على كلٍّ، نحن لا نحاربهم في المجال الإنساني، لكن في المجال الاقتصادي لا نفعل كفعلهم، وواضح أنهم في مأزق بسبب هذا، فهناك بشكلٍ مستمر ارتفاع لتكاليف تأمين السفن، السفن التي تتحرك لصالح العدو الإسرائيلي، تحمل بضائع للإسرائيلي، أو لصالح الأمريكي، أو لصالح البريطاني، هي تحتاج إلى تأمين مقابل تحرُّكها؛ لأنها في حالة خطر، وخوف من الاستهداف، وتحتاج إلى مبالغ لتأمينها، وارتفعت تكاليف تأمين السفن- بحسب ما تحدث عنه وسائل إعلام أمريكية- بأكثر من ألف بالمائة، بعد غرق السفينة [توتور- TOTUR]، وقفزت أسعار شحن الحاويات إلى أمريكا بنسبة 7%، وهناك حسب وسائل الإعلام، والبيانات، والإعلانات من الجهات الاقتصادية في أمريكا، عن تأثيرات متصاعدة على المنتجين وتجار التجزئة، ومخاوف من التضخم الاقتصادي، الحال هو نفسه بالنسبة للبريطاني، بل وأسوأ من الأمريكي.
في المقابل، الأمريكي يحاول- ومنذ أعلن عدوانه على بلدنا، هو والبريطاني، إسناداً منهما للعدو الإسرائيلي- يحاول أن يوقف عمليات الجيش اليمني، يستمر في الغارات، في هذا الأسبوع كان هناك (ثمان غارات) في محافظة الحديدة، ويواصل مساعيه، الأمريكي يواصل مساعيه في توريط الآخرين؛ لأنه اتَّضح أنه في موقف ضعـف الأمريكي، كُسِرَت وحُطِّمَت هيبته، نفوذه أمام كل العالم، أمام حتى كل الدول التي تنافسه، مثل ما هو الحال مع الصين، مع روسيا، شاهد العالم بكله كيف أنَّ الأمريكي يُضرَب في البحر الأحمر ويُطرد، تطارد بوارجه، تطارد حاملة طائراته، تطارد سفنه، تستهدف، في موقف وفي وضعية عبَّر عنها ضباط أمريكيون بأنها: [إذلال، إذلال لم يسبق لهم منذ القرن التاسع عشر]، فالأمريكي أمام ما هو فيه من ضعف واضح، وتكاليف باهظة، ومأزق حقيقي، هو يسعى لتوريط الآخرين: دول عربية يحاول أن يورِّطها، دول الأوروبية حاول بكل جهده أن يورِّطها، وكانت حذرةً إلى حدٍ جيد، ومستوى جيد، وأحياناً يحاول كذلك أن يقلق الصيني، أو يقلق الروس على سفنهم، يحاول أن يثير القلق لدى الآخرين؛ ليدفع بهم إلى أن يكونوا معه في إطار تبنِّي مواقفه العدائية ضد شعبنا اليمني، والسعي لمنع هذه العمليات.
نحن نؤكِّد على موقفنا الواضح جداً، وأعلناه مراراً وتكراراً، وهو حاضر في كل البيانات، وفي كل الكلمات: موقفنا هو مساندٌ للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء في قطاع غزة، وعملياتنا مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على قطاع غزة، وما لم يوقف العدو الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، وفق ما تعلنه فصائل المقاومة الفلسطينية، يوقف عدوانه، ينسحب، ينهي حصاره، ويُوقِف ما هو فيه من التجويع ضد الشعب الفلسطيني، وتدخل المواد الغذائية، والأدوية، والاحتياجات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني، ما لم يتحقق ذلك؛ فنحن مستمرون في هذه العمليات، وهي لهذا الهدف، وهي حصرياً ضد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وضد الأمريكي والبريطاني؛ لأنهما ارتبطا بالعدو الإسرائيلي، واشتركا معه في العدوان على قطاع غزة، ويقومان بالعدوان على بلدنا، من يتورَّط بمثل ما تورَّطا به؛ فسيكون حاله حالهما، هما في مأزق واضح، الأمريكي في مأزق واضح، والبريطاني في مأزق واضح، والإسرائيلي في مأزق بكل ما تعنيه الكلمة، من يريد أن يورِّط نفسه معهم، فهو الخاسر والخائب.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة ألقاها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 21 ذو الحجة 1445هـ 27 يونيو 2024م