نحن اليوم نقول: هويتنا الإيمانية (الإيمان يمان)، والإيمان ما هو؟ هل هو عبارة عن منتج محلي نصدِّره في اليمن، ونصدّره إلى بقية العالم، مثلما يطلق على الحليب حليب يماني أو منتج آخر؟ |لا|. هل هو عبارة عن ما في بلدنا من أشكال مادية: جبال، أو أشجار، أو شيء متجسد بشكلٍ ماديّ؟ |لا|. الإيمان مبادئ، الإيمان قيم، الإيمان أخلاق، الإيمان مفاهيم تنزل إلى واقع الحياة، تبنى عليها الحياة، الإيمان مواقف، فالإيمان منظومة متكاملة من: المبادئ، والقيم، والأخلاق، والسلوكيات، والأعمال، والمواقف، ومسار حياة، ومشروع حياة، وبالتالي نحن معنيون إلى أن نرتبط دائما فيما نحن عليه من عقائد، من مواقف، من سلوكيات، من أعمال في نمط حياتنا، في شكل حياتنا، في واقع حياتنا، أن ننطلق بناءً على هذه الهوية، بناءً على هذا الانتماء، وأن نحسب حسابه في كل شيء، وأن ننطلق من خلاله في كل شيء، في سلوكياتنا في أعمالنا، في تصرفاتنا، في اتجاهاتنا، في مواقفنا، في أعمالنا، أن ننطلق منطلقاً إيمانياً، والقرآن الكريم قدم لنا عن هذا الإيمان كيف هو، مواصفات المؤمنين كيف هي، آيات كثيرة تتحدث عن المؤمنين، في روحيتهم، في مبادئهم، في أخلاقهم، في سلوكياتهم، في اهتماماتهم، في جوانب كثيرة، جوانب كثيرة تحدث عنها القرآن الكريم، ولأن الحديث عن هذا الجانب حديثٌ واسع، إن امتدت بنا الحياة وواتتنا الظروف نتحدث- إن شاء الله- في شهر رمضان عن شيءٍ من هذه المواضيع، ولكن يهمنا اليوم- لأن الوقت لا يتسع للحديث الكامل والحديث الشامل عن هذا الموضوع الواسع والكبير والمهم- نتحدث باختصار.
ننبه أن الهوية الإيمانية، والإيمان في مبادئه، في قيمه، في أخلاقه، هو يمثل أهم عامل وأقوى عامل في التماسك، في الثبات، في الصمود في مواجهة التحديات، يعني: لهذا الموضوع علاقة مهمة بما نعاني منه اليوم، في التصدي للعدوان، في مواجهة التحديات التي نعيشها في هذه المرحلة، بقدر ما تتعزز هذه الهوية، تترسخ هذه الهوية، وننطلق من خلالها، بقدر ما نكون أقوى في واقعنا المعنوي والعملي، وأعظم تماسكاً، وأشدّ ثباتًا في مواجهة كل هذه التحديات، وأقدر على صناعة الانتصار في هذا الصراع، في هذه المشاكل، في هذه التحديات.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة جمعة رجب 1439هـ