مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في القرآن الكريم نرى كيف الخوف من عذاب الله حالة إيمانية، وحالة موجودة حتى عند ملائكة الله، وعند أنبيائه، وعند أوليائه الصالحين، الله "سبحانه وتعالى" قال عن ملائكته وهم الملائكة: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[النحل: من الآية50]، قال عنهم: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}[الإسراء: من الآية57]، الملائكة وهي الملائكة تخاف من عذاب الله، الأنبياء يخافون من عذاب الله، يحكي في سورة مريم عن خوفهم، عن بكائهم من عذاب الله "سبحانه وتعالى"، يقول حتى لسيد رسله وأنبيائه وخاتمهم رسول الله محمد "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله": {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[الأنعام: الآية15]، يقول عن أوليائه وهو يحكي عن واقعهم: {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا}[الإنسان: الآية10]، يقول عن عباده المؤمنين الصادقين الذين يخشون الله، {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}[المؤمنون: الآية60]، {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا}: لو قدَّموا ما قدَّموا، لو أنفقوا ما أنفقوا، لو عملوا ما عملوا من الأعمال الصالحة، يبقى عندهم الخوف من الله "سبحانه وتعالى"، ويستشعرون رجوعهم إلى الله، ويطلبون من الله بكل تضرع أن يقبل منهم ما عملوا من الأعمال الصالحة.

الخوف حالة إيجابية الخوف من عذاب الله حالة إيجابية تساعد الإنسان على الاستقامة، على الانتباه، تفيدك في حالة الشهوات والرغبات التي قد تدفع بك إلى فعل المعصية، وإلى ارتكاب المحرم، تردك، تزجرك، حالة الخوف من عذاب الله حالة إيجابية جداً، الله "جلَّ شأنه" قال: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[النازعات: 40-41]، الخوف في الدنيا من عذاب الله يدفع عنك عذاب الله في الدنيا، ويدفع عنك عذابه في الآخرة، والبديل عنه يوم القيامة هو الأمن والاطمئنان في يوم الفزع الأكبر.

أولئك الذين لم يعيشوا هذه الإيجابية التي لها أهميتها عند الرغبات، ولها أهميتها عند المخاوف، كيف يؤثِّر على البعض الخوف من الأعداء، الخوف من القتل، الخوف مما بيد الأعداء من سلاح، فيجعله يتخاذل عن القيام بمسؤولياته العظيمة، عن الجهاد في سبيل الله، عن أعمال عظيمة ومهمة، عن موقف الحق، يقف البعض في صف الباطل نتيجةً لذلك، فينسى ما كان يجب عليه أن يخاف منه، ما الذي يمكن أن يكون كل ما بيد الأعداء من إمكانات، من جبروتهم، من وسائل القتل والتدمير في مقابل لحظة واحدة في جهنم والعياذ بالله، حالة الانضباط عند الغضب تحتاج فيها إلى هذا الخوف، البعض عند الغضب قد يقول أي شيء، قد يفعل أي شيء، قد يتصرف أي شيء، لكن الذي يخاف من غضب الله، يخاف من غضب الجبار جبار السماوات والأرض؛ سينضبط، سيراجع نفسه، سيعمل على أن يسيطر على أعصابه، سيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، سيصلي على محمد وآله، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى آله.

حالة الخوف حالة إيجابية، الخوف من عذاب الله تساعد الإنسان على الاستقامة، على الطاعة، على المبادرة إلى العمل الذي فيه نجاته، فيه السلامة له من عذاب الله، أمَّا حالة النسيان فهي الحالة الخطيرة جداً، أولئك الذين يخسرون يصلون إلى ذلك العذاب، ماذا قال الله عنهم؟ {كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ}[المدثر: الآية53]، قال عنهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا}[النبأ: الآية27]، كانوا يعيشون هذه الحالة من الغفلة، قال عنهم: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}[القيامة: 5-6]، حالة خطيرة جداً، الغفلة، النسيان، ومن المهم جداً الاستفادة في شهر رمضان من تلاوة القرآن؛ ليترسَّخ لدينا الإيمان بوعد الله ووعيده أكثر فأكثر؛ لما يساعدنا على الاستقامة والعمل الصالح، الذي فيه نجاتنا وفوزنا وأمننا يوم الفزع الأكبر.

أسأل الله "سبحانه وتعالى" أن يوفِّقنا وإيَّاكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، ونسأله أن يعتق رقابنا من ناره في هذا الشهر الكريم، أن يجعلنا من عتقائه وطلقائه ونقذائه من النار، إنه سميع الدعاء.

والسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الخامسة 1441هـ

قوا أنفسكم وأهليكم نارا تفاصيل مهولة عن عذاب جهنم


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر