مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

كان "رحمة الله تغشاه نموذجاً راقياً في أداء المسؤولية، مثلما كان نموذجاً في التضحية والوفاء لشعبه، والمصداقية مع الله ومع شعبه، فهو أيضاً كان نموذجاً راقياً في أداء المسؤولية، ولمنطلقه الإيماني أهميةٌ أساسيةٌ في ذلك، هو انطلق في أداء المسؤولية من منطلق إيماني، لم يكن لديه رغبة في أن يصل إلى موقع مسؤولية الرئاسة كمنصب كبير، وكموقع مهم على المستوى السياسي والاعتباري، أو موقع للاستغلال الشخصي لتحقيق المكاسب الشخصية المادية والمعنوية، كما هو هم الكثير من الناس، همهم في أن يصلوا إلى أي موقع يستطيعون الوصول إليه، أي منصب؛ ليحققوا لأنفسهم مكاسب شخصية مادية ومعنوية؛ أمَّا هو فكان منطلقه منطلقاً إيمانياً، ولذلك هو قَبِل في الأخير بتحمل هذه المسؤولية من منطلقٍ إيماني، لم يكن طالباً ولا ساعياً لهذا المنصب، ولهذه المسؤولية، ولهذا الدور، بل تقبله بإلحاح، بدافعٍ إيماني، بدافع الشعور بالمسؤولية، ولذلك لم تتغير روحيته ونفسيته بعد أن وصل إلى هذه المسؤولية.

البعض من الناس إذا وصل إلى أي منصب، ولو منصب بسيط، أو محدود، أو في نطاق محدود، تتغير نفسيته تماماً عمَّا كان عليه سابقاً، يصبح إنساناً متكبراً، متغطرساً، تصبح سلوكياته سلوكيات سلبية، تحدث منه ممارسات في إطار توجهاته التي تختلف عمَّا كان عليه سابقاً، هذا يحصل للكثير من الناس.

أمَّا الشهيد الصَّمَّاد "رَحْمَةُ اللَّهِ تَغْشَاه" فهو ذلك الرئيس الذي دائماً يحمل روحية الجندي، وروحية المواطن البسيط، وروحية من يشعر بأن مسؤوليته هي الخدمة لشعبه، أن يكون خادماً لأبناء شعبه، لأبناء بلده، ولم تتغير هذه الروحية بالنسبة له، فاتجه بكل جد، بكل اهتمام لأداء هذه المسؤولية وهو لا يتغير، يحمل التواضع بشكلٍ مستمر، يحمل الاهتمام بأداء مسؤوليته والعمل، ويتحرك في إطار العمل النشط ليلاً ونهاراً، وليس فقط وقت دوام محدود، بل يهب كل وقته لأداء هذه المسؤولية ولهذا العمل.

ومما يتميز به هو ذلك الاهتمام، والعمل النشط والدؤوب في خدمة شعبه، في متابعة القضايا المهمة، في الاهتمام بالتصدي للعدوان، في تكثيف اللقاءات بالناس، اهتمام وعمل نشط ليلاً ونهاراً.

مما تميز به كنموذج في أداء المسؤولية هو سعة صدره، وموقع المسؤولية كلما كان أعلى، كلما كان يتطلب سعة الصدر بشكلٍ أكبر، الإنسان في موقع المسؤولية كلما كبرت مسؤوليته، كلما واجه الكثير من التحديات، والصعوبات، والمشاكل، وحمل الكثير من الهموم، مع ما يواجهه من لوم، من عتاب، من انتقاد، من إساءات، كم يواجه الإنسان في موقع المسؤولية، والمسؤوليات الحساسة يكون الإنسان فيها- عادةً- أكثر عرضةً لذلك، أن توجه إليه الإساءات، الانتقادات، أن يواجه الصعوبات والتحديات، أن يتحمل الكثير من المشاكل، أن يحمل الكثير من الهموم، مما هو- عادةً- يؤثر على نفسية الإنسان، وعلى سعة صدره.

فموقع المسؤولية وبالذات كرئيس يحتاج إلى سعة صدر، إلى تحمل كبير، تحمل لكل ذلك: ما تواجهه من هموم، ما تواجهه من مشاكل، ما تواجهه من تحديات، ما تواجهه من صعوبات في الواقع العملي، والصعوبات في الواقع العملي كثيرة، في ظروف كتلك الظروف التي أتى الشهيد الصَّمَّاد ليتحمل المسؤولية أثناءها، في وقت ذروة التصعيد على بلدنا، شدة الحصار على بلدنا، المعاناة الكبيرة لشعبنا، الوضع الرسمي المتردي، والذي هو متأثر بشكلٍ كبير جداً بكل تأثيرات الماضي في داخله، ما فيه من العوائق، ما فيه من التحديات، والصعوبات، والتعقيدات، واقع تعقيداته كثيرة، إن جئت إلى مؤسسات الدولة، فهي في الواقع ليست مؤسسات بما تعنيه الكلمة، شكلياً هي مؤسسات شكلياً، هي بشكل مؤسسات، لكن كيف هو نظامها؟ كيف الواقع بالنسبة للكثير من كادرها والموظفين فيها، ممن يتأثرون بتأثيرات الماضي في اهتماماتهم، في ولاءاتهم، في مواقفهم؟ كيف هو حجم الصعوبات في الواقع المادي والإمكانات (إمكانات الدولة)، والوطن المحتل منه مساحة شاسعة، بالذات منابع الثروة في الوطن، من أول ما ركَّز عليها الأعداء، وحرصوا على احتلالها، والسيطرة عليها، ونهبها، وحرمان الشعب منها، فهذه التعقيدات الكثيرة والمشاكل الكثيرة التي يواجهها من هو في ذلك الموقع مع المؤسسات الرسمية نفسها، التي لها شكل المؤسسات، وفي داخلها الكثير من التعقيدات والاختلالات، وفيها الكثير ممن لا تزال لديهم أجندة، أو ارتباطات، أو علاقات، أو تأثيرات سلبية تؤثر على الأداء، ومن يسعى منهم لإعاقة أي عمل أو نجاح... إلى غير ذلك، حجم العدوان، وهو تحالف دولي إقليمي محلي، وضغطه الكبير على البلد، وعلى كل شيء في هذا البلد، الواقع في مثل هذه الظروف التي فيها أيضاً تعقيدات كثيرة في الوضع الداخلي، والحاجة إلى جهود كبيرة للحفاظ على الصف الوطني، ففي ظل كل تلك التعقيدات عادةً ما تتأثر نفسية الإنسان في مستوى التحمل، في مستوى سعة الصدر، في مستوى طبيعة وطريقة التعامل مع الناس، لكن الشهيد الصَّمَّاد "رَحْمَةُ اللَّهِ تَغْشَاه" كان معروفاً لدى الجميع بسعة صدره، بحسن خُلُقه، بجميل أسلوبه في التعامل والمنطق والاحترام للناس، بالقرب من الناس، بالقرب من المجتمع، بالقرب من المسؤولين، بعلاقاته الواسعة والإيجابية، بلقاءاته وأنشطته المكثفة والواسعة، وهذه ميزة كبيرة في سعة الصدر، وسعة الأفق، والاستيعاب للناس، والقرب منهم، والتعامل معهم بالاحترام والتكريم، وهذه ميزة كبيرة جداً.

مما كان يتميَّز به كنموذج في أداء المسؤولية، هو: سعة صدره، وأيضاً نزاهته المالية، وعفته، نزاهة تامة، هو حرص حتى في الكثير من أموره الشخصية، ألَّا يكون لها أي تمويل من الميزانية العامة، أو أن يقتطع لنفسه أي شيءٍ أبداً؛ ولذلك كان نزيهاً في الجانب المالي بشكلٍ تام، نزاهة تامة، البعض من المسؤولين إذا تقلَّد أي مسؤولية، أو منصب ولو كان بسيطاً، يسعى إلى الحصول على المكاسب المالية.

عندما نستذكر البعض ممن كانوا يقدِّمون أنفسهم رموزاً وطنية فيما سبق، كيف كانوا فيما يتعلق بهذا الجانب، إلى الآن لا تزال أرصدتهم في البنوك الخارجية أرصدة ضخمة جداً، هي من حق هذا الشعب، هي أموال هذا الشعب، جزءٌ منها عليه حظر الآن، ونحن في هذا المقام نطالب بإعادة هذه الأموال للشعب؛ لأنها حقٌ له، وهو في أمسِّ الحاجة لذلك الحق، ليست حقوقاً شخصية لشخصٍ هناك أو هناك، هي حقوق لهذا الشعب، وهو محرومٌ منها.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد 1444هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر