مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أيضاً في مشهد القيامة، {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[المطففين:6]، مشهد رهيب، مشهد كبير جدًّا، يتحسَّر الإنسان كثيراً على تفويته لفرصة الحياة والعمر، وإضاعة الوقت، غافلاً عن حساب مستقبله الأبدي في الآخرة؛ ولـذلك يقول الله تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}[الفجر:21-24]، {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}، متى؟ في الحياة الدنيا، في هذه الحياة التي نُضِيْعها، لا ندرك قيمة الوقت فيها، قيمة الزمن فيها، الوقت، والزمن، والعمر، الذي هو مما نُسأل عنه يوم القيامة، يُسأل الإنسان عن عمره فيما أفناه، ما الذي استغرقت فيه عمرك، ووقتك، وحياتك، هذه الهبة التي وهبك الله إياها؟

فالإنسان يتمنى أنه استثمر هذه الحياة في أن يُقَدِّم فيها لحياته الأبدية، لمستقبله الدائم، والإنسان إذا لم يُقَدِّم معنى ذلك ماذا؟ خسارة رهيبة جدًّا، يكون مصيره- إذا لم يُقَدِّم العمل الصالح، وفق تعليمات الله، وهدي الله، وأوامر الله- يكون مصيره إلى نار جهنم والعياذ بالله.

وفي نار جهنم تشتد الحسرات، الإنسان يتحسَّر أشد الحسرات عند لحظة مفارقته لهذه الحياة، ويتحسَّر حسرات شديدة جدًّا يوم القيامة، في مقام الحساب، ثم تكبر الحسرات الرهيبة جدًّا في نار جهنم، بين العذاب، حينما يصل إلى عذاب جهنم والعياذ بالله؛ ولـذلك يذكر الله من الخاسرين، الهالكين من الناس، وهم في نار جهنم في أشد العذاب، في أشد الآلام، بين نيران جهنم والعياذ بالله! يُعَذَّبون بكل أصناف وأنواع العذاب، كل شيءٍ في جهنم عذاب:

  • الظمأ والعطش فيها عذاب.
  • والماء فيها والمشروبات عذاب: الحميم الذي يشوي الوجوه ويُقَطِّع الأمعاء، وفي نفس الوقت الصديد... وغيره من المشروبات الرهيبة، البشعة، التي هي جزءٌ من عذاب النار، من عذاب جهنم والعياذ بالله.
  • الطعام هو: الزقوم، الذي {يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ}[الدخان:45-46].
  • الملابس هي: قِطع من النار.

{قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ}[الحج:19-21]، حالة رهيبة جدًّا، حالة رهيبة للغاية، وحسرة الإنسان أنه يدرك أنه الذي أوقع نفسه في ذلك العذاب، بالأعمال السيئة، وبتفريطه وتقصيره في الأعمال الصالحة.

{وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}[فاطر:37]، يطلبون فرصةً من جديد؛ ليستثمروها كل الاستثمار في العمل الصالح، أدركوا حينها كم كانت هذه الحياة مهمةً في العمل الصالح؛ لكن ليس هناك أي فرصة إضافية.

هذه الحياة، وهذا العمر في هذه الدنيا، هذا الوقت الذي يهدره الكثير من الناس، ولا يستوعبون مدى أهميته، يُضِيعون عمرهم عاماً بعد عامٍ بعد عام، ولا يدركون أهميته، هو نفسه الفرصة الوحيدة، التي لا يملك الإنسان بديلاً عنها، ولا تعويضاً لها؛ ولـذلك يرد الله عليهم تجاه هذا الطلب: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}[فاطر:37]، يرد الله عليهم بقوله: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}[فاطر:37]، العمر هذا الذي أعطانا الله في هذه الدنيا هو حُجَّة لله علينا في الآخرة، حُجَّة على من يضيعه في الأعمال السيئة والعبث، ويتجاهل الأعمال العظيمة الصالحة، التي دَلَّنا الله عليها، وفيها صلاح حياتنا في الدنيا، وفيها أيضاً الفوز العظيم في الآخرة، {وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}[فاطر:37].

ولـذلك ينبغي أن تكون نهاية عام، وبداية عامٍ جديد، مما يُذَكِّرُنا ويلفت نظرنا تجاه هذه الحقيقة: عن أهمية حياتنا ووجودنا؛ وبالتـالي دافعا لنا إلى إدراك أهمية الوقت، وقيمة الوجود والحياة، ومسؤوليتنا في هذه الحياة، وكيف تتَّجه اهتماماتنا العملية في إطار مسؤولياتنا نفسها، بعيداً عن اللهو، والضياع، والعبث، وكيف نسعى إلى الاهتمام الواعي، أن يكون اهتمامنا العملي، فيما ننشغل به، فيما نهتم به، اهتماماً واعياً، يجعل من تذكُّرنا للآخرة دافعاً لاستقامتنا في هذه الحياة، استقامتنا في هذه الحياة مهمة لنا هنا في الدنيا، ومهمةٌ جدًّا لنا في الآخرة، في مستقبلنا في الآخرة، هذا درس مهم في مسألة الاستفادة من الزمن، وكيف يكون للمسألة أهمية لدى الإنسان، أن يمضي عام، وأن يأتي عامٌ جديد، أن يكون لهذا أهميته بالنسبة لك، فيما تتذكَّره من هذه الحقائق.

هناك أيضاً درسٌ آخر، وهو درسٌ مهمٌ جدًّا فيما يتعلَّق بهذه المسألة: مسألة عام يمضي وعامٌ يأتي، وهذه المراحل الزمنية، وهذه الوحدات الزمنية التي تمضي، عامل الزمن مقترنٌ بأحداث ومتغيرات تفرض نفسها في تأثيرها على واقعنا نحن كمسلمين، ليست المسألة مسألة عادية، هذا الزمن الذي يمضي، هو يحمل في طياته الكثير من المتغيرات، وكثيرٌ منها يتعلَّق بنا نحن كمسلمين، وبواقعنا.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي

بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية وحول آخر التطورات والمستجدات

 1 محرم 1447هـ

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر