مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

((فالله الله عباد الله أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون، وأن تستوجبوا من الله السخط وأنتم لا تعلمون))، في مقابل مسؤوليتكم الكبيرة لتغيير ذلك الواقع، إذا فرطتم في هذه المسؤولية، وتنصلتم عنها؛ سيسبب لكم هذا السخط الكبير من الله "سبحانه وتعالى"، والعقوبات العاجلة، والنقمات من جانب الله، أمر خطير؛ لأن عليكم بانتمائكم للإسلام والإيمان التزامات إيمانية وأخلاقية تجاه ذلك.

((وأنتم لا تعلمون، فيحل بكم من نقماته وبأسه ما حلَّ بمن كان قبلكم من أهل المعاصي، والتولي عن أمره، فإنه قال في كتابه عزَّ من قائل: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا}[محمد: الآية10]))، إلى أن قال في ذلك الكتاب: ((فراجعوا الحق عباد الله))، يعني: ارجعوا عملياً في موقفكم، في تحرككم إلى الحق، فالتزموا به، تحرَّكوا على أساسه، انطلقوا على أساسه، قفوا موقفه، ((فراجعوا الحق عباد الله، وأجيبوا أهله، وكونوا عوناً لهم، فإنَّا ندعوكم إلى كتاب الله تعالى، وسنة نبيه "صلى الله عليه وعلى آله وسلم"، ومعالم دينكم التي أصبحتم تعلمون أنه لو عمل بها فيكم عاملٌ استقام لكم دينكم، وكشف البلاء عنكم، ووسعتكم دنياكم، وما أفاء الله عليكم من عدوكم))، فدعوة الإمام الشهيد زيد بن عليٍّ "عليهما السلام" هي إلى كتاب الله، إلى منهجية رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، إلى معالم الدين المهمة، التي تستقيم بها الحياة، تحيا بها الأمة، يقام بها العدل، يتحقق بها الخير للأمة، تستعيد بها الأمة عزها، ومجدها، وقوتها، ومنعتها، تتحرر بها الأمة من العبودية للطواغيت والمجرمين، المعالم المهمة التي إذا طبِّقت في واقع الأمة؛ استقام بها الدين بكله بشكلٍ عام، وكشفت عن الأمة المظالم، والكوارث، والمعاناة، وصلحت بها دنيا الأمة، وحياة الأمة، والوضع الاقتصادي للأمة، وتعطيلها هو الذي يؤثر على الأمة، والطغاة يحاولون دائماً السعي لاستهداف تلك المعالم المهمة من الدين، وحتى يبقى جوانب شكلية وطقوس معينة مفصولةً عن الجوانب الأخرى ذات الأهمية الكبيرة في واقع الأمة لدينها ودنياها.

((وأَنَا والله لو أعلم أمراً هو أبلغ من هذا في رضاء الله عنا وعنكم، لكنا إليه ندعوكم، وبه نأمركم))، هو من واقع انتمائه الإيماني، ووعيه الكبير، وإيمانه العظيم، وارتباطه بالله وبهديه، يقول: ((لو أعلم أمراً هو أبلغ من هذا في رضاء الله عنا وعنكم، لكنا إليه ندعوكم، وبه نأمركم))، ولكن هذا أهم الأولويات التي ينبغي التركيز عليها في التحرك بين أوساط الأمة؛ لأن البعض قد يحدد له أولويات ثانوية، أو جزئيات من بعض التفاصيل، على حساب الأمور الجذرية والكبرى والمهمة التي ينبغي التركيز عليها، وهكذا كانت نهضته في الأمة وهو يتحرك بين أوساط الأمة بكل ما يستطيع، في نشر هذه الدعوة، في إيصال صوت الحق إلى مختلف أوطان الأمة، إلى مختلف البلدان، التي كانت آنذاك بشكلٍ عام بكلها تحت السيطرة الأموية في تلك المرحلة.

وهناك في حركته ونهضته عناوين مهمة، وأسس ذات أهمية كبيرة للأمة في هذا الزمن وفي كل عصر، في مقدمتها: التمحور حول كتاب الله، حول القرآن، كما هذا واضحٌ في دعوته: فإننا ندعوكم، أول عنوان هو إلى كتاب الله تعالى، وهو الذي عُرف بحليف القرآن؛ نتيجة تلك الصلة الوثيقة بالقرآن الكريم، على المستوى المعرفي والثقافي، على المستوى الروحية والأثر في السلوك والأخلاق، على مستوى الموقف، على مستوى تحديد الأولويات والنهوض بالمسؤولية، على كافة المستويات، في تحديده الموقف، في تحركه ونهضته، كان يقول: ((والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت))، ((والله ما يدعني كتاب الله أن أكف يدي))، يقول: ((كيف أسكت وقد خُولف كتاب الله، وتُحوكم إلى الجبت والطاغوت))، وهذا ما يجب أن تأخذه الأمة بعين الاعتبار، أن تعزز من ارتباطها بكتاب الله "سبحانه وتعالى"، على مستوى الاهتداء، والوعي، والبصيرة، والإتِّباع، والتمسك، والعمل، وعلى مستوى تحديد الموقف، وتحديد الأولويات، والتحرك بناءً على ذلك، والثبات على ذلك، هذه مسألة أساسية في الانتماء الإيماني.

كان من العناوين التي ينادي بها بين أوساط الأمة في كلمته الشهيرة: ((عباد الله البصيرة البصيرة))، كان يرى واقع الأمة أن من أهم ما تحتاج إليه لإصلاح واقعها، وتصحيح وضعها، هو: الوعي، الوعي والبصيرة، والفهم الصحيح، في مقابل حالة التضليل الرهيبة، وحملات الإضلال الواسعة، التي تستهدف الأمة تجاه كل شيء: في نظرتها إلى الدين، في نظرتها إلى الحياة، في تعاملها مع القضايا، فيما تحمله من مفاهيم ورؤى وتصورات، وفعلاً على مدى التاريخ وإلى اليوم في مقدمة ما تحتاج إليه الأمة كحاجة ضرورية وملحة ومهمة هو الوعي، هو البصيرة، بل إن من أهم ما نستفيده من القرآن الكريم هو البصيرة والوعي، قال الله "سبحانه وتعالى" عن القرآن الكريم: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا}[الأنعام: من الآية104]، فنشاهد في هذا العصر، في هذا الزمن، كيف تكون توجهات ومواقف من يفقدون البصيرة، من لا يمتلكون الوعي، كيف تصوراتهم، كيف هي أولوياتهم، كيف هي مواقفهم؟ كلها خاطئة، منحرفة، بعيدة، وفي اتجاهٍ خاطئ.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1444هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر