أيضا أقول للقوى الحرة المناهضة للعدوان وأتكلم مع الشعب أيضا:
نحن اليوم وإلى نهاية العام، نواجه مؤامرة؛ لتصعيد كبير من جانب الأعداء، التوجه الحالي اليوم لقوى العدوان وإلى نهاية العام الميلادي التصعيد بكل ما يستطيعونه عسكريا، ولهم مسارات يحاولون في الساحل، في ساحل تعز، في ساحل الحديدة، في جهة ميدي، في جبهات نهم وصرواح في مأرب، يحاولون في تعز، يحاولون في شبوة، يحاولون في البيضاء، بمعنى أن لديهم توجه حاليا بتعليمات أتى بها إليهم وزير الدفاع الأمريكي، تعليمات أتى بها إليهم أن عليكم أن تصعدوا هذه الفترة إلى نهاية العام الميلادي، فالواقع هو هذا، نحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، بشكل كبير، ولن يألوا جهدا في ذلك، هم سيبذلون قصارى جهودهم في ذلك، ويحاولون بكل ما يستطيعون أن يحققوا اختراقات في الساحة لاحتلال بعض من المناطق، وأيضا لديهم نشاط في مسألة الاستقطاب سنأتي إليه.
لكن أقول:
نحن اليوم معنيون أمام هذا التصعيد أن نصعد وأن نجدّ، أن نبذل قصارى جهودنا، أنا أقول لكم، لا يزال هناك تقصير كبير في مستوى التحرك لمواجهة هذا العدوان، تقصير من الجميع، هناك تحرك، هناك تضحيات، هناك مكونات في الساحة لها جهد أكبر، هذا ملحوظ، ولها تضحيات أكبر، ولها دور أكبر في التصدي لهذا العدوان، هناك قوى لا بأس تؤدي دورا إلى مستوى معين، لكن لا يزال هناك تقصير كبير، وتقصير واضح، أحيانا يزداد هذا التقصير، وتبدأ عملية الانشغال بأشياء أخرى ثانوية، واهتمامات أخرى، أنا أقول للجميع وأقول للإخوة في المؤتمر الشعبي العام وهم المكون الأبرز في هذا البلد، ولهم موقفهم الواضح والعظيم والمشرف في التصدي للعدوان منذ بداية العدوان، وضد هذا العدوان منذ بداية العدوان، نحن اليوم معنيون وأكثر من أي وقت مضى، ومتحملون للمسؤولية أمام الله وأمام الشعب، في أن نجدّ أكثر، وأن نهتم أكثر، وأن نكثف الجهود في التصدي لهذا العدوان، هذه مسألة مهمة، نحن اليوم لا في هذا الشهر ولا بعد هذا الشهر ولا في أي مما بقي في هذا العام، لسنا أمام انتخابات مقبلة، لسنا على أعتاب انتخابات، حتى ينشغل البعض بشغل انتخابي، تشهير بالمكونات الأخرى، وإساءات ممنهجة إليها، ومحاولة دائمة للتشويه لها، وكأننا أمام انتخابات فيأتي البعض ليشتغل شغل انتخابي، يشتغل ليل نهار بتشويه الآخرين، وتلميع جهته وطرفه ونفسه، لينفق في الانتخابات، اليوم ما هناك انتخابات، هناك اقتحامات للأعداء، هناك سعي دؤوب من جانب الأعداء لاحتلال هذا البلد، وإثارة الفوضى فيه، ولا يبقى لا دولة ولا انتخابات ولا استقلال ولا حرية ولا شيء، فوضى، ادخال اليمن في دوامة من الفوضى لا نهاية لها، فوضى أهم شيء فيها أن تكون تحت سيطرة القوى الإقليمية والدولية ثم تستمر بلا نهاية، فلسنا أمام شغل انتخابي حتى ينشغل البعض بالإساءة إلى أنصار الله والإساءة إلى الآخرين، وينسى هذا العدو، ينسى لا في شغل إعلامي ولا في شغل اجتماعي ولا في شغل ميداني، هذا العدو، أو أن ننشغل أيضا بالحالة الانتخابية من موقع التركيز على الموضوع الحزبي بشكل كبير زيادة على ما يستحق في ظرف كهذا، في ظرف كهذا، بمعنى أن المفترض بنا جميعا أن تكون الأولوية التي نركز عليها بكلنا هي التصدي لهذا العدوان، ومواجهة هذا التصعيد المستجد، الذي سيشكل خطورة كبيرة إن غفلنا عنه، وانشغلنا عنه، وتجاهلناه، لا ينبغي تجاهله أبدا.
ثم هناك مسألة خطيرة جدا لا تواجه ولا يلتفت إليها كما ينبغي،
هي مسألة شراء الذمم والاستقطاب الداخلي، منذ بداية العدوان هناك شغل كبير، لاختراق كل المكونات، احتراق الساحة اليمنية، والاستقطاب من الساحة اليمنية، الاستقطاب لكل فئات المجتمع، سياسيين وعسكريين وإعلاميين، استقطاب بشكل كبير جدا، اليوم هناك وجهان لهذا الاستقطاب، ومسلكان ومساران، استقطاب من الخارج، استقطاب من يذهب إلى جبهة العدو، جبهته الإعلامية، جبهته العسكرية، جبهته الأمنية، جبهته… في كل المجالات والمستويات، ولكن عنده يذهب إلى العدو، سافر، يذهب إلى الرياض، يذهب إلى المناطق المحتلة، إلخ، ومسار آخر للاختراق وهو مسار خطير يجب التنبه له، ويجب النظر إليه بمسؤولية، والتعامل بمسؤولية، النظر إليه بمصداقية ومسؤولية، وألا يتمكن من الاحتماء بأي طرف، لا يجوز لأي طرف أن يجعل من نفسه حاميا أو يشكل غطاء لصالح هذا الشكل من الاختراق، اختراق مع الإبقاء لهذه الحالة في الساحة الداخلية، إعلامي يشتريه السعودي بمبلغ معين، أو يشتريه الإماراتي بمبلغ معين، ولكن ليبقى هذا الإعلامي في صنعاء، مهمته أن يبقى في الليل والنهار يسيء يحرض ضد القوى الداخلية الحرة التي لها موقف من العدوان، ودور أساسي في التصدي للعدوان. أو وجاهة من الوجاهات تشتغل في الساحة للتخذيل، للتثبيط، لإثارة النزاعات والمشاكل القبلية والاجتماعية، أو شخصية سياسية، كذلك يفعلون، يشتغلون بنفس الطريقة، بمعنى أن كل شغلهم ينصب إلى تفكيك الساحة الداخلية، الجبهة الداخلية، تفكيك الجبهة الداخلية حتى لا تبقى متماسكة، ولا تبقى تعمل ضمن أوليتها الرئيسية في التصدي للعدوان، لأنه متى لم يبق التصدي للعدوان أولوية لنا، وانشغلنا بأولويات أخرى، وصرفنا اهتماماتنا إلى مسائل ثانية، ستتقلص أنشطتنا وأعمالنا في التصدي للعدوان، في الوقت الذي هو يبذل كل جهده، فالنتيجة أن يتمكن العدو من تحقيق كل أهدافه، وأن يتمكن من احتلال البلد بكله، ومن السيطرة على الساحة بكلها.
النشاط الاستقطابي هذا يطال أعضاء مجلس النواب،
والإخوة في المؤتمر الشعبي العام مستهدفون استقطابيا بشكل كبير جدا، منذ بداية العدوان تمكن الأعداء، تمكنت قوى العدوان أن تستقطب البعض من القيادات في المؤتمر، وذهبوا منذ بداية العدوان، وكان موقفهم الواضح في المناصرة للعدوان، والانضمام إلى صف العدوان، شيء واضح لا يستطيع أحد أن يغطي عليه، نفس الشغل مستمر في تفكيك المؤتمر من الداخل، في الاستقطاب داخله، لقيادات، لإعلاميين، لأعضاء مجلس نواب، وذهب البعض من أعضاء مجلس النواب إلى الرياض، وهم اليوم في الرياض، فهناك شغل كبير في مسألة الاختراق والاستقطاب، في الوقت الذي يسعى البعض داخل المؤتمر إلى أن يشغل قيادة المؤتمر والشرفاء في المؤتمر عن الانتباه لهذا الشغل الذي يستهدف المؤتمر، ويستهدف من خلاله البلد بكله وليس الاستهداف فقط للمؤتمر، فلا ينتبهوا لهذا العمل الذي هو استهداف بكل ما تعنيه الكلمة، اختراق واستهداف لتقطيع أوصال هذا الحزب، ومحاولة تشغيل البعض من المنضمين إليه والمحسوبين عليه، وقياداته وكوادره لخدمة العدوان، اليوم الاتجاه الحر والتيار المسؤول في المؤتمر الشعبي العام معني قبل غيره أن يلتفت إلى هذا الشغل الاستقطابي، الذي بدأ منذ بداية العدوان وهو مستمر بوتيرة خطيرة ومكثفة.
نحن بما يجمعنا بهذا الحزب اليوم من شراكة في المسؤولية في مؤسسات الدولة، ومن شراكة في التصدي للعدوان، من شراكة وطنية كأبناء بلد واحد، نواجه تحديات على الجميع، واستهداف للجميع، ومخاطر على الجميع، نحن مستعدون أن نعين المؤتمر في مواجهة هذه الحالة الاستقطابية.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
من خطاب السيد / عبدالملك بدرالدين الحوثي / حفظه الله.
في مناسبة ذكري الصرخة في وجه المستكبرين /2017 م