مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أيها الإخوة الأعزاء هذا الرسول الذي بعثه الله إلينا كان يتحلى بالجدارة لهذه المسؤولية, {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}(التوبة:الآية128) رسول يعز عليه أن يلحق هذه الأمة أي عنت أو أي مشقة, رسول يحمل في قلبه الرحمة العظيمة للأمة, يحمل في قلبه الرأفة, يوجد لديه الحرص الكبير علينا أن نهتدي, أن نسعد.

عندما نلحظ - أيها الإخوة - أن من أهم ما يتصف به رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو هذه الصفة {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} يعز عليه, يعز على نفسه, يشق عليه, يتألم أن يلحق بكم أي ضرر, أي عنت, أي عنت, فهذا الرسول, هذا الرسول الذي يمتلك هذا الحرص, هذه الرأفة, هذه الرحمة, هذا اللطف, هذا الرسول قدم للأمة فيما قدم من تعاليم, وفيما عمل من أعمال ما يدفع عنا الضرر, حينما نلحظ أنّا في هذا العصر, الأمة الإسلامية في هذا العصر تعيش حالة ضرر كبير, واضطهاد وظلم, بينما لدينا رسول يعز عليه أن يلحقنا أي ضرر, هو قد قدم فيما قدم من تعاليم, وفيما عمل من أعمال, قدم ما يدفع عنا الضرر لو أنّا بقينا مرتبطين به, ومتمسكين به, وآخذين بتعليماته, هذا الرسول الذي كان على هذا النحو يقود الأمة لا ليتعسف على هذه الأمة, ولا ليبطش بها, ولا لنفسه ليعزز مركزاً اجتماعياً لمصلحة نفسه الخاصة, لا, كل ما لديه, كلما يهمه, كلما يعمل من أجله, كلما يحرص عليه هو كيف يدفع عنا الأخطار, كيف يرشدنا إلى سعادتنا, كيف يدفع بنا نحو الخير, نحو الفلاح, نحو العزة, نحو السعادة, رسول يحمل الرأفة والرحمة والحرص وفي نفسه في سلوكه في اهتماماته في مواقفه, في كل حياته منذ أن بعثه الله نبياً كلما عمل من أجل هذه الأمة, هذا هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه المواصفات العظيمة.

مواصفة أخرى يقول الله: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً}(الفتح:من الآية29) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن معه يقتدون به, يتبعونه, لديهم الشدة, هم أشداء, لكن على من؟ تلك الشدة, تلك القسوة على من؟ على الكفار, على الكفار, على الشر, على الباطل, على الظلم, على الطغيان, أشداء على الكفار؛ لأنه لا يجدي أمام الكفار إلا الشدة, الشدة في مواجهة الكفار هي الحكمة, هي الحكمة التي أرشد إليها الله, وأمر بها الله؛ لأن الكفار لا يمتلكون قيم, وليس فيهم إنسانية, ليس لديهم رحمة, ولا لديهم ضمير, فهم حينما لا يكون هناك شدة في مواجهتهم وعليهم, حينما يُعاملون بالرحمة, ويُعاملون بالدبلوماسية والعلاقات وما شابه ذلك يكونون هم من يسطون على الأمة, من يفتكون بالأمة, من يضربون الأمة, من يذلون الأمة, وهذا واقع, هذا واقع - أيها الإخوة - أمام الكفار من اليهود والنصارى, الأمريكيين والإسرائيليين, هؤلاء هل أجدى تلك السياسة التي يعتمد عليها الحكام العرب؟ الليونة, اللطف, الدبلوماسية, العلاقات, مد اليد للسلام, وما أشبه ذلك هل أجدت؟ لم تجدِ شيئاً, لم تدفع ضراً ولم تكشف شراً, ولا دفعت عن الأمة أي خطر أبداً.

الله جل شأنه أرشدنا إلى سلوك يتصف به محمد, ومنهج اعتمده محمد ومن معه, منهج من الله قُدِم في كتب الله السابقة كما قُدِم في القرآن الكريم {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} ليس لديهم الضعف, ولا الوهن ولا الذلة ولا العجز أبداً.

أما في داخل المجتمع المسلم, المجتمع الإيماني المتربي بتربية محمد, المتمسك بنهج محمد, الآخذ بتعاليم محمد, }رحماء بينهم{, داخلهم الرحمة, الرحمة في كل أشكالها, في تعاملهم مع بعضهم البعض, في اهتمامهم ببعضهم البعض, في طريقة تعاطيهم مع قضاياهم الداخلية, الإيثار, التعاون, التكاتف, }رحماء بينهم{, لا مكان للشدة فيما بينهم, مجتمع متوحد, متكاتف, معتصم وقوي, }رحماء بينهم{, أما خضوعهم أما ركوعهم أما تذللهم أمام الله, أمام الله {تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً}، لا يذهبون إلى البيت الأبيض في أمريكا ليحنوا رؤوسهم أمام بوش, لا يتعلمون هذا ولا يفعلونه, لا يحنون رؤوسهم لا لطواغيت ولا لمجرمين, ولا لمستكبرين أبداً {تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً} {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ} هذا هو رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأتى بمشروع معه الله, مشروع ينتصر ويغلب, كما قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(الصف:الآية 9).

هذه الرسالة وهذا الدين - أيها الإخوة - مكتوب له الانتصار, مكتوب له الغلبة, مكتوب له الظهور حتى لو كره المشركون, لو مكروا, لو حاربوا, لو دمروا, لو سجنوا, لو فعلوا ما فعلوا وعملوا ما عملوا فإن كل جهودهم في مواجهة هذا الدين, في مواجهة هذا الحق ستبوء بالفشل, ومصيرها الهزيمة,إن هذا الدين معه الله.

هو, هو الله, الله الملك, الله المهيمن, الله القاهر, الله الغالب, }هو الذي أرسل رسوله{, لا تظنون أن رسوله رجل مسكين, وأن هذا الدين ليس له نصير, ولا يقف بجانبه أحد أبداً, هذا الدين بجانبه الله, وراءه الله ناصراً وقاهراً ومعيناً وموفقاً ومسدداً, }هو الذي أرسل رسوله{ وتكفل هو بنصرة رسوله, }بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله{, فسيظهره على أيدي المستجيبين لله, على أيدي المؤمنين الصادقين الصابرين, على أيدي المستجيبين لله والمهتدين بهدي الله, على أيديهم يكتب الله الظهور للدين, والغلبة للحق, ويغلبونهم, يغلبونهم بغلبة الحق وبغلبة الإسلام.

أيها الإخوة الأعزاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يجب أن نعرف أشياء هامة وكثيرة هي مرتبطة بصميم ديننا وإسلامنا؛ لأنه قد تكون أنت في الوقت الذي تقول فيه أنك تشهد أن محمداً رسول الله قد تكون كاذباً, قد يشهد الله أنك كاذب, كيف تكون فعلاً من المؤمنين بمحمد, كيف يكون إيمانك صادقاً, إن الله جل جلاله يقول: {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}(المنافقون:الآية1) شهد الله على فئة من المنتمين للإسلام أن شهادتهم كاذبة, كاذبون يقولون ما لا يؤمنون به, يقولون ما لا يصدقه التزامهم ولا عملهم, قد تكون كاذباً عند الله, قد لا يكون إيمانك صادقاً قد يكون زائفاً, قد تكون ممن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأنت في نفس الوقت موعود بالدرك الأسفل من النار, من النار, أوليس الله يقول عن المنافقين: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}(النساء:من الآية145) يجب أن نعرف كيف يكون إيماننا بالرسول صحيحاً, كيف يكون إيماناً صادقاً.

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يجب أن نعرف بالنسبة لمهمته كرسول أنه يجب علينا أن نحبه بعد الله, أن نعظمه, أن نوقره, أن نعطي تعليماته وتوجيهاته وإرشاداته أهمية كبيرة؛ لأنها مرتبطة بالله, الله جل شأنه قرن طاعة الرسول بطاعته, {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}(النساء:من الآية80) {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ} هكذا قرن طاعته بطاعته؛ لأنه يسير على منهج الله مبلغاً عن الله, مؤدياً عن الله.

الرسول يجب علينا أن نتولاه, أن نتولاه, وأن نعرف أنه أولى بنا من أنفسنا {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}(الأحزاب: من الآية6) هو أولى بك من نفسك, هذه الولاية, وهذا الولاء {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ} (المائدة: من الآية 55).

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة المولد النبوي الشريف

للعام الهجري 1429هـ.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر