نحن في اليمن في بلد زراعي، من أحسن البلدان فيما يتعلق بالجانب الزراعي، تتنوع فيه البيئة والمناخ، لتساعد على التكامل في المحاصيل الزراعية، ما بين المناطق الجبلية، والمناطق التهامية، والمناطق الشرقية، وأيضاً على مستوى تاريخه، على مستوى الزمن الماضي، كان في هذا البلد محاصيل، وأنواع كثيرة جداً من النباتات، وكان الآباء والأجداد يزرعون مختلف أنواع النباتات، كل نوع، مثلاً: الحبوب يتم زراعتها بأنواع كثيرة، وكذلك مثلاً الفواكه، الفواكه كانت بأصناف كثيرة، يتم زراعتها في البلد، في مراحل معينة، تذكر بعض الكتب التاريخية حتى في مراحل ليست بالبعيدة، يعني ما قبل مائة عام، ما قبل ثمانين عاماً، أن أصناف العنب لوحده، الذي كان يزرع في بعض المناطق في محافظة صنعاء، بلغ واحد وعشرين نوعاً، واحد وعشرين نوعاً من الأعناب في المناطق التي تحسب الآن من محافظة صنعاء، أيضاً مختلف أنواع الفواكه، مختلف أنواع المكسرات، مختلف أنواع النباتات، يمكن زراعتها في هذا البلد وإنتاجها، وبجودة عالية، بلدي، بلدي، بجودة عالية، بمذاق ممتاز جداً، بقيمة غذائية عالية جداً.
فيما مضى أيضاً كانت الأمطار تأتي على نحوٍ غزير، كان هذا البلد كثير الأمطار، وكانت الكثير من الأنهار جارية، فيما حصل مؤخراً تراجع الاهتمام بالزراعة، وتناقصت الأمطار، وكثرت حالات الجدب، جفت الكثير من الأنهار، وتراجع الاهتمام بالجانب الزراعي، ليعتمد التجار بشكلٍ كبير على الاستيراد من الخارج، بدءاً من القمح، يعتمدون بشكل أساسي على الاستيراد من الخارج لتوفير الحب: سواءً البر، الذرة، الشعير، أو الفواكه، أو الخضروات، حتى الثوم والبصل أصبح يستورد من الخارج، والزنجبيل، وأبسط الأشياء تستورد من الخارج.
لو جئنا لندرس مشكلتنا لماذا تناقصت الأمطار؟ لماذا جفت الأنهار؟ لماذا حتى انقطعت بعض النباتات، انقرضت بعض الفواكه، انقرضت بعض النباتات، لم يعد يشاهد الإنسان منها شيئاً، العامل الرئيسي الذي يجب علينا أن نستوعب أنه يمثل أهميةً قصوى في ذلك كله: هي مسألة الاستقامة، الله هو الذي ينزل الأمطار، الله هو الذي يمن بالبركات، الله هو الرزاق ذو القوة المتين، لا بدَّ لنا من الاستقامة، لا بدَّ لنا من الرجوع إلى الله "سبحانه وتعالى" الذي يقول: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}[الجن: الآية16]، {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارً}[نوح: 10-12]، لا بدَّ لنا من الرجوع العملي إلى الله "سبحانه وتعالى"، التوجه للعمل بكتابه، والإنابة إليه، والالتزام بطاعته، ثم نعمل مع ذلك نعمل بشكل صحيح، بجد، ومن منطلقات إيمانية، وبالتزام بالقيم الإيمانية، لدينا الأراضي كما قلنا، وإذا رجعنا إلى الله "سبحانه وتعالى" على نحوٍ عملي، نرجع رجوع العاملين المطيعين الملتزمين، المتبعين لكتاب الله، فيمن الله علينا بالأمطار الغزيرة، ثم نتجه مع ذلك، مع هذا الرجوع العملي بالطاعة لله "سبحانه وتعالى"، نتجه إلى العمل بجدية، لاستثمار هذه النعمة، للزراعة، لنعمل على إصلاح الأراضي، والعناية بالزراعة.
فيما يتعلق بنعمة الماء، مع الرجوع إلى الله "سبحانه وتعالى"، نعمل على حسن الاستثمار لهذه النعمة، نهتم بالحواجز، نهتم بالسدود، الحواجز بكل أنواعها، بكل أحجامها، بكل أشكالها، حواجز المياه، السدود، البرك، الخزانات، قنوات الري التي تتفرع من الوديان بشكل منظم، ومن السدود بشكل منظم، نعمل بجد ونجتهد، ونشتغل، نحذر من الكسل، لاستثمار هذه النعمة، لا نبقى دائماً إذا جاءت الإمطار نصيح؛ لأنها غمرت مدننا، غمرت الشوارع، غمرت المناطق، ودمرت البيوت التي تبنى في مجرى السيل، نتعامل بشكل صحيح، وبشكل حكيم.
نهتم في تطوير القطاع الزراعي بالمعرفة، والتحديث لهذا القطاع، سواءً في الوسائل، في عملية الإنتاج، هذه مسألة مهمة جداً، أولاً على مستوى التوجه نحو الاستثمار في الجانب الزراعي، والاستفادة مما قد وصل إليه البشر، في تطوير هذا القطاع: من وسائل، من تقنيات، من إمكانيات، تجعل عملية الإنتاج الزراعي عملية ميسرة، ومتوفرة، وقليلة الكلفة، بأقل كلفة، وبإنتاج أضخم، هذه نقطة مهمة جداً.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة الدروس الرمضانية، بتاريخ 23 رمضان 1442هـ