مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

تجاه كل ما تقدم، ما هو الموقف الصحيح تجاه هذا العدوان، بأهدافه المشؤومة، في السيطرة على بلدنا، والاحتلال له، ومصادرة حقنا في الاستقلال والحرية والكرامة، والاستعباد لهذا الشعب، والإضرار به، والظلم له، وتجاه ممارساته، كل هذه الممارسات الإجرامية، الوحشية، السيئة والبشعة جدًّا؟ معروف ما يكون الموقف الصحيح، سواءً بالنسبة لنا كشعب يمني، أو بالنسبة للآخرين من بلدان وشعوب أمتنا، أو من غيرهم، الموقف بالاعتبار الإنساني، بالاعتبار الأخلاقي، باعتبار العرف الإنساني، والقوانين الدولية، وحقوق الإنسان وغيرها، معروف، إدانة هذا العدوان واعتباره جريمة كبرى، وتسبب في إحداث أكبر مأساة إنسانية معاصرة.

 

نحن في الداخل، بالتأكيد لن يكون خيارنا الاستسلام؛ لأننا يمن الإيمان، لأننا من يتوجه إلينا كل هذا الظلم، كل هذا الاستهداف الوحشي الهمجي الإجرامي، كيف يمكن أن نستسلم؟ كيف يمكن أن نسكت؟ كيف يمكن أن نقعد؟

 

بالفطرة الإنسانية لوحدها، يكفي أن تتجه لمواجهة هذا العدوان، أما مع الهوية الإيمانية (الإيمان يمان)، مع العزة الإيمانية، مع الكرامة، لا يمكن أبداً السكوت، ولهذا كان الصمود، الثبات، التصدي لهذا العدوان، هي العناوين الذي تعبر عن موقف هذا الشعب، الذي انطلق فيه أحراره ورجاله والأوفياء فيه.

 

وإذا جئنا لنتحدث عن مشروعية موقفنا، فأكيد موقفنا مشروع بكل الاعتبارات، يكفل لنا في العرف الإنساني، القانون الدولي، القوانين والأنظمة، الأعراف، كلما لدى البشر من كافرين وغيرهم، يكفل لنا حق الدفاع عن بلدنا، عن شعبنا، عن أنفسنا، في مواجهة هذا العدوان الذي له كل هذه الهمجية، كل هذا الإجرام، كل هذا التوحش، والذي يهدف إلى السيطرة علينا، والاحتلال لبلدنا.

 

ولكن بالنسبة لنا الأهم من كل ذلك، والأهم من مجلس أمن، ومن أمم متحدة، ومن كل ما هنالك، أننا نمتلك المشروعية القرآنية الإيمانية، أن هذا بالنسبة لنا هو واجب ديني، وإيماني، وأخلاقي، وقيمي، الله “سبحانه وتعالى” قال في كتابه القرآن الكريم: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[الحج: الآية39].

 

لكي نتصدى لهذا العدوان، بكل هذه الهمجية والوحشية والإجرام، لا نحتاج إلى إذن من مجلس أمن، ولا من أمم متحدة، ولا موافقة من الجامعة العبرية، ولا إذن من الدول الأوروبية، ولا ترخيص وموافقة من أي طرفٍ في هذه الدنيا، نحن ننطلق ونحن نمتلك هذه المشروعية القرآنية، الله “سبحانه وتعالى” أذن لنا، نحن عباده، هو ربنا، هو مولانا، هو ملكنا، هو مالكنا، هو إلهنا، الذي نؤمن به، ونؤمن بكتابه، ونؤمن بشرعة، ونؤمن بهديه، هو من منحنا هذا الإذن، كشعبٍ مظلومٍ معتدىً عليه، أمام هذا العدوان الوحشي الإجرامي الهمجي، نحن قوتِلنا بغير حق، لم نبتدئ نحن بالقتال، لم نعتد على أحد، هم الذين أتوا للاعتداء علينا، وقاتلونا هم ابتداءً، وهجموا علينا هم ابتداءً، وقتلوا الآلاف منا ابتداءً، ودمروا كل شيءٍ في بلادنا ابتداءً، نحن لا ننتظر الإذن من أي عاصمة، ولا من أي سفارة، ولا من أي هيئة، ولا من أي مجلس، ولا من أي طاغية، ولا من الشرق ولا من الغرب، نحن نمتلك هذا الإذن، يكفينا هذا الإذن لنقوم بهذا الواجب المقدس، المشروع والعظيم: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا}، نحن ظُلمنا بغير حق، أليس كل ما شرحناه آنفاً، أليس ظلماً فظيعاً؟

 

بلى، إن لم يكن هو الظلم، إن لم تكن كل تلك الأشكال من الجرائم، التي قتلنا فيها في هذا البلد رجالاً، ونساءً، وأطفالاً، وكباراً، وصغاراً، ودمر فيه كل شيء، واستهدف فيه كل شيء، إن لم يكن ظلماً، فما هو الظلم؟! إن لم يكن جريمة، فما هي الجريمة؟! ما هو الشيء الآخر- غير كل ما ذكرنا- يمكن أن يوصف بظلم، أو إجرام؟!

 

نحن ظُلِمنا، وقوتلنا بغير حق، واعتدي علينا بغير حق، وأتوا هم، وأعلن هذا العدوان من آخر الدنيا، من غرب الأرض، ثم أتت جيوشهم، أتت طائراتهم، أتى مرتزقتهم، أتى كل الذين جندوهم، للاعتداء علينا، إلى بلدنا، إلى قرانا، إلى مدننا، واجتاحوا البلد من أطرافها، معاركهم التي وصلوا فيها إلى مأرب، ووصلوا فيها في المحافظات الجنوبية، أتت من خارج اليمن، آلياتهم وعرباتهم أتت من خارج اليمن، الذين أتوا بهم من مرتزقة السودان، ومن مرتزقة تشاد، ومن المرتزقة من مختلف البلدان، من بلدان كثيرة، أتوا بهم لاحتلال بلدنا، وقتلنا إلى بلدنا، نحن قتلنا في اليمن، قتلنا في قرانا، قتلنا في مدننا، قتلنا في مناطقنا، في جبالنا، في سهولنا، في صحارينا، لم نقتل ونحن في حالة اعتداء على أحد، نحن ندافع عن بلدنا وعن أنفسنا، نحن الطرف المظلوم والمعتدى عليه، والله أذن لنا، بل وقدم لنا الأمل بنصره، عندما قال: {وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}، هو يطمئننا بأنه سيقف إلى جانبنا، عندما نؤدي واجبنا، هو القائل “جلَّ شأنه”: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ}[الشورى: الآية39]، من الباغي، ومن المبغي عليه؟

 

أليسوا هم من بغى علينا؟ ألم يعتدوا علينا هم؟ هم الذين بغوا علينا، هم الذين أتونا، هم الذين أتوا في منتصف الليل، وبدأوا عدوانهم غدراً في منتصف الليل، من دون أي سابق انذار، ولا سابق مشكلة ولا اشتباك.

 

هو القائل: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}[البقرة: من الآية194]، نحن نمتلك هذه المشروعية القرآنية من كتاب الله، هو القائل: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ}[البقرة: من الآية190]، هو القائل: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ}[الحج: من الآية60]، هو القائل: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ}[الشورى: الآية41].

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة اليوم الوطني للصمود 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر