ثم ننظر إلى المسؤولية إلى أنها في الأساس هي مسؤولية جماعية، إدارة شؤون المجتمع، العمل لإقامة القسط، العمل لخدمة الأمة، هذه مسؤولية في أساسها مسؤولية جماعية، تتكامل فيها الأدوار، تتظافر فيها الجهود، ويأتي المجهود الجماعي ليحقق نتائج كبيرة، ونتائج عظيمة، ونتائج مهمة، فالإنسان إذا كان في موقع مسؤولية لا يفكر في كيف يتحرك بمفرده، ليس عنده علاقة وثيقة في نطاق مسؤولياته العملية، من لهم صلة بمسؤوليته على المستوى الإداري، في التركيبة الإدارية والهيكل الإداري، ممن لهم علاقة بنفس المسؤولية، أو بنفس العمل بشكل أو بآخر، بمستوى أو بآخر، فالمسؤولية جماعية، تحتاج إلى التعاون، ولذلك لا بدَّ من التعاون ما بين الجهات المركزية: الوزارات، والمؤسسات في صنعاء، وما بين المحافظات، هذا التعاون والتنسيق والتفاهم وبروحٍ أخوية هذه مسألة ضرورية، لابدَّ منها؛ لتحقيق النجاح الكبير، وللوصول إلى النتائج المهمة، التعاون، والتكامل، والتظافر للجهود، يحقق الله به النتائج الكبيرة، وتأتي معه البركة من الله "سبحانه وتعالى"، تأتي البركة من الله "سبحانه وتعالى" لتجعل لهذا التعاون، لهذا المجهود الجماعي نتائج عظيمة وأثاراً طيبة.
ثم على مستوى كل فريق عمل، فريق العمل في المحافظات، أو فريق العمل في الوزارة، الكل بحاجة في نطاق مسؤولياتهم وأعمالهم إلى أن يسود بينهم التعاون، كما أمر الله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: من الآية2]، التفاهم، التنسيق، التكامل، الأخوّة، الاستفادة من بعضهم البعض، على مستوى التفكير، والابتكار، والخطط، والتدبير، وعلى مستوى المجهود العملي، هذه مسألة أساسية للنجاح، والله أرشدنا إلى ذلك، والواقع يشهد أن للتعاون الثمرة الطيبة.
أمَّا المجهود الفردي، مهما كان إخلاص الشخص وهو في موقع مسؤولية، مهما كان اهتمامه، إذا كان يتجه هكذا بشكلٍ فردي وشخصي، يريد أن يعمل هو لوحده كل شيء، أن يقتصر على تفكيره هو، لا يريد أن يستفيد من الآخرين، لا يريد أن يشترك مع الآخرين في مناقشة الأمور والقضايا، ولا يريد أن يتعاون معهم على المستوى العملي؛ فسيخفق ويفشل، وسيبقى نتاجه، وعطاءه، ونجاحه محدوداً جدًّا؛ لأن المجهود الفردي محدود في مقابل المجهود الجماعي، حتى على مستوى التفكير والخطط ونحو ذلك، فهذه نقطة هامة جدًّا، يجب أن يكون هذا التعاون، وهذا التفاهم، بين الجهات المركزية والمحافظات، داخل الوزارة، داخل كل محافظة، أن يسود بين الجميع التعاون.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
في لقائه بالسلطة التنفيذية المركزية والمحلية
بتاريخ 22 ربيع الأول 1444هـ،