نصل أيضاً إلى قصة القات، والقات يمثل مشكلة كبيرة جداً، والأخطر في ذلك هو التوجه لزراعة المزيد من الأراضي بالقات، يكفي ما قد زرع من القات، نحن بحاجة إلى تنوع المحاصيل الزراعية، أبناء هذا البلد بحاجة إلى زراعة ما يأكلونه، ما يشبع جوعهم، القات لن يشبعك من جوع، بحاجة إلى القمح، بحاجة إلى الخضروات، إلى البقوليات، إلى الفواكه، إلى المكسرات، إلى الغذاء النافع، سلعة مهمة جداً، وذات قيمة اقتصادية وغذائية، لا بدَّ من الاهتمام بتنوع المحاصيل الزراعية، والحد من الاتجاه نحو المزيد من زراعة القات، القات غير مفيد، شجرة ضارة جداً، وله كوارث ومصائب كبيرة جداً، ولا يمكن الاعتماد عليه فحسب، هذه كارثة.
قصة البن: البن اليمني من أحسن أنواع البن في العالم، جودته جودة عالية جداً، ومن المهم العودة لإنتاجه، والاهتمام بإنتاجه في معلبات، بطرق صحيحة، بطرق سليمة، بتسويقه، بالحد من الاستيراد الخارجي للصافي الذي يأتي من الخارج، البن الذي يأتي من الخارج، ويضر بالمنتج المحلي، العناية أيضاً بتسويق الفائض من الإنتاج إلى خارج البلاد.
كل هذه ستهيئ فرصة كبيرة على المستوى الاقتصادي، وتفتح أبواباً واسعةً للرزق، القطاع الزراعي قطاع من أبرك وأحسن مجالات الرزق، أرزاقه واسعةٌ جداً.
العناية أيضاً بتعليب فائض الإنتاج، كثير من الفواكه يمكن الإنتاج من فائضها، ما يفيض منها في الأسواق عصائر، ومربيات، ومعلبات، البعض كذلك من الخضروات، مثلاً: الطماطم، إنتاج الصلصة في البلد، لا ينبغي أن يعتمد أهل هذا البلد على الصلصة من الخارج دائماً وأبداً، المخللات، المربيات، كذلك معلبات المواد الغذائية، معلبات الحبوب، معلبات يستفيد منها الناس في إدامهم، هذا ممكن العمل عليه في البلد، وله فوائد كبيرة جداً في الانتعاش الاقتصادي.
رؤوس الأموال موجودة، التجار يشترون كل هذه المتطلبات من خارج البلد بمليارات الدولارات، والمواطنون يشترون منهم ما وردوه إلى البلد، هناك سوق ضخمة، هناك استهلاك، هناك تكامل في كل العناصر اللازمة لهذه النهضة الاقتصادية في القطاع الزراعي، الأراضي، المياه، مع الاستقامة، مع الرجوع إلى الله ليفتح البركات، مع الالتزام بطاعته، والإتباع لكتابه، مع العمل والجد، والحذر من الكسل والفتور، العجز، (أعوذ بالله من العجز والكسل)، مع العناية بكل هذه المستلزمات المهمة والتوجه فيها، والتدرج، سنحتاج إلى التدرج فعلاً، لا نيأس، لا نتكاسل، لا نتخاذل، ومع الجد، مع الاهتمام، مع الاستمرارية، مع الأخذ بعين الاعتبار التكامل في كل هذه اللوازم، سنحقق النمو الاقتصادي لبلدنا، ونكافح الفقر، ونستفيد من هذه النعم، من هذه الأرزاق التي أتاحها الله لنا، لا يبقى الإنسان في حالة إحباط ويأس.
ثم على مستوى أشجار الزينة، المكسرات، على مستوى النباتات العطرية وإنتاج العطور، والبخور، وأشياء كثيرة جداً، في الجانب الطبي المجال واسع، وهكذا؛ إنما المسألة تتطلب اهتمام، وجد، وعمل، والتجاء إلى الله، واستمرارية، وتدرج، حتى تصل الأمور إلى مستويات جيدة، ونماذج ناجحة، تطمئن الناس في هذا الجانب، ومبادرات، وتجميع رؤوس أموال، وجمعيات استثمارية، مؤسسات، شركات، تعاونيات زراعية، وهكذا.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة الدروس الرمضانية، بتاريخ 23 رمضان 1442هـ