم له الجبن دينا، تقدم له الخضوع للظلم دينا يدين الله به، كما ورد في الأحاديث عن رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: "سيكون من بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنّون بسنتي قالوا: ماذا تأمرنا يا رسول الله؟ قال: اسمع وأطع الأمير، وإن قصم ظهرك وأخذ مالك." (الثقافة القرآنية: ص6)
أيعقل أن يصدر مثل هذا الحديث من خاتم المرسلين، ممن بُعث رحمة للعالمين!!! كيف يرسله الله لينشر العدل بين الناس أجمع ثم يأمرهم في سياق آخر بالاستسلام والخضوع لمن أسمى نفسه أميرا كيفما كان وأيا كانت سياسته، ومن هنا تصريح وورقة عقد مبرم بين من تولى أمر أمة من الأمم وبين شعبه فله أن يظلم وأن يسرق وأن يعتقل وأن يكمم الأفواه وووو وما على الطرف الآخر سوى اسمع وأطع الأمير، فيما نجد أن الإمام الهادي –عليه السلام- كان يبايع الناس على (أن تطيعوني ما أطعت الله فيكم فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم، بل يجب عليكم أن تقاتلوني)، "فالذي اتضح جلياً أن الكثير من حكام المسلمين بما فيهم حكام هذا العصر لا يمكن بواسطتهم ومن خلالهم أن يقوموا بتربية الأمة تربية إيمانية تترقى بهم في درجات كمال الإيمان، ونحن نجد أنفسنا، وكل واحد منكم شاهدٌ على ذلك بل ربما كل مواطن عربي في أي منطقة في البلاد العربية شاهد على ذلك .. أنه متى ما انطلق الناس ليربوا أنفسهم تربية إيمانية من خلال القرآن الكريم بما في ذلك الحديث عن الجهاد في سبيل الله وعن مباينة أعداء الله، وعن إعداد أنفسهم للوقوف في وجوه أعداء الله كلهم يحس بخوف من سلاطينهم من زعمائهم." (في ظلال مكارم الأخلاق)
لقد أزاح مشروع الشهيد القائد غطاء سميكا من أعيننا، فأنا اليوم أدرك سبب ذلك التمهيد الذي تصدر كتيبا صغيرا يحوي ستة عشر صفحة كان ملحقا لمقرر مادة الثقافة القرآنية التي تقررها جامعة صنعاء على جميع الطلبة في المستوى الأول، هذا الملحق الصغير يحمل على غلافه أسماء ستة من الأساتذة كلهم بدرجة أستاذ دكتور ولا عجب من قلة الصفحات وكثرة عددهم فالخطب عظيم فعلا والأمر جلل إذا عرفت ما تحويه تلك الصفحات.
وعودا إلى ذلك التمهيد الذي يقرر أن الإسلام جاء في صدد نظام الحكم بمبادئ عامة دون تنظيم تفصيلي لكل شئون الحكم ومنها الشورى والعدالة والحرية والمساواة ومسئولية الحاكم ويردون ذلك إلى اختلاف العصور والأمصار ورفع المشقة عن الأمة الإسلامية، وفي الصفحة الثانية عنوان فرعي (إجماع الصحابة) " فإجماع الصحابة كمصدر للأحكام في مجال السياسة الشرعية له اعتباره بل إن أول عمل سياسي مارسه الصحابة هو ما جرى في سقيفة بني ساعدة واجتماعهم للتشاور من أجل انتخاب رئيس للدولة الإسلامية خليفة لرسول الله." (الثقافة الإسلامية، الشورى، ص:2) وفي هذا إشارة خطيرة إلى استبعاد آل البيت من الحكم وإنكار أحقيتهم بها رغم اعتراف أكبر كتب أهل السنة بتلك الخديعة التي عقدت تحت سقف بني ساعدة، وانظر السيرة النبوية لابن هشام!
إلى أن يناقش في الصفحة العاشرة جواز أن يكون الذمي عضوا في مجلس الشورى الإسلامي ويخرج بأنه لا مانع إذا كانت المصلحة العامة للدولة تقتضي ذلك، وهذا ما كان الشهيد القائد يحذر منه إنه التدخل الأمريكي واليهودي في شئون البلاد العربية. (الثقافة الإسلامية، الشورى: 10)
خطر دخول أمريكا اليمن
ويبين –رضوان الله عليه- مدى خطورة دخول جنود أمريكيين إلى أي شبر من أراضي اليمن لأي ذريعة كانت وتحت أي مسمى، فهذا تماما ما قامت به في أفغانستان والعراق بدواعيها الوهمية وأعذارها الواهية، وفي ذلك الوقت كانت ملزمة الشهيد القائد السيد حسين أخطر من كتاب بروتوكولات بني صهيون الذي لا تمسي نسخته حتى الصباح، وكان القراء المتلهفون لمعرفة ما تحويه الملزمة قبل اثني عشر عاما يدبرون أماكن مختلفة وخبايا لا تصل إليها السلطة العميلة، هذا حين كان دخول أمريكا اليمن قصة ابتدعها السيد حسين الحوثي، حين قال: "المفروض أن الناس يكون لهم موقف واحد، هو أن يغضبوا لماذا دخل الأمريكيون اليمن، وإلى هنا انتهى الموضوع. تحليلات تبريرات كلها لا داعي لها، تخوفات، قلق، [با يغلقوا علينا با يغلى كذا با.. با..] الناس يرجفوا على بعضهم بعض. الموقف الصحيح والذي يحل حتى كل التساؤلات الأخرى التي تقلقك هو أنه: لماذا دخل الأمريكيون اليمن؟ ويجب على اليمنيين أن لا يرضوا بهذا وأن يغضبوا، وأن يخرجوهم، تحت أي مبرر كان دخولهم. أليس في هذا ما يكفي؟
فليكن كلامنا مع بعضنا بعضا أنه لماذا دخلوا بلادنا؟ ومن الذي سمح لهم أن يدخلوا بلادنا؟ هل دخلوا كتجار؟ هناك شركات تعمل أمريكية وهي التي تستولي على نسبة كبيرة من بترول اليمن، لكن أن يدخل جنود أمريكيون ويحتلوا مواقع، يصيح الناس جميعا: أين هي الدولة؟ من الذي سمح لهم؟ أين هو الجيش الذي ينهك اقتصاد هذا الشعب بنفقاته الباهظة."
كما يشير –رضوان الله عليه- إلى لعبة استخدمها الأعداء وهي اللعب المصطلحات فيقول: "إن علينا أن نتحدث عن كلمة (الجهاد)؛ لأن كلمة (الجهاد) هي الآن محارَبة بعينها، يُوضع ويرسخ بدلا منها كلمة (إرهاب)، فإذا كان الله أراد من الجهاد أن تكون كلمة شرَّف بها ذلك الصراع الذي كان العرب يتعودون عليه، ألم يكن العرب متعودين فيما بينهم على القتال والتناحر؟ سمَا بالعرب لأن الإسلام جاء شرف للعرب، "وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ "(الزخرف:44)، "حتى الصراع الذي كان يدور بينهم عمل على أن يتحول إلى صراع مقدس فأضاف إليه اسما مقدسا فسماه (جهادا)، إذا فبدلا من أن تتقاتلوا فيما بينكم وتتناحروا فيما بينكم تعالوا إلى حيث يكون صراعكم ويكون قتالكم سموا وشرفا ورفعة، ونشرا للحق، ونشرا للنور إلى كل أقطار الدنيا فسماه جهادا في سبيله سماه (جهادا) وجعله سنام دينه، وجعله مفتاح جنته، وجعله ركنا من أركان دينه، بل جعله علما لقمة الذوبان في محبته سبحانه وتعالى، أو لم يقل الله عن أوليائه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (المائدة: 54)
وفي ديسمبر من العام 2002م؛ وزعت نسخة مجانية من كتاب (الإرهاب في اليمن، إلى أين؟) ضمن إصدارات 26 سبتمبر يشمل تقرير الحكومة المقدم إلى مجلس النواب حول العمليات الإرهابية وأضرارها على اليمن، يتحدث عن ضرورة مساندة أعضاء مجلس النواب للحكومة في إجراءات مواجهة التحديات؛ ومنها أولها إقرار مشروع قانون تنظيم حيازة الأسلحة، "وستعمل الحكومة من جانبها على مختلف الأصعدة والمستويات سواء على المستوى الأمني والدولي أو باتجاه إجراءات عملية وفاعلة ضد مظاهر حمل السلاح أو الاتجار به" (الإرهاب في اليمن، إلى أين؟، ص: 80).
يقول الله تعالى: "هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" (آل عمران: 119)"، "هم عندما يحاولون أن يمسحوا اسم عداوة يحاولون أن يقدموا كلمة سلام، وعالم مسالم، وأشياء من هذه إنما ليجمّدوا نفسياتنا، يموّتوا كل مشاعر العداوة التي ركّز القرآن على خلقها بالنسبة لهم؛ لأن هذه حالة نفسية مهمة؛ لأنه إذا برزت نفسيتك لا تحمل عداوة لن تبذل نفسك، لن تبذل مالك، لن تعد أي عدة، معنى هذا أننا سدود! اطرح بندقك هنا، أو تبيع بندقك لم يعد هناك حاجة، سدينا! وهم هناك شغّلين وفي الأخير ما تدري وقد أنت هناك أسفل، وهم هناك فوق، أنت مجرد من كل إمكانياتك وأسلحتك، لم تعد شيئا! وهم يظهرون لك في وقت معين أعداء شرسين في وقت أنت لا تتمكن أن تعمل شيئا؛ لأنهم قد قدموا لهم" (الموالاة والمعاداة: 6)
وكلها مبررات مصطنعة وأسباب مختلقة تمهيدا للتدخل الخارجي في اليمن ودخول أمريكا الأراضي اليمنية، ومثل هذه الأطروحات استعدادا لمرحلة التنفيذ وتخفيفا من حدة السخط الذي يتولد جراء هذه الممارسات الغير مشروعة إن لم يكن لدى هذه الفئة فعند تلك، مثل هذا جاء مقدمة للعدوان السعودي الأمريكي وصك غفران للمرتزقة والعملاء؛ "ألسنا نعرف جميعا أن السعودية هي دولة صديقة لأمريكا؟ أليس كل الناس يعرفون هذا؟ السعودية دولة صديقة لأمريكا" (لا عذر للجميع:12)
ونجد في الكتاب المذكور في محور الحديث عن (تفنيد الطروحات المضللة) في الرد على بعض السخط العام حول ملاحقة الإرهابيين الرد الثالث، وهذا نصه: "إن الجمهورية اليمنية عضو في المجتمع الدولي وجزء من المنظومة الدولية، وتقع عليها –كسائر الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة- مسئولية احترام وتنفيذ ما تصدره المنظمة الأممية بكافة تشكيلاتها ومؤسساتها من توصيات وقرارات" (الإرهاب في اليمن، إلى أين؟، ص:73)، وبالطبع فقد تكون تلك القرارات ضرب صعدة أو قتل السيد حسين بدر الدين الحوثي ولها أن تكون مطاردة أهل البيت في اليمن ولا حرج في اعتقال طلاب العلم، ويورد ردا رابعا صريحا نصه: "إن مطاردة المجموعات الإرهابية كانت ضمن التعاون والتنسيق بين حكومة الجمهورية اليمنية وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية. ومعلوم أنه ليس هناك ما يحول من الناحيتين الدستورية أو القانونية دون قيام الحكومة بالتنسيق والتعاون مع غيرها من الدول في مختلف المجالات ومنها المجال الأمني فبلادنا ونتيجة لظروفها وإمكانياتها المحدودة تظل بحاجة إلى الاستفادة من إمكانيات وخبرات الدول الأخرى. وفضلا عن ذلك فإن تعاون الأجهزة العسكرية والأمنية في بلادنا مع نظيرتها الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب إعمالا لتطبيق قرارات الشرعية الدولية لا يتعارض مع مبدأ السيادة نظرا لأن الجهات المعنية في الدولة سمحت بذلك انطلاقا من مقتضيات حماية المصلحة الوطنية العليا وتجنيب البلاد عواقب ونتائج خطيرة." (الإرهاب في اليمن، إلى أين؟، ص:75، 76)
فهل جنب الصمت اليمن هذه العواقب الخطرة أم أن المرحلة صارت حاسمة واشتدت خطورة، وصرنا نقرأ ما رآه الشهيد القائد واستقاه من آيات الكتاب الكريم واقعا ملموسا وحقيقة مرئية، وكما أكد الشهيد القائد فإنه "قد يكون في البداية تنكر الدولة أن هناك وجودا للأمريكيين، ثم بعد فترة يضعون مبررا لوجود الأمريكيين، ثم يتحرك الأمريكيون والمبررات دائما أمامهم، كما عملوا في أفغانستان كان المبررات دائما أمامهم، ونحن بطبيعتنا اليمنيين نشتغل بالمجان إعلاميا ......فتنقل التبرير بالمجان وتعممه على أوساط الناس، وكل واحد ينقل الخبر إلى أن يترك أثره." (خطر دخول أمريكا اليمن، ص 3)
رفع شعار الصرخة
كانت ثقافة السيد لا تعتمد منهج السكوت من ذهب، فقد جاءت ثقافته ومعطيات مشروعه من واقع إيماني خالص مستنبط من لدن حكيم عليم لم يأبه بتلك الكلمة الشهيرة التي بعث بها الرئيس الأسبق بعبارتها الخانعة لليهود: "إذا لم يمتنع الحوثي وأنصاره عن رفع الشعار فسوف أرسل لهم من لا يخافهم ولا يرحمهم"، وبالفعل فقد سلط عليهم من لا يخافهم ولا يرحمهم ليسلط الله عليه من يرفع هذا الشعار من الناس أفواجا أفواجا، ويتزايد المدركون لمعناه وأثره على العدو، وتصير تلك الفزاعة التي أباد الطغاة شعبا بأكمله في محافظة صعدة وما حولها، واعتقل الكبير والصغير سعيا في إسكاته، وجعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا، صار الشعار اليوم في كل بقعة ليس في صعدة فحسب بل في أرجاء اليمن إيمانا بشرعية هذه الصرخة وعدالة مفرداتها.
فمن يستطيع استنكار عبارة من عبارات الشعار التي تصدقها آيات القرآن الكريم، وها هم اليمنيون اليوم بعد أن رفعوا الشعار أدركوا قيمة أرضهم ومعنى إنسانيتهم وثمن كرامتهم الذي لا يعادله نفط ولا دولار، كما أدركوا أن تلك الشخصية العظيمة محمد بن عبد الله هو بحق القدوة الحسنة والأسوة الطيبة التي تستحق التصفيق بقوة ورفع الشعارات، وكفى تصفيقا للملوك والزعماء الذين استخدموا شعوبهم وامتهنوهم وأذلوهم إرضاء لقادة الدول الاستكبارية، والسير على خطاه هو اتجاه سليم للنصر وإن اعترضه منعطفات الخونة وفيافي العملاء والمرتزقة، فالطريق واضح والعزم باق.
يقول الشهيد القائد: "إذا كنت غير مستعد أن تقول هذه الكلمة فانظر إلى البحر تجد الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين والألمان حولك وداخلين إلى بلدك إلى البلاد العربية، ليس ليقولوا (الموت لك) سيميتونك فعلا وليس فقط مجرد أن يقولوا قولا، سيميتونك ويميتون شرفك وكرامتك وعزّتك ودينك وروحيّتك وسموك، وسيفسدون أبناءك وبناتك، وسترى نفسك في أحط مستوى" (لا عذر للجميع أمام الله: 12)
مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية
يرد الشهيد القائد السيد حسين الحوثي – رضوان الله عليه- على من يتهمه بابتداع ما ليس في الدين بقوله: "لم نأت بشيء جديد أو غريب بل ندعو إلى ما دعا إليه الله ورسوله ونذكر الناس به"، وهو ما ذكره الله تعالى في قوله: "وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ" (الرعد: 7)
وتأتي دعوة الشهيد القائد إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ردا مقنعا ولفتة ذكية لتلك الحرب الاقتصادية التي لعبها ولا يزال قادة دول الاستكبار العالمي بمشاريع وهمية وقصص خيالية عن التنمية ورفع الاقتصاد، وكما ذكر الشهيد القائد فما رأينا تنمية ولا هم يحزنون؛ إنما هو تدهور الوضع أكثر فأكثر، وتزايد الجرعات وارتفاع الأسعار، وتدني العملة اليمنية فأي اقتصاد أرادوه؟ أليس الله قد قال في كتابه الكريم: "مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (البقرة: 105)
يقول الشهيد القائد: "ولا تتوقع أنهم سيحاصرونك اقتصاديا، هم جربوا عندما حاصروا إيران اقتصاديا أنهم هم من خسروا، إن الشركات الأمريكية هي من صرخت في وجه الحكومة الأمريكية جراء الخسارات الكبيرة التي فقدتها بينما شركات أخرى فرنسية وألمانية وصينية وغيرها هي التي كانت هي المستفيدة، من الذي خسر في الحصار من الخروج من إيران؟ إنهم الأمريكيون أنفسهم، من الذي خسر من الخروج من إيران؟ إنهم اليهود، إسرائيل هي التي خسرت."
لقد تحدث الشهيد القائد كثيرا عن دور الزعماء العرب في تدني شعوبهم علميا واقتصاديا وفكريا، والوقوف عند المشكلات دون وضع حلول تطبق واقعيا للوصول إلى بر الأمان بالاكتفاء الذاتي في جميع المجالات؛ فمثلا "تلك القروض الكثيرة التي نتحملها نحن لماذا لا توجه أو يوجه القسط الأكبر منها إلى الاهتمام بالزراعة، هل نتحمل القروض ثم لا نجد قوتنا مؤمنا أمامنا؟؟ هل هذه تنمية!؟ نتحمل الملايين بعد الملايين من الدولارات ونتحمل أيضا فوائدها الربوية فيما بعد ولا نجد مقابل ذلك أمنا فيما يتعلق بالغذاء. أذهاننا منصرفة في مختلف مناطق اليمن عن المطالبة بهذا الجانب في كل انتخابات في كل ما نسمع بقروض.
أحزاب المعارضة نفسها لماذا لا تتحدث عن هذا الجانب بشكل ملح؟ المزارعون أنفسهم لماذا لا يتحدثون عن هذا الجانب بشكل ملح؟ أين هو الدعم للمزارعين؟ أين هو الدعم للزراعة؟ أين هو الدعم للجمعيات الزراعية؟ أين هي مراكز التسويق لاستقبال منتجات المزارعين؟ أين هو التخفيض للديزل نفسه الذي هو ضروري فيما يتعلق بالزراعة والمواد الكيماوية الضرورية للمنتجات الزراعية؟
من واجب العلماء أنفسهم الذين لا يمتلكون مزارع، ومن تأتيهم أقواتهم إلى بيوتهم عليهم هم أن يلحوا في هذا المجال، لأنه اتضح جليا أن الأمة لا تستطيع أن تدافع عن دينها ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها وهي ما تزال فاقدة لقوتها الضروري الذي الزراعة أساسه وليس الاستيراد، أصبح شرطا، أصبح أساسا، أصبح ضروريا الاهتمام بجانب الزراعة في مجال نصر الإسلام أشد من حاجة المصلي إلى الماء ليتوضأ به .. هل تصح الصلاة بدون طهارة؟ إذا لم يجد الماء يمكن أن يتيمم فيصلي، إذا كانت الصلاة لا بد لها من طهور بالماء أو بالتراب، فلا بد للإسلام ولهذه الأمة التي تهدد كل يوم الآن وتهدد من قبل من؟ تهدد من قِبَل من قوتها من تحت أقدامهم، من فتات موائدهم.
لا بد لها من الاهتمام بجانب الزراعة، لا بد أن تحصل على الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بحاجاتها الضرورية." (في ظلال مكارم الأخلاق)
ويتحدث الشهيد القائد عن حقيقة التنمية ومغزى القروض التي أثقلوا كاهل الدول النامية بها، وهي تحسب أنهم يحسنون صنعا، وتحتفظ لهم بآيات الطاعة والولاء والاعتراف بالجميل، والحقيقة التي تختبئ خلف تلك المشاريع الوهمية "أن هذه قضية أصبحوا هم واثقين من أنفسهم بأن بإمكانهم أن تكون مقبولة لدى الناس جميعا أنه ستعطينا أمريكا مبالغ، مئات الملايين أو ستعطي باكستان ملايين، أو يعفوننا عن قروض أو يعفون باكستان أو أي دولة أخرى تتحرك في خدمتهم عن قروض ثم ينفذون لها ما تريد! أليس هذا هو من بيع الدين؟ أليس هذا هو من بيع الوطن؟ أليس هذا هو من بيع أبناء الوطن؟ أليس هذا هو من بيع الأنفس وبيع المسلمين؟ ولكن بيع ممن؟ بيع من الشيطان ومن أولياء الشيطان.
من الذي اعترض؟ أو هل سمعنا أحدا اعترض حتى من علماء الدين؟ عندما نسمع أن أمريكا استعدت أن تعمل لباكستان كذا كذا مقابل موقفه منها، أو أن ترفع عنه الحصار الذي كان قد فرض عليه أثناء قيامه بتجارب نووية، أو أنها مستعدة أن تعطي اليمن مبلغا من الملايين مقابل تعهده بمحاربة الإرهاب، نسمع مثل هذه العبارات ولا نعرف بأنها هي النفس اليهودية.
أولئك الذين يتصورون أو يتساءلون ماذا يعمل اليهود؟ لقد نفذ اليهود إلى داخل نفوسنا نحن فطبعونا بنفسيتهم التي هي بذل الدين في مقابل المال، والتي تحدث عنها القرآن الكريم في أكثر من آية، وهو يحكي عن نفسيتهم وواقعهم واستخفافهم بالدين إلى أن يبيعوه من كل من يعرض لهم ثمنا.
وبيع الدين – أيها الإخوة – ليس سهلاً هو معناه: أن نبيع أنفسنا، أن تبيع نفسك ممن؟ ممن يوقع هذه النفس في قعر جهنم، تبيع نفسك ممن يذلك في الدنيا، ويعرضك للذل والخزي في الآخرة، تبيع نفسك ممن لا ينفعك في الدنيا وإن نفعك بشيء ما، فلن ينفعك في وقت الحاجة الماسة إلى المنفعة في الآخرة.
يقولون لنا: بأن التنمية هي كل شيء، ويريدون التنمية، ولتكن التنمية بأي وسيلة وبأي ثمن! نحن نقول: لا نريد هذا، وكل ما نراه، وكل ما نسمعه من دعاوى عن التنمية، أو أن هناك اتجاه إلى التنمية كلها خطط فاشلة، كلها خطط فاشلة، متى ما وضعوا خطة تنموية لسنين معينة، انظر كم سيطلبون من القروض من دول أخرى؟ هذه القروض انظر كم سيترتب عليها من فوائد ربوية، ثم انظر في الأخير ماذا سيحصل؟ لا شيء، لا شيء.
إن التنمية لا تقوم إلا على أساس هدي الله سبحانه وتعالى، أليسوا يقولون هم كقاعدة اقتصادية، أو مقولة اقتصادية: [إن الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها]؟ الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها، لا بأس، هذه حقيقة، فإذا ما كان هذا الإنسان يسير على هدي الله سبحانه وتعالى، إذا ما كانت نفسه زاكية، إذا ما كانت روحه صالحة، ستنمو الحياة، وتعمر بشكل صحيح.
نحن نسمع كلمة: [التنمية] كل سنة، وكل أسبوع، وكل يوم [تنمية، تنمية] ونحن نرى نمو الأسعار، أليس كذلك؟ ما الذي يحصل؟ هل هناك نمو فيما يتعلق بالبنى التحتية الاقتصادية؟ أو أن هناك نموا في الأسعار؟ أليس هناك غلاء؟ أليس هناك انحطاط في النفوس والقيم؟ ليس هناك تنمية لا في واقع النفوس ولا في واقع الحياة، وإن كانت تنمية فهي مقابل أحمال ثقيلة تجعلنا عبيدا للآخرين، ومستعمَرين أشد من الاستعمار الذي كانت تعاني منه الشعوب قبل عقود من الزمن.
التنمية من منظار الآخرين: هو تحويلنا إلى أيدٍ عاملة لمنتجاتهم، وفي مصانعهم، تحويل الأمة إلى سوق مستهلكة لمنتجاتهم، ألا ترى الأمة، ألا يرى أحد وليس الأمة، ألا يرى أحد من الناس نفسه قادرا على أن يستغني عنهم؛ قوته، ملابسه، حاجاته كلها من تحت أيديهم، هل هذه تنمية؟
فنحن نقول: نريد التنمية التي تحفظ لنا كرامتنا، نريد نمو الإنسان المسلم في نفسه، وهو الذي سيبني الحياة، هو الذي سيعرف كيف يعمل، هو الذي سيعرف كيف يبني اقتصاده بالشكل الذي يراه اقتصادا يمكن أن يهيئ له حريته واستقلاله، فيملك قراره الاقتصادي، يستطيع أن يقف الموقف اللائق به، يستطيع أن يعمل العمل المسئول أمام الله عنه." (واشتروا بآيات الله ثمنا قليلا)
المرأة في المشروع القرآني
كانت المرأة ولا تزال مرتكزا أساسا في المجتمع منذ أن خلق الله حواء لتكتمل بها مقومات الحياة وبناء الأسرة، وحين جاءت الرسائل السماوية أعطت للمرأة حقا مساويا للرجل بالنظر إليها إنسانا متكاملا فكرا وعملا، وزادت تلك الأحقية ببزوغ شمس الإسلام وظهور رسالة التوحيد على نحو نهائي فنحن نجزم أن الرسالات السماوية جميعها لم تأتِ لغير دين التوحيد.
فقد أيد الله أولياءه بالنصر والتأييد ماديا ومعنويا، وأزهق الباطل من أعلى ألسنة المتمردين والمردة الشياطين الذي أصموا آذانهم عن سماع الحق حين سمعوا "يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ" (الأحقاف: 31)؛ حين لم يعد لتلك الأبواق الناعقة قيمة تذكر، ولم ينفع تلك الوجوه التي ترهقها قترة مال ولا بنون؛ فقد انتهت المسرحية الهزلية بآخر مشاهدها التراجيدية بداية من إعلان العدوان على اليمن العزيز ومرورا بمؤتمرات جنيف ودعاوى السلام المزيف يهودي الجنسية أمريكي الصنع خليجي التمويل.
وقد ذكر الشهيد القائد المرأة في أكثر من ملزمة ومحاضرة حين أدرك التحديات التي تنتظرها والشراك الذي نصبه لها الأعداء بل قد فعلوا حين أبعدوها عن هدف بناء الأسرة المسلمة إلى أهداف أخرى، فلمَ حازت المرأة كل هذا الاهتمام من القريب والبعيد والصديق والعدو فمن منظمات حقوق إلى جماعات ودعاة تحرر واهم، وهل المرأة حقا عبدا يعيش قيود الرق ويعاني أسر الحجاب ويحتاج إلى ثمن باهض للتخلص من أوكاره، وإلى كل تلك الهتافات الداعية إلى التحلل من الأخلاق والتفسخ من العادات والقيم!
يبدو أن المرأة تمثل دورا مهما للغاية أدركه العدو الذي وضعها في قائمة استهدافه اليوم للشعوب قديما وحديثا؛ فليست المرأة بحاجة إلى مثل هكذا حقوق ولا تحمل على عاتقها أي واجبات أو التزامات تذكر، فهل هي تواقة لرؤية نفسها التي كرمها الله على نعل أو قصاصة ورق يدوسها الشرفاء بكبرياء وكيف هذا!!! والغربيات هناك يصرخن من عبودية الحرية واسترقاق المجون والخلاعة، وهل الحرية ماديات ومواد مبتذلة ولا معنى للمعنويات والقيم الهادفة.
هل تلك النساء الأربع التي حازت لقب سيدات نساء العالمين شعرن يوما ما بهذا الإحساس الذي تحاول المنظمات الإسرائيلية والمؤسسات العميلة بث دواعي قلقه في أذهاننا لزعزعة الأسرة المسلمة المستقرة، وإشعارنا أن ثمة أمر ما متعلق بأدبيات الدين وأخلاقيات الإنسانية يمنعنا من ممارسة حياتنا الطبيعية فيما الحقيقة أن المرأة الملتزمة بفكر الثقافة القرآنية لا تشكو أي نوع من أمراض العصر اليوم، وهي تعيش حالة من الهدوء والسكينة والطمأنينة التي تفتقر إليها نساء المجتمع المتحرر -بحسب قولهم- وهو ما أكد عليه فكر الشهيد القائد السيد حسين الحوثي في دعوته المرأة إلى القرآن الكريم، والاقتداء بمن يمثلن أنموذجا سليما في الحياة أمثال السيدة فاطمة الزهراء -سلام الله عليها- فأبعدوا عنا تلك الأبواق الناعقة فو الله لو علمتم كم نحن أحرار للبثتم في غيظكم حانقون!!!
يقول الشهيد القائد: "أنتم تريدون أن ترحمونا، وأن ترحموا تلك النساء، وأن تفكوا عن تلك النساء ذلك الذي تسمونه امتهانا، اعملوا على توفير المشاريع، وفروا لها الكهرباء، وفروا لها مشاريع المياه، وفروا لها المراكز التي ترعى الأمومة والطفولة، وفروا لها كل شيء" (لتحذن حذو بني إسرائيل، ص18)
ويتحدث عن دور المرأة في المجتمع، مسئوليتها أمام أبنائها وأسرتها؛ فيقول: "وما أعظم دور الزوجات الصالحات في الدفع بالرجال، ما أعظم المرأة الصالحة التي تساهم في صنع الأبطال، صنع الرجال، صنع المجاهدين في سبيل الله. يقال أن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) ذلك الرجل العظيم الذي استطاع بإيمانه وشجاعته وقوة نفسه أن يكون على هذا النحو الذي خلق فعلاً تجديداً في العالم، وخلق صحوة إسلامية، وأرعب أعداء الله، وعمل على إعادة الثقة لدى المسلمين بدينهم، يقال: أن خالته - وهي من تولت تربيته- كانت تقول له: [أنت عظيم، أنت بطل، أنت ستكون شجاعاً، أنت ستكون بطلاً، أنت ستكون عظيماً]. تلقنه هذه العبارات وهو ما يزال طفلاَ فنشأ فعلاً عظيماً كبيراً، نشأ فعلاً بطلاً شجاعاً مقداماً أرعب أمريكا وأرعب دول الاستكبار كلها. وليست تلك الأم أو تلك المربية التي همها فقط أن يسكت ابنها فبأي عبارات مزعجة مقلقة تحاول أن تسكته. المرأة تقع عليها مسئولية كبرى جداً، وهي زوجة، وهي أم، وهي قريبة من هذا الطفل، تربية وهي قريبة من هذا الرجل، تؤيده وتدفع به وَتصبِّره وتشجِّعه. لقد بلغ الأمر بالنساء الإيرانيات أن أصبحن يفتخرن، تفتخر إحداهن بأنها أصبحت أم أربعة شهداء، وأخرى تفتخر بأنها أصبحت أم ثلاثة شهداء، وهكذا أصبحن يتفاخرن بأنهن أمهات شهداء، وزوجات شهداء. مثل هذه الزوجة وهي في بيتها هي من سيكون لها ذلك الموقع العظيم إذا ما لحقت زوجها بإيمان وصلاح، وتقوى أن تحظى بالقرب منه في درجته كشهيد مجاهد، وهي درجة عالية {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً}(النساء: من الآية96) فهي في بيتها تحظى بهذه المكانة. ذلك الزوج أيضاً الذي يرى لدى زوجته اهتماماً من خلال ما تقرأه أو تسمع مما ترك لديها عمقاً إيمانياً فأصبح لديها اهتمام بأن تُسْهِم بمالها، بأن تُسْهِمَ في مجال تربيتها لأولادها، فهي تحرص على أن ينشئوا رجالاً صالحين، رجالاً جنوداً لله سبحانه وتعالى، أنصاراً لله فلا يثبطها ولا يشغلها بأعمال قد لا تكون تمس الحاجة إليها، ولا يرهقها بأعمال قد يكون في غناء عنها، فيما يتعلق بمعيشته، يفسح لها المجال. أفراد الأسرة إذا ما انطلقوا هكذا يشد بعضهم بعضاً، فقد يحضون كلهم بالقرب، بأن يصلوا إلى تلك الدرجة التي يصل إليها واحد منهم عظيم، أليست هذه نعمة عظيمة داخل الأسرة؟" (آيات من سورة المائدة، الدرس الرابع)
وقد تحدث الشهيد القائد عن الدور الأمريكي والإسرائيلي في إفساد المرآة وانشغالها في مظاهر الحياة وحالها في عصرنا الحالي في عدد من محاضرته منها لا عذر للجميع أمام الله، الموالاة والمعاداة ومديح القرآن ودروس شهر رمضان.
إن المشروع القرآني للشهيد القائد السيد حسين الحوثي –رضوان الله عليه- يستحق دراسة عميقة وتحديد العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ترقى بالأمة الإسلامية، وتعيد لها سيرتها الأولى بعودتها إلى المنهج القرآني الذي شمل كل شيء لقوم يعقلون، قال تعالى: "وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا" (النساء:141).
فسلام الله عليك أيها الشهيد القائد في الأولين، وسلام الله عليك في الآخرين.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
النصر للإسلام
المحتويات
• تمهيد
• فكر الشهيد القائد والأنظمة العميلة
• المشروع القرآني وأثر الثقافات المغلوطة
• خطر دخول أمريكا اليمن
• مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية
• المرأة في المشروع القرآني
المراجع
• القرآن الكريم
• الإرهاب في اليمن، إلى أين؟ تقرير الحكومة المقدّم إلى مجلس النوّاب حول العمليات الإرهابية وأضرارها على اليمن، إصدارات 26 سبتمبر، ديسمبر 2002م.
• الثقافة الإسلامية، الشورى، تأليف: د. عاصم أحمد عجيلة وآخرون، مكتبة الإرشاد، صنعاء، د.ت.
ملازم الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي
• الإرهاب والسلام
• الثقافة القرآنية
• خطر دخول أمريكا اليمن
• في ظلال مكارم الأخلاق
• لتحذن حذو بني إسرائيل
• الموالاة والمعاداة
• واشتروا بآيات الله ثمنا قليلا
إعداد/ أحلام إبراهيم شرف الدين