مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ولهذا عندما نأتي لنقول لماذا؟ لماذا كل هذا؟ لماذا هذه الفجوة؟ لماذا هذا الواقع المختلف؟ ما الذي حدث حتى انحرف مسار الأمة عن تلك المبادئ العظيمة والقيم الإلهية، وحتى أصبح التوجه الرسمي الذي عادةً ما تكون عليه الحكومة التي تحكم هذه الأمة، والذي عادةً ما يكون عليه القادة الذين قادوا هذه الأمة من موقع السلطة، لماذا هذا الانحراف الرسمي في واقع الأمة الإسلامية؟ ماذا كان وراء هذا الانحراف، وأين كانت جذوره؟

 

هنا سنعود بالحديث إلى مرحلة الإسلام الأولى في عهد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- كان ألد الخصوم الذين تحرَّكوا ضد هذا الإسلام وحاربوا رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بكل أشكال الحرب: الحرب الدعائية، الحرب العسكرية، الحرب الاقتصادية… الحرب في كل وسائلها وفي كل مجالاتها، كان ألد عدو هم قريش، قريش كانوا في طليعة من عادوا رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وحاربوه أشد المحاربة، وكانوا هم في الصورة وفي الميدان العدو الأبرز المتزعم لهذه الحرب، كان يقود قريشاً في هذه الحرب ضد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ويتزعم قريشاً في كل تلك الفترة إلى السنة الثامنة للهجرة النبوية أبو سفيان، أبو سفيان هو كان زعيم بني أمية في وقته وكبيرهم، أبو سفيان كان هو القائد الفعلي والقائد العام لقريش في حربها ضد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وكان معروفاً بشدة عدائه للإسلام ولرسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وهذا العداء كان يمتد داخل أسرته، ويعرف الأمة ويعرف الناس ما سطَّره كُتَّاب السِّير والمؤرِّخون عن زوجته التي استحقت أن تسمى بآكلة الأكباد، فيما يعبِّر عنه ذلك من الحقد الشديد، وهي التي بقرت بطن حمزة- عم النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- وتناولت بعضاً من كبده لتأكله؛ من شدة حقدها وعدائها للإسلام وللمسلمين وللرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ولأنصاره، وبالذات الأنصار الأبطال والمجاهدين العظماء كحمزة.

 

أبو سفيان حارب رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وقاد الحرب ضد الإسلام والمسلمين، ولم يأل جهداً في حربه وعدائه، ولكنه في السنة الثامنة للهجرة، وهي السنة التي تمكَّن فيها الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ومعه المسلمين من فتح مكة بنصرٍ من الله -سبحانه وتعالى- وفتحٍ من الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: الآية1]، {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: الآية1]، في السنة الثامنة فتحت مكة بنصرٍ إلهيٍ عظيم، ولم يتمكن أبو سفيان ومعه جيوشه ومجتمع مكة بمن كان فيهم من المشركين أن يعيقوا هذا الفتح، بل إنهم أصيبوا بالشلل عسكرياً، لم يتمكنوا حتى من القيام بموقف عسكري للتصدي للفتح الإلهي المبين الذي فتحه الله لرسوله -صلوات الله عليه وعلى آله- وأرغموا على الاستسلام، وذاقوا مرارة الهزيمة.

 

وفي ظل هذا الاستسلام اجتمعوا بالقرب من الكعبة المشرَّفة، وخطب فيهم الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- الذي دخل فاتحاً وقد نصره الله عليهم بعد أعوام طويلة من المحاربة بكل أشكال المحاربة، أيام كان في مكة وهم يحاربونه بالكفر، والتكذيب، والحروب الدعائية، والتعذيب للمؤمنين به، ويكيدون له، ويمكرون به، ويتآمرون عليه، ويؤذونه، ويسعون إلى القضاء على رسالته بكل أشكال المحاربة، وما بعد الهجرة بالحروب العسكرية، وبشتى أشكال الحروب، اجتمعوا بعد كل ذلك التاريخ الأسود المظلم الذي عاشوا فيه حالة الجحود والتنكر لرسالة الله -سبحانه وتعالى- والعداء الشديد لرسوله وخاتم أنبيائه -صلوات الله عليه وعلى آله- تلك المرحلة الماضية التي وقفوا فيها لمناصرة الطاغوت، في سعيٍ منهم إلى محاربة الإسلام بما يمثِّله هذا الإسلام، وما فيه من مبادئ عظيمة، وأخلاق عظيمة، ومنهج ربَّاني عظيم، وقفوا دائماً بالباطل، وجادلوا به ليدحضوا به الحق، وقفوا سعياً منهم لوأد الرسالة الإلهية والقضاء عليها، وسعياً منهم للمحافظة على ذلك الواقع الظلامي بكل ما فيه من جاهليةٍ جهلاء، وكلما في تلك الجاهلية من الممارسات المنحرفة، والخرافات، والأباطيل، والمنكرات، والمفاسد، والمظالم، كانوا يريدون أن تبقى الساحة البشرية ساحة ظلامية، ساحة وبيئة للمنكرات والمفاسد، ولكنهم فشلوا، وفي النهاية أرغموا على الاستسلام، وخطب فيهم النبي قائلاً: (ماذا تظنون أنِّي فاعلٌ بكم؟)، وهم يعرفون من هو رسول الله، يعرفون ما هو عليه من مكارم الأخلاق العظيمة، قالوا: (أخٌ كريم، وابن أخٍ كريم)، هم يحاولون أن يتوددوا بالرحامة والقرابة؛ باعتبار قريش تجمعهم برسول الله رابطة هذه القرابة، فبنو هاشم بطنٌ من بطون قريش، قال: (أقول لكم ما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء).

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى عاشوراء 8 محرم 1441 هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر