شعبنا العزيز الذي يتحرك في نهضته الحضارية، على أساس مبدأ الاستقلال والتحرر من هيمنة أعدائه، هو ينطلق انطلاقةً واعية، راشدة، مستبصرة، يستند فيها إلى نور الله، ليست انطلاقةً عمياء، بدون بصيرةٍ ولا رشد، أو توجهاتٍ حمقاء، ومواقف عشوائية، انطلقت من مزاج وأهواء وأطماع، أو تفكيرٍ ساذج، الذي يستند عليه شعبنا في إطار موقفه الحق، وموقفه الصحيح، وقضيته العادلة، ومظلوميته الواضحة، هو: هدى الله “سبحانه وتعالى”، هو نور الله، هو المبادئ الكبرى، التي ننطلق على أساسها في انتمائنا الإيماني العظيم، في مقدِّمتها: التحرر من هيمنة أعداء الإسلام والمسلمين، أعداء الأمة، وأن ننطلق في مسيرة حياتنا على أساس نور الله وهديه، كشيءٍ أساسيٍ لنا، بحكم إسلامنا، بحكم هويتنا وانتمائنا للإسلام.
الإسلام هو دين رشد، دين نور، دين بصيرة، دين العلم النافع، الذي ينتفع به الإنسان ابتداءً في واقعه الروحي، والنفسي، والتربوي، والأخلاقي، والسلوكي، ثم في إطار مسيرته في الحياة، نور الله الذي يضيء لنا الدروب، فنستضيء به في مسيرة حياتنا، لفهم دورنا في هذه الحياة بشكلٍ صحيح، لأداء مسؤولياتنا في هذه الحياة بشكلٍ صحيح، لنقف المواقف الصحيحة في واقعنا على أسسٍ صحيحة، لنتزود بالبصيرة، لمعرفة الحقائق في واقع هذه الحياة، ولنتحصن من الضلال، ولتتزكى نفوسنا، فهدى الله “سبحانه وتعالى” هو نور.
الله “سبحانه وتعالى” قال في القرآن الكريم: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ}، يخاطب نبيه محمداً “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله”، {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}، {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[إبراهيم: من الآية1]، ورسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” تحرَّك لإنقاذ البشرية بذلك النور، وأخرجهم من الظلمات بشكلٍ عمليٍ من خلال ذلك النور، حررهم من العبودية للطاغوت، إلى ألَّا يكونوا عبيداً إلَّا لله “سبحانه وتعالى”، علَّمهم منهج الله، ليكون هو الأساس الذي يعتمدون عليه لنظم حياتهم، قدَّم لهم شريعة الله “سبحانه وتعالى”، لتكون هي المعتمد في مسيرة حياتهم، هداهم إلى الله، بصَّرهم بنور الله حقائق هذه الحياة، قدَّم لهم التشخيص الكامل لواقع المجتمع البشري؛ ليعرفوا من هو العدو، ومن هو الصديق، قدَّم لهم ما أخرجهم من الضلال، وما حصَّنهم من الضلال… وهكذا هو هدى الله “سبحانه وتعالى” نور بكل ما تعنيه الكلمة.
الإنسان في مسيرة حياته يحتاج إلى هذا النور، في إطار دورنا الحضاري كبشر نحتاج إلى نور الله “سبحانه وتعالى”، دين الله، وهدي الله، ونور الله، هو لنا في هذه الدنيا نستضيء به في أداء مسؤولياتنا في هذه الحياة، لصلاح حياتنا، لنكتسب الرشد الحقيقي، ولنقتبس الحكمة في معناها الحقيقي، ولنسير بشكلٍ صحيح في هذه الحياة، وأيضاً وفيما بعد ذلك وعلى مستوى أساسي جدًّا لما بعد هذه الحياة، لمستقبلنا الأبدي في الآخرة، لفلاحنا، لفوزنا، لنجاتنا في مستقبلنا الآتي حتماً في الآخرة.
ولذلك العلاقة بنور الله، العلاقة بهدي الله، العلاقة بالعلم النافع، التزود للوعي والبصيرة، هي مسألة أساسية بالنسبة للإنسان المسلم، وإلا فالبديل عن ذلك هو الظلمات.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة افتتاح المراكز الصيفية 1442هـ