مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أهمية الملازم وقيمة الملازم الكبيرة جداً، باعتبارها من هدي القرآن الكريم، منبعها القرآن الكريم، وتلامس الواقع، وعلى ضوئها يبتني المشروع العملي، القرآني، الجهادي، الذي نتحرك على أساسه في مسيرتنا القرآنية، الجهادية.

ودروسنا إنشاء الله ستكون من ملزمة في ظلال دعاء مكارم الأخلاق، نتحدث على ضوئها، إنما يهمنا كمقدمة صغيرة أن نلفت نظركم إلى أهمية أن نتعامل مع هدى الله باهتمام، باستشعار للمسئولية، من منطلق شعورنا بالحاجة الملحة إلى هدى الله سبحانه وتعالى، لا نتعامل تعاملاً روتينياً، ولا يؤثر فينا طول الوقت، طول الأمد، فتتغير مشاعرنا تجاه هدى الله, فلا نبقى مقدسين ومعظمين لهدى الله, ومتعاملين معه على أساس الإهتمام من منطلق الحرص على الاهتداء.

ما يحدد علاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى، ما يحدد مستقبل الإنسان الأبدي، ما يحدد مسار حياة الإنسان هو: تعامله مع هدى الله, هذه قضية أساسية, الموقف من هدى الله في تعاملك مع هدى الله, يبتني عليه مسار حياتك بكله, إما هداية, ونوراً, وزكاءً, وتوفيقاً, وفوزاً, وإما ضلالاً, وشقاءً, وضياعاً, وخسراناً, يتحدد على موقفك تجاه هدى الله سبحانه وتعالى نجاتك أو هلاكك, سعادتك أو شقائك, ولهذا المسألة مهمة جداً.

البعض يتأثر بطول الوقت, فتصبح العلاقة مع هدى الله علاقة روتينية عادية, يتعامل مع هدى الله عندما يقرأ القرآن الكريم مباشرةً, أو عندما يقرأ ما هو من القرآن الكريم, مثل ما هي الملازم يتعامل بلا مبالاة بفتور, ليس عنده اهتمام, ولا تركيز, ولا حرص على الاستفادة, والاهتداء, يتعامل إما وكانه يشعر أنه قد استغنى لم يعد بحاجة إلى المزيد من الوعي, والمعرفة, والهداية, أو لا يبالي أصلاً, ليس لهدى الله في نفسه قيمة ولا أهمية, الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم يخاطب نبيه الكريم: { وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ (16) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} (سورة محمد16-17) .

{ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} البعض كان يحضر إلى النبي (صلوات الله عليه وعلى آله), ويستمع إلى رسول الله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله), والرسول يذكرهم بآيات الله, وهي لازالت طرية, بعد أن نزل بها الوحي من السماء, البعض - مع مقام النبي العظيم, مع بلاغته الكبيرة, مع كفاءته العالية في تقديمه لهدى الله - كان لا ينتبه لا يركز, لا يصغي, لا يتفهم, لا يحرص على أن ينتفع, أن يستفيد, أن يستوعب, فيخرج نهاية الجلسة وهو غير مستفيد, لم يستوعب شيئاً, ما كان يسمعه يدخل من الأذن اليمنى ويخرج من الأذن اليسرى ولا يستقر في القلب, لم يفتح قلبه, ولم يصغي بنفسه, ليتفهم ولينتفع.

{حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا} أنا قلت في بعض اللقاءات, وفي بعض المحاضرات, وفي بعض الجلسات, وكلام متكرر, أن في زماننا هذا من حتى لا يسأل إذا خرج, يعني: من وصل به الحال أن لا يحرص على أن ينتفع, لا وهو حال الاستماع, ولا حتى بعدما يخرج من الاستماع, وليس {حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا} لا يهم البعض حتى أن يسأل ولا حتى ماذا قال أنفا, يجب أن ندرك أن المسألة هامة جداً, هذه النوعية من الناس التي لا تتعامل مع هدى الله باهتمام, وعندما تسمع هدى الله تتعامل بفتور, ولا مبالاة, حاضر بجسمه, لكن ذهنه منشغل في متاهات ثانية, وليس عنده حرص على الاستيعاب, والاستفادة, والتفهم , لا .

هؤلاء النوعية من الناس ماذا عقوبتهم؟ عقوبة خطيرة جداً {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ} يخذل الإنسان والعياذ بالله، ويطبع الله على قلبه, فحينها مع هذا الخذلان الإلهي لا يصل نور الهدى, ونور الحق, وبصائر القرآن, إلى قلبه أبداً, قلبه مطبوع عليه, ومختوم عليه .

أما النوعية الأخرى النوعية التي تصغي وتستفيد, تتفهم, تستمع بإنصات, لديها الحرص على الاستفادة, والاستنارة, بنور الله سبحانه وتعالى, تقدر هدى الله, من يريد أن يستمع ليهتدي, ليتبع, ليتمسك, ليستبصر, هذه النوعية قال عنهم: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} زادهم هدى, اهتدوا بما سمعوا, ليس فقط عرفوا ما سمعوا, ما سمعوه ينتفعون به, منه ما فيه زكاء لنفوسهم, ومنه ما هو منهج عملي يطبقونه في واقع الحياة, منه ما هو بصيرة يستبصرون به تجاه الواقع, تجاه الأحداث, تجاه المتغيرات, تجاه الأعداء, تجاه واقع الحياة, بما فيه من خير وشر, وما شابه ذلك.

في آية أخرى يقول الله سبحانه وتعالى: { فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى} (سورة الأعلى:9-13) يتجنبها الأشقى, لاحظ محتوم على الإنسان الذي لا يتذكر, لا ينتفع بهدى الله, يتعامل مع هدى الله حينما يذكر به بلا مبالاة, ولا اهتمام, هذا شقي, محتوم عليه الشقاء, وتحدد مصيره إلى النار والعياذ بالله, وهناك لا ينفعه التذكر, حتى في ساحة المحشر, يوم القيامة, {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} (سورة الفجر:23) تذكر, ووعي, وفهم, وإدراك لخطورة ما وصل إليه, لكن بعد فوات الأوان, الآن, الآن ونحن في فرصة الحياة التي أتاحها الله لنا, يجب أن نسمع, وأن نتفهم, نعقل, لا نكون, لا نكون مثل أولئك الذين حكى الله عنهم, وهم في ألم العذاب, في الجحيم والعياذ بالله, {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِي }(سورة الملك:10-11) لذلك - إخوتي الأعزاء - يجب أن نركز, أن نتعامل مع هدى الله بجدية, أن نحرص على أن نستفيد, وننتفع, ونهتدي, ما كان من هدى الله لزكاء أنفسنا أن نلمس أثره زكاءً حقيقياً في أنفسنا, ما كان بصيرة تجاه الواقع, نستبصر به, ونستضيء به, ونقيم الواقع من خلاله, ما كان من هدى الله منهجاً عملياً, ومواقف عملية, ننطلق فيها مسلمين لأمر الله, ممتثلين أمر الله, مطيعين لله, مستجيبين له, هذا جانب مهم,

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

في ضلال دعاء مكارم الأخلاق – الدرس الأول.

الدرس الأول
ألقاها السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بتاريخ: 8/ربيع ثاني/1434هـ اليمن – صعدة.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر