هؤلاء أصحاب الأموال الذين لا ينفقون إلا وهم كارهون {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ} لا تكترث لا لأموالهم وإن كانوا ذو أموال، وإن كان لهم أموال لا تبالي بها، أموالهم تلك التي يبخلون بها ولو أنفقوا اضطراراً لا ينفقون إلا بكره، وأولادهم كذلك وما بأيديهم كله يمثل عذاباً نفسياً لهم.
{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} أراد الله سبحانه وتعالى أن يعذبهم بالمال عذاباً نفسياً، عذاباً في أنفسهم، عذاباً وهم يعانون من شدة الحرص، وشدة الجشع، وشدة الطمع، وحرقة القلب على جمع المال والحفاظ عليه والسلامة عليه، ثم العذاب النفسي وشدة القلق على ذلك المال أن لا ينقص، أن لا يتلف منه شيء، أن لا يصاب إذا وقعت حرب، فهم يعيشون حالة العذاب النفسي الشديد المؤرق لهم والمقلق لهم ليل نهار عذاب نفسي، هذا من مكر الله، من مكر الله العجيب، يعذبهم بمالهم عذاب نفسي لا يعرفون الراحة، ولا تصل السعادة بذلك المال الذي جمعوه إلى داخل قلوبهم، قلقون عليه دائماً، وقلق الحرص، قلق الجشع، قلق الطمع، المخاوف على المال من أن ينقص أو يتلف منه شيء أو يتضرر بحرب أو ما شابه.
وتستمر حالتهم في المال والجشع والطمع والحرص والقلق الدائم، وانعدام الثقة بالله، لم يثقوا حتى بوعده بأن يخلف عليهم، أن يخلف عليهم، ألم يعد الله من أنفقوا {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}(سبأ:39)، ويعد من يقرضه سماه قرضاً لتطمئن أنه سيبدله لك. تصل الحالة في انعدام ثقتهم بالله وعدم تصديقهم له إلى أن يأتيهم أمر الله بالموت والهلاك، أو الهلاك بأي شكل من الأشكال قتلاً أو موتاً تزهق {أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ}؛ لأنهم يعيشون الكفر في قلوبهم.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من ســورة التــوبــة -الدرس الرابع
ألقاها السيد:
عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.
بتاريخ
13/رمضان/1434هـ
اليمن - صعدة.