مع ما حصل من إهمال كبير في الالتزام الإيماني والديني، والتمسك بالحق، والتمسك بمنهج الله "سبحانه وتعالى"، فانتشر الجدب، أتت مشاكل كبيرة جداً: جور السلطان، ومع جور السلطان انتشار المفاسد، وضعف الالتزام الديني والإيماني في المجتمعات، فقلَّت الأمطار، وكثر الجدب، وقلَّت المراعي، وعندما قلَّت المراعي كذلك مثَّلت مشكلةً كبيرة في اقتناء هذه الثروة الحيوانية، فاتجه الناس للاعتماد على الخارج في كل شيء، وهذه مشكلة كبيرة.
الآن بدأت عملية أو في هذه المراحل الأخيرة اعتمد الشعب، اعتمد البلد، اعتمدت البلدان العربية بشكلٍ عام على الاستيراد لكل شيء، الاستيراد للحوم، مع في ذلك من مشكلة خطيرة جداً؛ لأن بعض اللحوم التي تستورد ليست حلالاً، هي ميتة، هي من بلدان غير مسلمة، وتأتي كميتة، لا يحل أكلها، ولا يجوز أكلها، وأكلها فيه مضار ومفاسد روحية وصحية كثيرة، يستوردون الحليب، والحليب المجفف الآن من أكثر ما يستورد من الخارج، عندنا في اليمن وفي غير اليمن تستورد كميات هائلة جداً من الحليب المجفف، ويعتمد عليه بشكل رئيسي، وأصبح ثروة هو لبلدان أخرى، ثروة ضخمة، يدر عليها دخلاً كبيراً وهائلاً جداً، أموال كثيرة، ويساهم في هذه الأموال كل الأسر، من كل أسرة تدفع قيمة حليب مسحوق، حليب مجفف مسحوق بودرة، فتذهب هذه الأموال الكثيرة بعيداً عن جيوب اليمنيين، تذهب إلى جيوب الخارج، وإلى بنوكهم.
كذلك بقية ما يستورد، مثلاً: البيض، لحوم الدجاج... لحوم أخرى تستورد، حتى لحوم الله أعلم بحقيقة ما هي، وهذه تمثل مشكلة كبيرة جداً، عندما أصبح الاعتماد على الخارج في استيراد هذه المواد الغذائية بشكلٍ يكاد أن يكون كلياً، يكاد أن يكون كلياً، مشكلة كبيرة جداً، يفترض العناية بهذه الثروة التي هي ثروة حقيقية، والاهتمام بها، والاقتناء لها، على المستوى الأسري وخارج المستوى الأسري، على المستوى الاستثماري، والآن الكثير من الدول فيها شركات ومؤسسات تعمل لها مزارع: مزارع أبقار، أو مزارع من الإبل، أو مزارع من الغنم، أو مزارع من الماعز، وتهتم باستثمارها بشكل كبير، ومنتجاتها كلها يستفاد منها استفادة مادية ضخمة، سواءً من حليبها، أو من الزبدة، أو من مشتقات الحليب، من الحليب المجفف يتم الإنتاج لمنتجاتها بأشكال كثيرة، أو من صوفها للملابس، أو من منافعها الكثيرة، نعم، فهي نعمة عجيبة، وفوائدها متنوعة، والإنسان يستفيد منها بأشكال كثيرة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة الدروس الرمضانية، بتاريخ 25 رمضان 1442هـ