فأتى التحذير في القرآن الكريم بشدة من التولي لهم، والطاعة لهم، وهذه أول نقطة في الصراع معهم، وأول مفصل مهم في الصراع معهم، مسألة التولي لهم، والطاعة لهم، حذَّر القرآن الكريم بشدة من ذلك، وبيَّن أن نتيجته الحتمية: هي الارتداد؛ لأنهم يدفعون بالناس بخطوات عملية، فيما يبعدهم عن مبادئهم، عن قيمهم، عن أخلاقهم؛ لأنهم يدركون ما تمثله لهم من عناصر قوة، وهداية، وصلاح، وأساس لبناء حضارة إسلامية راقية، فهم يتجهون بفصل الأمة عن ذلك، وتقديم البدائل، من خلال ما يدفعون به إليه.
الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” عندما قال: {يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}، قدّمها كنتيجة حتمية، عندما قال: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: من الآية51]، قدَّمها كحقيقة حتمية، لا تقبل النقاش ولا الجدال، حينما بيَّن حالة المسارعين فيهم: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}[المائدة: من الآية52]، أنها في هذا السياق.
ولذلك أسلوب القرآن الكريم، ومنهجيته، وما هدى إليه، ونحن أكّدنا على أهمية: أن ننتقل من النظرة الشخصية المزاجية، التي تبعد الإنسان عن تقوى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وتورطه، وتجعله غافلًا، إلى النظرة القرآنية، ((كتاب الله تبصرون به))، أن نعود إلى ما يهدي إليه القرآن الكريم، وأن نتمسك به، وأن نتحرك على أساسه، في مقابل سعيهم لتطويعنا، وسعيهم إلى أن يكونوا في مقام الآمر الناهي الموجّه لنا، نسعى إلى محاربتهم في هذه النقطة: محاربة التطويع، التولي، محاربة أن يكونوا هم مقبولين، ليصدروا أوامر، ليوجهوا، لينهوا، ليلاحظوا، ليقرروا، ليتدخلوا في كل أمورنا، في صغيرها وكبيرها، في كل شؤوننا، في كل مجالات حياتنا، أسلوب القرآن وما هدى إليه هو:
– التعبئة ضدهم.
– والتوعية تجاه خطرهم.
– وكشف أساليبهم.
– وكيفية التصدي لمؤامراتهم.
فالنقطة الأولى هي: كيف يكون التوجه العام، والموقف العام:
هل موقف المتقبل؟ هل موقف الموالي المطيع؟ أم موقف الساكت، الخانع، المستسلم، الذي يفسح لهم المجال، ليَنفُذوا إلى داخل هذه الامة، وليتحركوا في أوساطها دون أي عائق؟ أم أنه الموقف الصحيح الذي هدى إليه القرآن الكريم، في محاربة مساعيهم تلك، والسعي لتحصين الأمة، وتوعيتها، وفصلها عن: التأثر بهم، الارتباط بهم، الطاعة لهم، التولي لهم، وعن طريق التعبئة المستمرة للأمة ضدهم، من خلال القرآن الكريم، ومن خلال شواهده في الواقع.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم-
من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة يوم القدس العالمي 1444هـ