ونجد أنَّ معاناة الأمة على كل المستويات: على المستوى الاقتصادي… وعلى بقية المستويات، من أكبر ما ساهم فيها: الدور السلبي للموالين لأمريكا، يعني: تجد مثلاً في لبنان واحد من أهم العوائق عن تبني سياسات اقتصادية صحيحة لمصلحة الشعب اللبناني، يقف عائقاً عن ذلك من يوالي أمريكا في لبنان، بعض الأحزاب، بعض التيارات الموالية لأمريكا، التي تتجاوب مع السياسات الأمريكية والتوجهات الأمريكية التي تستهدف الشعب اللبناني بشكلٍ عام في اقتصاده، ثم هكذا في بقية البلدان الإسلامية، المعاناة الكبيرة على المستوى الاقتصادي، فاعلية الكثير من التدخلات الأمريكية، والإجراءات الأمريكية؛ لأن هناك من أبناء الأمة من يشتغل عليها، من يلتزم بها، من يتحرك بها، من يطبِّقها، من يتجاوب معها، فتأتي أمريكا لتفرض حظراً على بلدٍ مسلم، على شعبٍ مسلم، في موضوعٍ معين، تتجاوب معها الكثير من الأنظمة والحكومات، تأتي أيضاً لتعمل إجراءات معينة وتفرض سياسات معينة في بلدٍ مسلمٍ هنا أو هناك، تلك السياسات تؤثِّر على وضعه الاقتصادي، يأتي من أبناء ذلك البلد أحزاب، جهات، أو سلطة، ليتبنى تلك السياسات التي هي ضارة بشعبه على المستوى الاقتصادي.
أمريكا ستكون ضعيفة- وهي ضعيفة- لو وقفت الأمة الوقفة المطلوبة، لكن يتحمل الذين يتجهون الاتجاه الخاطئ من أبناء الأمة في الموالاة لأمريكا، في التقبل لسياسات أمريكا، في التفاعل والخدمة لأجندة أمريكا، يتحملون مسؤولية كبيرة أمام الله “سبحانه وتعالى”، وأمام شعوبهم فيما ينتج عن تجاوبهم هم من فاعلية وتأثير للسياسات الأمريكية، تلك الفاعلية وذلك التأثير ما كان ليتم لولا تجاوب أولئك ودورهم التخريبي من الداخل.
نجد مع كل ذلك الأهمية لأن يكون هناك توجه يحمي الأمة من الداخل، يحصن الأمة أيضاً من الداخل، يعمم حالة الوعي؛ حتى لا ينخدع البعض نتيجة فقدانهم للوعي عندما تُحَرَّك عناوين، حتى العنوان الاقتصادي، يُحرَّك العنوان الاقتصادي، ولكن من الموقع الخطأ وفي المسار الخطأ، مثلما حُرِّك مثلاً العنوان الاقتصادي في لبنان ضد المقاومة في لبنان! ما هو ذنب المقاومة في لبنان في الموضوع الاقتصادي؟! لو جئنا لنقيم في الوضع اللبناني، من الذي كان يتحكم اقتصادياً، يرسم السياسات الاقتصادية، يدير الوضع الاقتصادي في لبنان على مدى عقودٍ من الزمن؟ هل كان هو حزب الله؟ لا، لم يكن حزب الله من يفعل ذلك، الجهات الأخرى التي لها ارتباطات بأمريكا، لها ارتباطات بالنظام السعودي، لها ارتباطات بجهات أخرى، هي التي كانت تدير الوضع السياسي والاقتصادي الرسمي في لبنان، وبما ينسجم مع تلك التوجهات الدولية، ومع ارتباطاتها الدولية والإقليمية، وبشكلٍ لم يكن بنَّاءً ولا لمصلحة الشعب اللبناني، إلى أن تصل الأمور- في نهاية المطاف- إلى حافة الانهيار، ثم يأتي من يلقي باللوم على حزب الله، ويحمله جناية ما فعله الآخرون، أولئك الآخرون هم يحرِّكون من بعض المغفلين من أصحابهم من يتحركون بطريقة سلبية، بهتافات معادية، بأنشطة تخريبية تحت عنوانٍ يجعلون فيه المشكلة هي حزب الله، وليس هو بالمشكلة، هو الحل، رؤيته هي الحل، والتي يمكن أن تمثل إنقاذاً للشعب اللبناني في وضعه الاقتصادي… هكذا في بقية البلدان الإسلامية، جزءٌ كبيرٌ من المعاناة، وجزءٌ كبيرٌ من التأثير الضار والموجع للسياسات الأمريكية، والمؤامرات الأمريكية؛ لأن هناك من عمل على تنفيذ تلك السياسات والمؤامرات من أبناء الأمة، داخل بلدٍ معين أو من خارجه بما يؤثِّر على وضع ذلك البلد.
مثلاً: الحصار الاقتصادي على الشعب الإيراني المسلم، معظم البلدان العربية والإسلامية التزمت بالسياسات الأمريكية، والتعليمات الأمريكية، والموقف الأمريكي ضد الشعب الإيراني المسلم، وضد النظام الإسلامي في إيران الذي هو نظامٌ مسلم، يتجه الاتجاه الصحيح مع شعبه، فتحارب إيران اقتصادياً؛ لأنها خارجة عن الهيمنة والسيطرة الأمريكية عليها، وتتجه الاتجاه الحر والشريف والمستقل، فتحارب هذه المحاربة، تأتي الكثير من الحكومات والأنظمة لتلتزم بالتعليمات والتوجيهات الأمريكية، وتعطيها الفاعلية، كان من مصلحة المسلمين بكل دولهم، بكل حكوماتهم وأنظمتهم، لو كانوا خارج هذه السيطرة الأمريكية، وهذا النفوذ الأمريكي، وهذا الالتزام بالسياسات الأمريكية، كان من مصلحتهم جميعاً ألَّا يلتزموا بتلك التوجهات الأمريكية، ولكان وضعهم مختلفاً إلى حدٍ كبير على مستوى البلدان كذلك.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.