مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هذه المرحلة التي يواجه فيها شعبنا اليمني المسلم العزيز أيضاً العدوان الأمريكي السعودي الظالم، والذي هدف أيضاً إلى تدمير كل ما من شأنه أن يساعد على التعليم: المدارس، التجمعات التعليمية في كثيرٍ من المناطق، المساجد، سعى كذلك إلى التأثير بأنشطة تضليلية يحركها في الساحة بشكلٍ أو بآخر، بعنوانٍ أو بعنوانٍ آخر، كذلك ونحن نواجه هذا التحدي من جانب، ونحن نعيش في ظل نعمة الحرية والاستقلال والكرامة، التي يتهيأ لنا فيها: التحرر الفكري، والتحرر الثقافي، والانعتاق من ربق العبودية الثقافية، والأغلال التضليلية الفكرية الهدامة، أيضاً هناك فرصة حقيقية وفرصة مهمة لنشاط ثقافي، وعملية تعليمية نسعى فيها أن تكون مبنيةً على أسسٍ صحيحة، وعلى أسسٍ سليمة، وعلى توجهاتٍ وبأهدافٍ سليمةٍ وصحيحةٍ أيضاً.

 

في ظل كل هذه الظروف، وفي ضوء كل هذه الاعتبارات نجد أنفسنا أيضاً في موقع المسؤولية أيضاً تجاه أبنائنا ألَّا نهملهم، ألَّا نضيعهم، ألَّا نتركهم من الاهتمام في هذا الاتجاه المهم جدًّا، هذا الاتجاه الذي هو رئيسيٌ في حياة الإنسان، حياة الإنسان في شتى مجالاتها تعتمد على العلم، على المعرفة، على التعليم، على التثقيف، وبالذات إذا كان تعليماً صحيحاً، إذا كان ما يقدَّم لهذا  الجيل المفاهيم الصحيحة، الأفكار النيِّرة التي تبنيهم جيلاً حراً، واعياً، مسؤولاً، يتخلق بمكارم الأخلاق، كذلك ناهضاً بالمسؤولية، متحلياً بالمسؤولية، مستشعراً للمسؤولية، يعي واقعه، ويعي مسؤوليته، ويعي واقع العالم من حوله، ويتحرك على ضوء هذه المعرفة الصحيحة وهذه المفاهيم الصحيحة، فهي مهمة تقتضيها أيضاً مسؤوليتنا الدينية، وتقتضيها الظروف والتحديات التي نعيشها.

 

ما من شكٍ في أنَّ الواقع البشري- منذ البداية- يرتبط بالتعليم كشيءٍ أساسيٍ في مسيرة الحياة، والله -سبحانه وتعالى- قال في كتابه الكريم عن نبينا آدم -عليه السلام- الذي هو الإنسان الأول الذي خلقه الله -سبحانه وتعالى- على كوكب الأرض، بعدما أراد الله -سبحانه وتعالى- أن يستخلف الإنسان على هذه الأرض، فقال -جلَّ شأنه-: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 31-32]، فآدم -عليه السلام- الذي هو الإنسان الأول، وخلقه الله -سبحانه وتعالى- ليكون هو بدايةً للوجود البشري على كوكب الأرض، للاستخلاف لمهمةٍ كبيرةٍ ومسؤولية عظيمة عنوانها الاستخلاف في الأرض، آدم تسلَّح بالعلم، العلم الذي كان مصدره مَنْ؟ الله -سبحانه وتعالى- الله هو الذي علَّم آدم الأسماء كلها، حتى لم تكن هذه المسألة عبر الملائكة، هو هذا يقول للملائكة: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، فكانوا يجهلون بتلك الأسماء لتلك المسميات المعينة التي عرضت عليهم، فأمر الله آدم أن ينبئهم بأسمائهم، فأنبأهم بأسمائهم.

 

وهكذا ترافقت العملية التعليمية في وجود الإنسان، الإنسان منذ أن يخلقه الله -سبحانه وتعالى- يزوِّده أيضاً بوسائل المعرفة، الله -جلَّ شأنه- قال في كتابه الكريم: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا}، أول ما يخرج الإنسان من بطن أمه- بعد أن ينفخ الله فيه الروح ويوجده في هذه الحياة، ويخرجه إلى هذه الحياة من بطن أمة- يكون جاهلاً بكل شيء، ويتعامل مع بعضٍ من متطلبات حياته كالرضاعة من خلال الإلهام الإلهي، ثم تأتي عملية التعرف مترافقةً مع مسيرة الحياة، ومتزامنةً مع مراحل الحياة مرحلةً مرحلة، ومتصلةً بطبيعة احتياجات الإنسان في هذه الحياة، ولهذا يقول الله -سبحانه وتعالى- في نفس الآية المباركة: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: من الآية78]، لتكون هذه وسائل رئيسية ومهمة جدًّا لاكتساب المعرفة، ولتحصيل العلم، وتكون وسائل للإدراك، ومن ثم للمعارف، السمع وسيلة مهمة ونعمة عظيمة، الأبصار، الأفئدة.

 

ثم في واقع البشرية أنعم الله على الإنسان بنعمةٍ عظيمة وعجيبة ومميزة، ولا نراها في حياة بقية المخلوقات على الأرض من بقية الحيوانات، نعمة خاصة بهذا الإنسان، هي نعمة القلم والكتابة، ولهذا ورد بشأنها في القرآن الكريم آيات متعددة، منها قول الله -سبحانه وتعالى-: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [القلم: الآية1]، هنا يقسم الله -سبحانه وتعالى- بالقلم، باعتباره نعمةً عظيمة أنعم الله بها على الإنسان، كما في آيةٍ أخرى في قول الله -جلَّ شأنه-: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 4-5]، فالقلم والكتابة نعمة عظيمة استفادت منها البشرية في مسألة المعرفة، وفي مسألة الحياة، في جوانب الحياة المختلفة، في شتى مجالات الحياة؛ لأن العلم الصحيح، العلم النافع هو الذي يرتبط بالحياة، وتنتفع به البشرية في واقع حياتها.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة افتتاح الدورات الصيفية 1440هـ.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر