عبدالفتاح حيدرة
خصص السيد القائد - عليه السلام - في محاضرته الرمضانية السابعة عشر للعام الهجري 1446 هـ ، للحديث عن غزة بدر الكبرى (يوم الفرقان) ، مؤكدا ان خروج شعبنا العظيم لأحياء هذه الذكرى يؤكد على ثباتهم المناصر للشعب الفلسطيني وتصدية للطغيان الامريكي والإسرائيلي وهو خروج يعبر هوية الشعب الايمانية ووفائه للرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وهو تعزيز لامتداد تاريخ شعبنا العظيم المواجه لقوى الطغيان والكفر كانت قريش بالأمس واليوم امريكا واسرائيل، ورسالة اليوم هي رسالة واضحه للشعب الفلسطيني والذي يؤكد شعبنا لهم انهم لن يكونوا وحدهم، ورسالة واضحة للتصدي للعدوان الامريكي، وشعبنا العزيز لن يقف متفرجا وقدم رسالة صمود وثبات للمجرم المعتوه الكافر ترامب، وهذه الرسائل المهمه للاعداء هي رسائل واضحه ومعها الموقف، وهذه الرسائل العملية لشعبنا وجيشنا تجعل منه فرقانا مهما وامتداد لنهج الايمان، وهنا نقدم التحذير للامريكي بأن إستمراره في العدوان فإن لدينا خيارات تصعيديه أكثر ايلاما وازعاجا له، واصرار العدو الإسرائيلي على عدم إدخال المساعدات لقطاع غزه فإن تصعيدنا سيكون أكبر واعظم ولن نتردد في القيام بما هو أكبر والتزمنا هنا ديني واخلاقي وانساني..
إن مقدمات غزة بدر المهمة تأتي في اطار الاهتداء والإتباع ومسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله هي مسيرة هداية للمسلمين على امتداد التاريخ، وهذه مسألة مهمه يجب أن نعيها جيدا، في أسبابها ونتائجها وسننها ، و اعتبار أن الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله مع نجاحه العظيم وانجازه العظيم فهو القدوه والقائد وهو في مقام الهدى ، والأحداث التي قادها أحداث أثرت عبر الاجيال وامتدت عبر الزمن، ومن تلك الأحداث هي غزوة بدر الكبرى التي يمتد أثرها حتى نهاية التاريخ، والعلاقة برسول الله وحركته ومسيرتة هي حركة ومسيرة إيمانية، لأنه كان يتحرك وفق هدى ونور الله وتنفيذا لتوجيهات واوامر الله وتعليمات وتوجيهات الله ، ولذلك يجب أن ننطلق من هذا المنطلق في قرأتنا للسيرة، ويجب أن ننطلق بثقه، ويجب أن تكون مسيرة وحركة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله منارة لنا وخاصة في هذا العصر الذي يتحرك فيه العدو الصهيوني بشكل واضح وبمخطط ومشروع صهيوني واضح ومحدد وسياسه عدوانيه واضحه ، بينما كان الأولى بالمسلمين هم من يتحركوا بشكل واضح وليس ردات فعل متضاربه وقلقه وفي حالة من العمى والغباء والجهل ، وهذا نتيجة لتجاهلهم سيرة رسول الله ولجهلهم وعدم نظرتهم الموضوعية للاعداء..
نحن بحاجة لان نجعل من سيرة رسول الله سيرة تقييمييه وبالشكل الذي يواجه الأعداء، والأمة مستهدفه ووضعها خطير للغاية، والإعداء يسعون لتدمير هذه الأمة، ولا يتوقفون من احتلال البلدان وغزوها، ومثلا خلال العشرين عاما فقط ننظر كم فعلوا ببلداننا، ولن يوقفهم الا الردع والجهاد الذي يوقفهم وايقاف ومؤامراتهم، ان يوم الفرقان هو اليوم العظيم لغزوة بدر الكبرى ويجب أن نستفيد منها لترسيخ العمل واخذ الدروس التي تبعث الأمل للانتصار على الأعداء، ويجب أن ننظر ليوم الفرقان بما يفيدنا لتصحيح الرؤيه للدفع بالاتجاه العملي الصحيح، ومن اول الدورس هو درس الجهاد كونه الخيار الصحيح الذي يصنع التحولات ويدفع الخطر، لأن باقي الاتجاهات هي اتجاهات تمكن العدو من الأمة، اما الجهاد فهو السنه الإلهية الحاكمه في مسألة الأسباب والنتائج للبقاء البشري ، وهذه السنه الإلهية هي الأساس في دفع الظلم والخطر ولهذا تحرك الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، ولو كانت هنتك خيارات أخرى غير خيار الجهاد في سبيل الله لكان الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله هو الأجدر بها..