مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

اللّٰه "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" قدم المرأة على أنها كيان واحد مع الرجل، كلاهما يُعبَّر عنه بالإنسان، ليست عالمًا لوحدها، والرجل عالمًا لوحده منفصل في روابطه معها، وتصبح هناك في اتجاه لوحدها، وهو في اتجاه لوحده. كلاهما في الأساس عالم واحد، كيان واحد، من أصلٍ واحد، ولهذا يقول اللّٰه "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}[النساء: من الآية 1]، فخلق اللّٰه المرأة من الرجل، خلق حواء "عَلَيهِا السَّلَامُ" من آدم، فهي من أصل الرجل، ومنهما خلق اللّٰه "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}[النساء: من الآية 1]، هذا على مستوى المرتبة الإنسانية، المرتبة الإنسانية هي مرتبة واحدة للرجل والمرأة، للذكر والأنثى.

 

على مستوى المنزلة الإيمانية والدرجات عند اللّٰه والعمل الصالح، فتح اللّٰه المجال في ذلك لهما معًا، فليس هذا المجال خاصًا بالرجل؛ أنه هو الذي يمكنه أن يعمل الأعمال الصالحة، وأن يرتقي في الدرجات الإيمانية الرفيعة، وأن يحظى بالمنزلة العالية عند اللّٰه، بل المجال مفتوحٌ بشكل تام للمرأة في ذلك، كما هو مفتوحٌ للرجل، ولهذا يقول اللّٰه "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل: 97]، ولهذا ارتقت نساءٌ من النساء: في الفضل، في المنزلة العالية الرفيعة عند اللّٰه، في المراتب الإيمانية العالية جدًّا، وأصبحت منهن نساء معروفات على مدى التاريخ بكله، ومخلَّدٌ ذِكرُهنّ والحديث عن فضلهن ومنزلتهن العالية عبر كل الأجيال إلى يوم القيامة، مثلما هو حال مريم ابنة عمران وما تحدث به القرآن الكريم عنها، ووَصَفها بالصِّدِّيقة، إلى هذا المستوى الراقي جدًّا. مثلما هو حال أيضًا فاطمة الزهراء "عَلَيهَا السَّلامُ" سيدة نساء العالمين، سيدة نساء أهل الجنة، التي بلغت مراتب إيمانية عالية جدًّا، فوق مستوى ما يمكن أن نتخيَّله.

 

فلم يؤثر مسألة أن المرأة أنثى عن إمكانية أن يكون لها منزلة عالية عند اللّٰه "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وأن ترتقي في سُلَّم الكمال الإيماني والإنساني إلى درجات عالية جدًّا، قد يستحيل على أغلب الرجال أن يصل إلى مستواها في بعض الحالات، في بعض النماذج، مثلما هو نموذج فاطمة الزهراء "عَلَيها السَّلَامُ"، أو نموذج مريم ابنة عمران "عَلَيها السَّلَامُ".

 

فيما يتعلق بالمسؤولية، المسؤولية واحدة على الرجال والنساء، ولهذا يقول اللّٰه "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة: 71]، فنجد أنها مسؤولية واحدة، قال عن المؤمنين والمؤمنات، قال عنهم هذا التعبير: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ}، فالمرأة شريكة في مسؤولية الأمر بالمعروف، شريكة أساسية في مسؤولية النهي عن المنكر، شريكة أساسية في مسيرة الإيمان والتقوى، جنبًا إلى جنب مع الرجل، إنما الذي يراعى فيه الواقع الذي كوَّن اللّٰه فيه الرجل أو المرأة: هو تنوُّع الأدوار، تنوع الأدوار لكن في إطار المسؤولية الواحدة. اللّٰه "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" جعل في تشريعه ما يناسب التكوين، والفطرة، والواقع النفسي، لكلٍ من الرجل والمرأة.

 

فالدور الذي تؤديه المرأة في إطار المسؤولية: الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، في إطار المهمة الرئيسية وهي الاستخلاف في الأرض: هو دور يناسب تكوينها، يناسب فطرتها، يناسب نفسيتها، فالتشريع في الإسلام مرتبطٌ بالتكوين، منسجمٌ مع التكوين، منسجمٌ مع طبيعة الخِلقة التي خلق اللّٰه الإنسان عليها، في واقع الرجل وفي واقع المرأة، وهذا من الحكمة الإلهية، ومن العدل، ومن الخير، ومن عوامل النجاح والفلاح للمجموع؛ للرجال والنساء، للذكر والأنثى معًا.

 

فالإسلام هو: دين الفطرة، وهو قدم في تشريعاته ما هو متناسب حقًا مع تكوين اللّٰه "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" للمرأة وللرجل، اللّٰه "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" جعل دور الحماية ودور الرعاية للمرأة إلى الرجل، ولهذا قال "جَلَّ شَأنُهُ": {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ}[النساء: من الآية 34]، الرجال هم الذين يتحملون المسؤولية في إدارة شؤون الأسرة، وأن يقوموا هم بدور الحماية للمرأة، وبدور الرعاية في الإنفاق عليها، في توفير متطلباتها الأساسية، لماذا؟ لأن طبيعة دورها المهم جدًّا؛ في التنشئة، في الرعاية، في التربية، في الأمومة، وفي الجوانب الأخرى التي تساند بها الرجل في مختلف الأمور، تتطلب أن تحظى بهذه الرعاية والحماية، فكان الأمر بمسؤولية الحماية للمرأة هو على الرجل، في الرعاية لها هو إلى الرجل، في إدارة وضع الأسرة بشكل عام هو إلى الرجل؛ لأنه من يتحمل التزامات أكبر، ويواجه البعض من المتاعب والمخاطر في هذه الحياة بشكل أكبر، وهذا فيه العدل وفيه الخير.

 

الغرب الكافر واللوبي اليهودي هو ركز على عدة نقاط، هو ركز على أن يحقِّر الدور الذي هو دور فطري، ودور تشريعي، ودور إنساني، ودور أخلاقي للمرأة في مسألة الأمومة، في التربية، في التنشئة، في تربية الأسرة، في تربية الأطفال، في التنشئة لهم وهو: دور عظيم جدًّا وذو أهمية كبيرة في الواقع الإنساني؛ لأنها هي المدرسة الأولى في التنشئة، إذ أدت هذا الدور بشكلٍ أساسي، بشكلٍ صحيح فإسهامها كبيرٌ جدًّا في بقية الأمور بكلها، إضافة إلى بقية الأدوار المساندة؛ لأن معها أدوار أساسية هي خاصة بها، أو لها فيها الإسهام الأكبر، ولها في بقية الأمور أدوار مساندة للرجل. فأراد أن يضرب هذا الدور الأساس لماذا؟ لأنه يدرك أنه إذا تمكن من إنهاء هذا الدور فهو: سيمثل ضربة قاضية في واقع المجتمع الإنساني، سيضرب البنية الأساسية للمجتمع وهي الأسرة، وسيُفكك هذه الأسرة، وسيتولى هو أن يأخذ الأطفال، وأن يتولى هو تنشئتهم التنشئة الفاسدة، السيئة، المستغلة، وهذا من أخطر ما يركز عليه الغرب، ويركز عليه اللوبي اليهود الصهيوني المفسد في الأرض، يريد أن يسيطر على الإنسان من بعد ولادة الإنسان، وهذا ما يحصل في الغرب يختطفون الأطفال، البعض منهم يختطفونه بعد ولادة أمه له، وتعاني الجاليات الإسلامية في السويد، وفي أوروبا، وفي عدد من بلدان الغرب معاناة كبيرة جدًا، ما أن تلد المرأة حتى تأتي جهات عندهم جهات رسمية لتأخذ طفلها، فيأخذون الطفل على الأسرة، يحرمونه من رعاية أبويه الأب والأم، ويحرمون أبويه منه، يأخذون عليهم طفلهم، وما بعد ذلك سيقوموا هم بالتحكم في مستقبل ومصير ذلك الطفل، وهذا من أشكل، من أسوأ، وأفظع، وأقبح أنواع الاستعباد والاستغلال، هي عملية سيطرة، فيها استغلال، فيها استعباد وسيطرة تامة، عندما يسيطر على الطفل من بعد ولادته، لم يكفهم أنهم كانوا يسيطرون على البرامج في دور الحضانة، أنهم رسموا السياسات السلبية، والسيئة، والمدمرة للتنشئة، هذا ما كانوا يفعلونه سابقًا، كانوا يرسمون سياسات للتنشئة تفصل الإنسان عن أسرته، وهم يريدون أن يفككوا الأسرة، وألا يكون هناك أي نواة في داخل المجتمع مترابطة فيما بينها، وأن يستغلوا الكل، يفككوا الكل، وأن يسيطروا على الكل، وأن يستغلوا الكل، بشكل مفكك بعد أن يكونوا أبعدوا المرأة عن الرجل، والرجل عن المرأة، والطفل عن أمه وأبيه، والمرأة عن ابنها، وهكذا. فسعيهم هو سعي شيطانيٌ سلبي.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم 

من الدرس الثاني والعشرون للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي من وصية الإمام علي لابنه الإمام الحسن عليهما السلام 1444هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر