الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
{خطبة الجمعة الثالثة من شهر محرم 1447ه
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان:* *((نصائح وإرشادات) )*
التاريخ: 16/ 1/ 1447ه
المـوافــق: 11/ 7 / 2025م
الرقم: (3)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1- *في هذه الأيام تقام الكثيرمن الأعراس ولابدأن نستشعرأنها* عبادة نتقرب إلى الله بها في تحصين أبنائنا وبناتنا وينبغي ألا يشوبها أي معصية ومن المهم اختيار الزوج الصالح والزوجةالصالحة وتخفيض المهور وترك السادات السيئةوالمبالغ فيها
2- **الابتعادعن الخلافات والنزاعات وعدم التهور أثناءها* بجرح أو قتل الآخرين حيث لا ينفع الندم وسبب ذلك عدم تقوى الله وعلى الإنسان أن يبذل الحق من نفسه إذا كان مخطئا وعلى العقلاء السعي في الإصلاح بين الناس
3- *من أسباب العنف عدم الصلاة والابتعاد عن الله وهداه ورفقاء* السوء ومشاهدة أفلام الرعب وألعاب القتل
4- *استمرار الجرائم في غزة يكشف ثلاث حقائق* :
حقيقةالأعداء
وحقيقة المؤسسات الدوليةالكاذبة
وضعف الأمةالعربية والإسلامية وتقصيرها ونحمد على موقف شعبنا اليمني رسميا وشعبيا في استهداف العدو وإغراق سفنه
5- *التعليم مسؤولية الجميع وعلى العلماء والمرشدين* توعيةالمجتمع بأهمية العلم النافع
6- من المهم *الاستمرار في الخروج الأسبوعي استجابة لله* ونصرةللمستضعفين في غزةومباركة لعمليات قواتنا المسلحة.
🔹 *ثانياً: نـص الخطبة.*
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
*الحمد لله رب العالمين* ، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}، *وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له* الهادي إلى سواء السبيل، القائل في كتابه الحكيم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
*وأشهد أنّ سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله،* وخيرته من خلقه، أدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله عز وجل واستشعار رقابته في السر والعلن قال تعالى: {وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}، وقال تعالى: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
عباد الله:
يقول تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم، لقد عدّ الله الزواج وما هيأ فيه من مودة ورحمة: آيةً من آياته الدالة على حكمته وربوبيته؛ ولذلك فالعرس يُعتَبر عبادةً وطاعةً ينبغي ألّا يشوبها معصية لكي تحلّ البركة ويكون العرس ميموناً والزواج سعيداً.
وبما أنّ الناس في هذه الأيام يقيمون أعراسهم وأفراحهم ومناسباتهم؛ فإنه من المهم أن نعرف بأنّنا بإقامة الأعراس: نؤدي عبادة عظيمة حيث نعين الشباب على تحصين أنفسهم وبناء أسرهم؛ لأن العرس يُعتبر بمثابة وضع حجر الأساس لبناء أسرة، ولذلك ينبغي على من يريد الزواج أن يحسن الاختيار كما قال الله سبحانه: {وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تُخطب المرأة لمالها وجمالها وحسبها ونسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك).
*كما أنه ينبغي على ولي أمر* المرأة أن يُحسن اختيار الزوج لابنته وأخته كما قال سبحانه وتعالى: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، كما ينبغي علينا ولا سيما في هذه الظروف أن نقوم بتخفيض المهور وتيسير الزواج حتى يتمكن أكبر قدرٍ ممكن من الشباب على أن يتزوجوا؛ فكم هناك من شباب وشابات يكاد أن يصل أعمارهم إلى الثلاثين وما فوقها ولم يستطيعوا الزواج بسبب تعقيد مراسيم الزواج وابتداع أشياء ما أنزل الله بها من سلطان، بينما اللازم شرعاً في الزواج هو المهر فقط، ويجوز أن يُسلِّم الزوجُ جزءاً منه ويبقى جزء منه ديناً عليه إلى حين ميسرة، وذلك لتيسير الزواج، ويجوز أن يكون المهر مبلغاً متواضعًا كما قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: (التمس ولو خاتماً من حديد)، لكن الناس هم من وضعوا العراقيل والصعوبات، وهم من أوجبوا على أنفسهم بعض العادات التي ليست واجبة في دين الله.
*وينبغي على العقلاء والحكماء والقدوة في المجتمع* أن يتجاوزوا هذه العادات، وأن يسهلوا أمور الزواج لكي يتحصن شبابنا وبناتنا، ولكي نخفف على أصحاب الدخل المحدود والمعسرين، وها هو قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد زوّج ابنته الزهراء عليها السلام سيدة نساء الدنيا والأخرى بالإمام علي عليه السلام مقابل قيمة درعه وهو مبلغ متواضع، ومع ذلك كان الزواج ناجحاً، وأنجبا: الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وزينب الكبرى بطلة كربلاء.
أيها المؤمنون:
*ومن المواضيع الهامة التي نريد* التطرق إليها في هذه الفترة هو: كثرة الخلافات والنزاعات التي تنشأ بين الوقت والآخر بين الناس، وقد يكونون أقارب أو جيران أو أنساب بسبب حب الدنيا وبسبب البغي بين الناس وعدم تقوى الله، وإلا فلو اتقينا الله لأنصف كل واحدٍ من نفسه، ولبذل الحق من عنده بدون اللجوء للقضاء والمحاكم؛ لأن الإنسان الذي يخاف الله و يستشعر رقابة الله لا يمكن أن يدخل في خصومة ومنازعة وهو يعلم أنه مبطل ولا حق له في ذلك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه، ومن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله عزّ وجل)، وقال الإمام علي عليه السلام: (ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته، وكان لله حرباً حتى ينزع ويتوب).
*ومن اللازم - أيها المؤمنون - عند حدوث هذه الاختلافات* أن يسارع المصلحون من المؤمنين لإصلاح الخلل وحلّ المشكلة وإصلاح ذات البين؛ فقد قال الله سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}، وقال سبحانه: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وإياكم وفساد ذات البين فإنها الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين)، ولا يجوز للإنسان المؤمن أن يتفرج على أحوال الناس في مشاكلهم دون أن يتحرك لإصلاح ذات البين؛ فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس من المسلمين)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (خير الناس من ألّف بين كل مفترق، وشرّ الناس من فرّق بين كل مؤتلِف).
عباد الله:
*عند حدوث هذه الاختلافات* والمشاكل ينبغي على الإنسان المؤمن أن يتحلى بالصبر والحكمة، وأن يطرق الأبواب السلمية والمشروعة لاسترداد حقوقه ورفع الأذى أو الظلم عنه؛ فما ضاع حق بعده مطالب، وعندما يتحلى الإنسان بالحكمة والصبر فليس ذلك دليلاً على ضعفه بل دليلًا على قوته وكمال عقله كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس الشديد بالشديد عند الصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب)، وهكذا قال الله سبحانه: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}، وقال سبحانه: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
أيها المؤمنون:
*من الأخطاء الكارثية في الدنيا والآخرة هو التسرع الذي يقع فيه البعض عند حدوث الاختلافات على أموال* أو نحوها فيؤدي إلى جرح إنسان أو قتله وهذا خطر كبير كما قال سبحانه: {مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال المرء في فسحة من دينه مالم يسفك دماً حراماً)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من أعان على قتل امرئ مسلم ولو بشق كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله)، فالإنسان المؤمن هو الذي يصبر ويتحمل ويُحَكِّمُ العقل ويحذر من الغضب والانفعال؛ لأنّ أقرب ما يكون الإنسان من جهنم هو عندما يغضب، وكم من أناس استعجلوا وفرطوا في استخدام العنف والسلاح؛ فدفعوا الثمن في الدنيا سنوات في السجن أو سنوات من التشرد والخوف، أو تمّ القصاص بهم، وهم يوم القيامة سيقفون للمساءلة بين يدي الله سبحانه وتعالى، وكم يتمنون لو أنهم صبروا وتحملوا واستعاذوا بالله من الشيطان الرجيم كما قال سبحانه: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}.
*ومما يجعل البعض يتسرع في الشروع في العنف والقتل أو العدوان* هي عدة أشياء منها: قطع الصلاة، وقاطع الصلاة يستحوذ عليه الشيطان ويورده المهالك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال الشيطان هائباً مذعوراً من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس فإذا ضيعهنّ تجرأ عليه فألقاه في العظائم)، وعندما تفتش في كثير من حالات القتل وإطلاق الرصاص والعدوان ونزلاء السجون فإنك ستجد معظم أصحابها مقصرين في الصلاة.
كما أنّ من الأسباب: الإدمان على مشاهدة أفلام الرعب وألعاب القتل التي تسهل للنفوس مسألة القتل والعنف، وتشجع على التوحش والإجرام، كما أنّ من أسبابها: الابتعاد عن الله وعن هداه، ومن أسبابها: مجالسة الناس المنحرفين، والذين يمكن أن يقودوا البعض إلى السجن في الدنيا والعذاب في الآخرة، وصدق الله العظيم القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ . وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدينا ووالديكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
🔹 *الخطبة الثانية* 🔹
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
*أما بعد/ أيها المؤمنون:*
لقد تأخر موسم الأمطار هذا العام وذلك يستلزم منا جميعا أن نرجع ونتوب إلى الله كما قال سبحانه: {فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ}، وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنِعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا) فالقحط والجدب هما نتيجة ذنوب، والحل يكمن في التوبة والاستغفار، يقول سبحانه: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً . يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً}، وقال سبحانه: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً}، كما أنّ من الأسباب لنزول الأمطار: التراحم فيما بيننا؛ فالراحمون يرحمهم الرحمن، قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}، وندعوكم إلى إقامة صلاة الاستسقاء بعد صلاة الجمعة لكي يمنّ الله علينا بالغيث المدرار.
أيها الأكارم:
*ما يحصل في غزة من عدوان وإرهاب وإجرام هو يكشف ثلاث حقائق:* الحقيقة *الأولى* : حقيقة العدو اليهودي والإسرائيلي والأمريكي، ومدى الحقد والعدوانية لديه، والتي تفوق حتى وحوش الغابات التي لو كانت تفترس مثل الصهاينة لكانت قد توقفت، وهذه الحقيقة ذكرها الله في القرآن الكريم بأجلى بيان: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ}، وتجلت حقيقة أمريكا التي كانت تتستر باسم حقوق الإنسان، وباسم الحريات، وباسم السلام، لكنها ظهرت في غزة بوجهها الإجرامي القبيح.
*أما الحقيقة الثانية فهي: حقيقة* المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية وغيرها، وأنها ليست إلا مؤسسات تابعة لقوى الاستكبار، حيث أنها لم تنصف مظلوماً ولم تردع ظالماً، وإنما هي أدوات لتمرير مخططات أمريكا والغرب الكافر، ولم تعمل لفلسطين أي شيء طيلة أكثر من ستة وسبعين عاماً.
*أما الحقيقة الثالثة فهي: ضعف* الأمة الإسلامية وهوانها وتقصيرها وتفريطها وتخليها عن مبادئها الإسلامية والإنسانية، ومدى الانحدار والانحراف الذي وصلت إليه حتى لا تكاد تحرك ساكناً مع مظلومية مسلمين يُرتكب بحقهم مجازر يندى لها جبين الإنسانية، وستظل وصمة عار على الأمة الإسلامية المتخاذلة.
أيها المؤمنون:
*إننا نحمد الله في يمن الإيمان:* أن وفقنا للموقف المشرف المتكامل رسمياً وشعبياً وعسكرياً وإعلامياً وسياسياً وثقافياً واقتصادياً وعلى كل المستويات، وقد شاهدنا هذا الأسبوع كيف وفّق الله قواتنا المسلحة لصد هجوم صهيوني كان ينوي استهداف عدة مدن، لكنهم فشلوا بقوة الله، ونفذت قواتنا المسلحة هجوما عكسيا كبيرا على الصهاينة في مغتصباتهم المحتلة،
كما أغرقت قواتنا المسلحة سفينةً في عرض البحر لتغرق بها أوهام الصهاينة والأمريكان، ويجب أن نستمر وألا نأمن لتحركات الأعداء ولا لمسمى الهُدن، فإن توقفت هذه المفاوضات بهدنة فهي جولة ستتبعها جولات، ولا يجوز أن نأمن الأعداء حينما يتحدثون عن السلام؛ لأنهم أقرب إلى الحرب والعدوان، ويجب أن نجعل الهدنة استراحة محارب لنعبئ فيها الطاقات، ونعدّ فيها العدة للجولة القادمة حتى يمنّ الله بنصره الذي هو آت حتماً لا محالة؛ لأنه وعد الله الذي لا يخلف الميعاد، كما أنه يجب علينا الاستعداد والجهوزية لأي جولة أو أي تصعيد، ورفع الحس الأمني، والتعاون مع الأجهزة الأمنية.
*وفي الختام:*
لا بد أن ندرك أنّ التعليم والتعلم هو مسؤولية الجميع؛ فلم تنهض الأوطان وتُبنى الدول إلا بالعلم النافع، وهنا نحثّ العلماء والمرشدين إلى المساهمة الفاعلة في توعية المجتمع بأهمية التعليم، وإعانة مدراء المدارس والمعلمين والطلاب في إنجاح العملية التعليمية بدعمهم وزيارتهم وتشجيعهم ومساندتهم بكل أشكال الدعم المعنوي والمادي.
*كما ندعوكم جميعًا بنداء غزة* وأبنائها المظلومين للخروج في وقفات ومسيرات يوم الجمعة تأييدًا ونصرة لغزة، وإبراءً لذمتنا بين يدي الله سبحانه، وإعلانًا لجهوزيتنا في مواجهة العدوان، ومباركةً لعمليات قواتنا المسلحة ولبطولات المقاومة في غزة.
*هذا وأكثروا في هذا اليوم* وأمثاله من ذكر الله والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، من ساروا على نهج نبيك، واقتفوا أثره ومن تبعهم بذلك إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين، اللهم وانصر جيشنا اليمني المجاهد في كل ميادين جهادهم وانصر المجاهدين في فلسطين وغزة ولبنان على اليهود الغاصبين وأمريكا المعتدين، اللهم واسقنا برحمتك الغيث، غيث الإيمان في قلوبنا وغيث الرحمة لأوطاننا وانشر علينا رحمتك وفضلك يا كريم: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-----------------