مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

لو نأتي لنقول: مَن المعني برفع الظلم عنا، من هو المعني؟ من هو الذي ننتظر منه أن يؤدي هذا الدور؟ من المعني بإقامة العدل فينا؛ حتى ننعم بالعدل، حتى نتخلص من الظلم في ساحتنا العربية والإسلامية؟ هل- مثلًا– نعوِّل على الأمم المتحدة وننتظر لها أن تكون جهة تأتي لتحقق العدل، وتقيم العدل، وترفع عنا الظلم، وتصلح لنا واقع هذه الحياة؟ حينها كَمَن يعلِّق أمله على سراب، كالذي يطلب السراب يريد أن يشرب منه، وهو ظامئ، وليس الذي يراه إلَّا سرابًا، ليس ماءًا، القضية واضحة جدًّا، الأمم المتحدة ليس لها حتى صلاحية لنفسها، تعطي نفسها صلاحية أن تكون قراراتها- كأمم متحدة- ملزمة، أو أن تكون فيها أطراف تتجه بجدية كبيرة جدًّا لإحقاق حقٍ ما، أو لدفع ظلمٍ ما، أو لإقامة عدلٍ هنا أو هناك، لا تمتلك العدالة لا في آلية عملها، ولا في قدرتها، ولا في اتجاهاتها، دول كثيرة، عندما تجد واقع هذه الدول متفرقة، جزءٌ منها ظالم، وجزءٌ منها مظلوم، والظالم هو ذلك الظالم الذي لا ننتظر منه أن يقيم العدل، والمظلوم هو ذلك الضعيف، المغبون، الذي ليس له هناك في تلك المؤسسة الدولية صلاحية أن يفرض شيئًا أو يقرر شيئًا، ماذا فعلت الأمم المتحدة للشعب الفلسطيني على مدى سبعين عامًا وأكثر، ماذا فعلت؟ لا شيء، ومظلومة واضحة جدًّا.

 

مجلس الأمن، ائتِ إلى مجلس الأمن: أبرز الدول الأساسية التي لها أعضاء دائمون في مجلس الأمن، هي ما يعبَّر عنه بالدول الكبرى، يعني: ذات النفوذ الأوسع في الأرض، في العالم، في الواقع البشري، من حيث قدرتها العسكرية، ومكانتها السياسية، وكذلك إمكاناتها الاقتصادية، بنفوذها الواسع، بثقلها السياسي والاقتصادي، بقدرتها العسكرية، تصبح ذات نفوذ كبير في الساحة العالمية، يأتي في الترتيب لهذه الدول: رقم واحد أمريكا، ماذا تنتظر من أمريكا؟! أن تقيم العدل، وهي منبع الظلم، منبع الشر، منبع الإجرام! تأتي لتنتظر الأمريكي ليقنع بقية أعضاء مجلس الأمن، يقنع البريطاني، يأتي البريطاني الذي كان المستعمر ما قبل الأمريكي، وورث عنه الأمريكي دور الاستعمار للشعوب، والاضطهاد للمستضعفين، والتآمر على الشعوب المستضعفة: السيطرة عليها، ونهب ثرواتها، والتلعُّب بأوضاعها، تأتي إليهم: إلى الأمريكي والبريطاني، ومن مع الأمريكي والبريطاني ليقيموا عدلًا هنا! أكبر من ساند الكيان الإسرائيلي في فلسطين مَنْ هو؟ أولًا من عمل كل ما يلزم لإنشاء هذا الكيان على أرض فلسطين؟ هي بريطانيا، ورثت أمريكا الدور عن بريطانيا في تقديم رعاية شاملة وكاملة، وحماية للإسرائيلي، من بعد البريطاني الدور لعبه الأمريكي، فكيف تنتظر من الأمريكي؟! عندما تتأمل هذه الأيام ما يفعله ترامب بشكل مباشر، أمريكا تتدخل بشكل مباشر ضد الشعب الفلسطيني، تصبح شريكًا مباشرًا لإسرائيل في الأذى للشعب الفلسطيني، في مصادرة أراضي الشعب الفلسطيني، في استهداف المقدسات في فلسطين، في التآمر على الشعب الفلسطيني بكل أشكال التآمر، ليس فقط دور الحماية والدعم المفتوح لصالح الكيان الإسرائيلي، بل إلى جانب الدعم المفتوح والكبير للكيان الإسرائيلي التدخل المباشر، والعمل المباشر مع الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، هل يمكن أن تقول عن أمريكا: [راعية السلام]، أم منشأ الفتن والعدوان والإجرام؟

 

ائتٍ إلى مظلوميتنا- كشعبٍ يمني- مَن الذي يشرف على هذا العدوان، ويرعاه، ويبرره، ويوفر له كل أشكال الحماية والدعم والغطاء السياسي، ويقدِّم له الدعم اللوجستي، ويشترك فيه على مستوى: التخطيط، والتدبير، والإشراف بكل أشكاله، وعلى مستوى التدخل المباشر في كثيرٍ من الأحيان؟ الأمريكي. ويأتي وزير الخارجية الأمريكي- قبل أيام- ليتحدث في الكونجرس ويقدِّم شهادة- يشهد هو- على أنَّ هذا العدوان يتحاشى- إلى حد كبير- استهداف المدنيين، في ظل عدد هائل جدًّا من الجرائم، في ظل الجرائم اليومية بحق المدنيين، بحق المصالح العامة، بحق الشعب اليمني في كل أشكال وأنواع حياته ومقدراته ومتطلباته، كل أشكال الضرر يحصل بهذا الشعب من جانب أمريكا بالدرجة الأولى، قبل أن يكون النظام السعودي الذي هو مجرد أداة، أو النظام الإماراتي الذي هو مجرد أداة- كذلك– بيد الأمريكي.

 

عندما تعاني شعوبنا من وطأة الظلم، وتحس بمرارة الظلم، عندما تشتد وتيرة الظلم، وتصل إلى مستويات ساخنة، بمعنى: لمراحل معينة وشعوبنا المظلومة تتأقلم- إلى حد كبير- مع ما تعانيه من الظلم، ولكن الظلم والشر والفساد والإجرام والطغيان لا يبقى- في واقع الحال- عند مستوى معين، هذه قاعدة مؤكَّدة، تشهد لها الحياة، وقائع الحياة، التاريخ في حاضره وفي ماضيه يشهد لها، الطغيان والإجرام، الشر والفساد لا يبقى عند مستوى واحد معين، يتعاظم، يكبر، يكثر، يزداد.

 

شعوبنا اعتادت- في مراحل معينة- أن تتأقلم مع حالة تعيشها، لا يتوفر فيها إلَّا أقل القليل من العدل، أشياء بسيطة جدًّا، والمساحة الهائلة قد تكون أكثر من خمسة وتسعين بالمائة من الظلم بكل أشكاله، إن لم تكن أكثر بكثير، نسبة العدل الذي يتحقق لشعوبنا نسبة ضئيلة للغاية، مع ذلك كانت شعوبنا تتأقلم مع تلك النسبة الضئيلة؛ لأنك احسب حساب الظلم، وما تعانيه الأمة من ظلم في كل مجالات حياتها، ليس فقط اقتصاديًا، أو أمنيًا، أو عسكريًا، حتى على المستوى الثقافي والفكري، من أكبر ما ظلمت به الأمة هو التضليل الثقافي والفكري؛ لأنه ترتب عليه مآسٍ كبيرة جدًّا، دخول الأمة في حالة من: العمى، والتيه، والتخبط، وانعدام الرؤية، وحالة رهيبة جدًّا من المعاناة والإحباط واليأس لدى الكثير من أبناء الأمة.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

محاضرة السيد الثالثة بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام للعام 1440هـ-


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر