ولذلك فالتوجه الصحيح بحكم الفطرة الإنسانية، بحكم الدين الإسلامي، بحكم القرآن الكريم، بحكم الانتماء الإسلامي للرسالة الإلهية والرسل والأنبياء، أن نتحرك بمقتضى ذلك بما يكفل لنا أن نواجه هذا التحدي وهذا الخطر، وأن نحمي أنفسنا من هذا الاختراق الذي هو اختراق خطير جدًّا، رأينا كيف أثَّر في الكثير من أبناء الأمة، هناك- بالفعل- منعة، وحصانة، ومقاومة، وتحرك مناهض لهذا الخطر ولهذا التهديد، وهناك- في نفس الوقت- جهات أخرى من أبناء الأمة ومكونات: البعض منها أنظمة وحكومات، البعض منها كيانات داخل الشعوب، والبعض منها تيارات وفئات من أبناء الأمة كان لها اتجاهات خاطئة: البعض منها اتجاه نحو ما يريده العدو بشكلٍ مباشر، نحو الاستغلال والخضوع، والتحول كأدوات لصالح العدو يشتغل بها كما أراد أن يشتغل بها، وطمعاً تحت عناوين، البعض من الفئات هذه لا، اتجهت نحو الانسياق لتمكين العدو من خلال الاستسلام والخنوع والتنصل عن المسؤولية والجمود، وأن نترك العدو ليتحرك في هذه الساحة ويشتغل، وفي نفس الوقت يكون هناك موقف سلبي من كلا الاتجاهين ممن يتحرك كما ينبغي، التحرك الطبيعي بحكم الفطرة الإنسانية، والتحرك الصحيح بمقتضى الانتماء الإسلامي للإسلام والقرآن، للرسالة والأنبياء والرسول محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- في المناهضة لهذه الهيمنة، في التصدي لهذا التهديد، في المواجهة لهذه التحديات والأخطار، فالذين تحوَّلوا إلى أدوات تحت عناوين متعددة كـ: التكفيريين مثلاً، وبعض الأنظمة كـ: النظام السعودي والنظام الإماراتي ونحوهما، وبعض الكيانات الأخرى من أبناء الأمة الذين قبلوا ورضوا لأنفسهم أن يتحولوا إلى أدوات بيد الأمريكي، وأن يتحركوا- بناءً على هذا- تحت إشرافه، لتنفيذ أجندته، وفق توجيهاته، أن يعادوا من يريد منهم الأمريكي معاداته، وأن يوالوا من يريد منهم الأمريكي موالاته، وأن يتحركوا تحت العناوين وبنفس ما يريد منهم أن يفعلوا، هؤلاء الذين يتحركون على هذا الأساس باتوا بيد الأمريكي يتحرك بهم لاستهداف من يتحرك بشكلٍ صحيح في أوساط الأمة، ولتنفيذ مؤامراته التدميرية لهذه الأمة، والتي يسعى إلى تقويض كيان هذه الأمة بالكامل، وبالتالي حتى أولئك الذين يتحرك بهم كأدوات- في نهاية المطاف- يصل بهم حتى هم إلى حافة الانهيار، فلا يبقى لهم- فيما بعد- أي مشروع أو مساحة هامشية لصالحهم هم، في نهاية المطاف يمكن أن يدمرهم هم، وأن يحولهم إلى حالة ليس لها أي حضور يعبر عنها، أو يحقق مصلحةً لها، أو ذات وجود بشكل كيان هنا أو كيان هناك. لا، يعيد صياغتها من جديد كما يحلوا له؛ لأنه لا يريد حتى أن تبقى بارزة في داخل هذه الأمة، يريد أن يقوِّض حتى هذه الكيانات من الدول هنا وهناك، بما في ذلك المملكة العربية السعودية… وغيرها.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد 1440هـ