عبدالفتاح حيدرة
في المحاضرة الرمضانية الحادية و العشرين للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، تحدث حول أمر الله (واتقوا الله حق تقاته) والذي هو أبلغ درجات التقوى، ويعني الحذر الشديد وجاء ذلك في التحذير من أتباع اهل الكتاب، فاتباع اهل الكتاب نتيجته هو رد الناس إلى الكفر، وهذا يأتي في سياق عمل الشيطان وابرز مظاهر العداء الشديد للمسلمين، لانهم يعرفوا ان ديننا هو الصلة بيننا وبين الله، ولذلك يتجهون إلى تجريدنا من ديننا وثقافتنا ومبادئنا واخلاقنا وفكرنا وعقائدنا، حتى نصبح غير امة غير محصنة بالوعي ولا بالفهم، ومن دون مشروع خاص بها، ويعملوا ايضا على أن يمسحوا هذا التوجه الشيطاني لهم ضدنا، وهذا يعني انهم يتفادوا ردة الفعل من استهداف الأمه، حتى تصبح أمة منبطحة وفي حالة فقدان للوعي، وبذلك يعملوا بنشاط حتى لا تكون منهم تكلفة بشريه، انهم يخافون من المظاهرات، ولذلك هم يريدوا ان تكون أمتنا هي من تدفع ثمن حروبهم، ويعتمدون طريقة التطويع للأمة حتى يتمكنوا من توجيهها ويحددوا مواقفها، الاحزاب والنخب لا تتحسس منهم حتى يتحول السفير منهم لأمير، وبذلك يفرضوا ولايتهم علينا، لذلك كان التحذير في القرآن الكريم من التولي لهم والطاعه لهم..
النتيجة الحتميه لمن يتبع اليهود والنصارى في سياق القرآن ومنهجيته هي أن يرتد الناس عن دينهم ويكفروا، وعلينا محاربة التطويع والتولي لهم ، والتوعية لكشف خطرهم، و الخطوة الأولى هي في الموقف الصحيح الذي هدى اليه القرآن الكريم وتتمثل في عدم طاعتهم والتولي لهم والتقرب منهم وعدم الترويج لهم والتطبيع مع اليهود مثلما حصل من النظام الاماراتي والسعودي والمغربي ونظام ال خليفة بالبحرين، وهذا تنكر لاوامر الله ودينهم واخلاق دينهم ، ويتآمروا على ابناء شعبهم، ففي الامارات والبحرين والمغرب يجردوا مواطنيهم من الجنسية ويمنحوها لليهود، يتذللوا لهم بشكل مخزي، يتقربوا لليهود وحرف بوصلة العداء نحو من يواجه اليهود وخاصة للشعب الفلسطيني، اما اتجاه السكوت والتخاذل فهو مخيب للامه، ويعني تمكين الإعداء، والموقف الصحيح لوقاية الأمة لمواجهة أعدائنا هو التحرك لمحاربة التطويع والتولي لهم والتوعية الدائمة، وقد بين لنا القرآن سعي أعدائنا لاضلالنا بما يفرضونه من توجهات وسياسات واشارات، و يقدمون بدائل عن القرآن الكريم، وهي بدائل مظله، تبعد الناس عن تقبل الاسلام، وهذا توجه مبكر، والفارق في هذا الزمان انهم يمتلكون وسائل التأثير وانفتاح وتقبل في اوساط المسلمين، وأول من يتقبل ذلك هم النخب، و ظلالهم يصلنا في كل مجالات الحياة، وهذه ضربة قاضية على الأمة..
هدى الله وتعليماته تؤمن الاستقرار السياسي في المجتمعات ، لكن وبدلا من أن نكون امة منتجه، جعلونا نحن من ربط نفطنا بالدولار، وهي خدمة قاضية لنا، وفي مجال التعليم يعملوا ان يكون التعليم غير مثمر وفي مجال الإعلام في السيطرة على الرأي العام، و نشاطهم الاعلامي واضح، يعملوا ان يقدموا مكونات مجتمعات متباينه، هدفهم من كل ذلك تتويه الأمة، يجب أن نستحضر وعداوتهم دائما في كل المجالات، لنخرج من جميع آزماتنا، يجب أن نحاربهم في هذا المجال، وان نكون منتبهين دائما، ونرجع دائما للقرآن الكريم، ومن ضمن تحركهم الفساد، وخاصة الفساد الاخلاقي ومنها نشر فاحشة الزنا، والربط بالعلاقات المحرمة، وكسر الحواجز الفطرية، و التبرج، و تشوية والاحتشام والعفه، والضخ لمواد مفسدة، وإفساد زكاء النفوس، وفصل المرأة عن اسرتها، وبعض المنظمات تقوم بتسفير النساء للخارج من دون محرم، لاصطيادها واضلالها، يسعون لنشر فاحشة المثلية وتطبيعها وبحماية قانونية ، لا يستنكرها المجتمع، وامريكا واللوبي الصهيوني يتحركون بهذا الاتجاه بنشاط واسع، وهذا يوضح مدى خستهم وقذارتهم وشدة حقدهم، وهذه وسيلة لتفريغ المجتمع الإنساني من كرامته، والهدف من كل ذلك السيطرة على المجتمعات..
عندما يصل الانسان لفقدان كرامته، لن يقدس اي شئ في الحياة، يقوموا بنشر المخدرات و الخمور ، لإفساد النفوس وتدنيسها، وأضرار بالاقتصاد، ويهدفون لنشر مرض الإيدز، تحويل الانسان في هذه مريض وفاسد ومنحط، لا يمتلك اي هدف ولا مبادئ ولا دين ولا أخلاق ولا كرامة، حتى لا يقدم شئ حتى لاسرته، و هدفهم تدمير الوضع الاقتصادي والصحي، وكلما ارتبطت أنظمة شعوبنا وامتنا بهم، كلما تردى وضعها الصحي والاقتصادي والسياسي، من ضمن عملهم نشر المبيدات وتتحول مبيداتهم والغازات التي ينتجها أعدائنا من مبيدات حشرية إلى مبيدات بشرية، وهم يعرفوا ان إفساد الانسان واضلاله يعني اتباعهم تلقائيا، وهذا ما حرض القرآن الكريم منه، أمام كل هذا يجب أن نستحضر الصراع معهم وان نخوض معركتنا ضدهم في كل المجالات، يجب أن ندرك طبيعة الصراع معهم في كل المجالات، بوعى وجهاد واعي، كل شئ منهم شر حتى لو كان بغطاء الخير، وفي المجال العسكري يرتكبوا افضع الجرائم باخطر وافتك الأسلحة وقتل جماعي كما يفعلوا في فلسطين وفي العراق ، وتضيع عندهم كل عناوين حقوق الإنسان، حتى الحروب التي يشرفون عليها يقوموا فيها بكل الإجرام، كما تفعل وادواتهم من جرائم في اليمن..
حتى بناء قدراتهم العسكرية يسعون لامتلاك اخطر الأسلحة التي تبيد اكبر قدر من الناس، ويحاصروا الشعوب المستضعفة مثل الشعب الفلسطيني، و يتهمون شعوبنا وشعبنا العزيز من امتلاك سلاح بسيط، انهم اعداء يسعون تجريد الأمة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والعسكري، انهم يحرقون المصاحف ويسيئون لرسول الله صل الله عليه وعلى آله، ويفرضون القواعد العسكرية في الجغرافيا التي تتبع الأمة، في البحار والمضائق وحصار مطبق ، و يحاربون كل صوت حر في هذه الأمة، ويسعون مؤخرا لمنع سيادة الاسلام في بلادنا، و ينشرون ديانات جديدة، و يحاولوا ان يفرضوا لها حقوق، بحجة أن هناك تعددية، وهذا غير مقبول وغير منصف، امام كل هذا العداء، ندرك ان الموقف الصحيح هو الموقف القرآني الذي يق الأمة من الذل والهوان ويحميها من شرهم وفسادهم وظلمهم، والموقف القرآني هو الموقف الصحيح والناجح والمجدي، ومن لديه يأس من هذا فهو ناقص وعي وعدم فهم وادراك لكتاب الله، اليهود لا يفعلوا شئ مقابل تودد البعض لهم مثل الامارات، ومهما فعل الانسان لهم يبقى ذليلا أمامهم ، ومهما كانت حالة الارتداد فلا يأس ابدا ، الوعد الإلهي قد بشر جميع الاحرار من أمتنا بالفرج والخلاص والنصر..
إن هداية الله في القرآن الكريم توضح التصدي للاعداء، بداءا بتولي الله تعالى بدلا من تولي أعدائنا، والسعي لفك الارتباط بهم، وان نتمسك بالقرآن والرسول وقُرنا القرآن والقيادات القرانية، والجهاد في سبيل الله في كل الميادين، وحمل الوعي بروحية جهادية، ونسعى في كل المجالات بالتمسك بالقرآن الكريم ومقدمه ربنا لنا، ونسعى للانتقال من حالة الجمود ومواجهتهم في كل توجهاتهم، وان نتوجه لمقاطعة منتجاتهم، وفي التعليم وفي التثقيف، وفي الاعتصام الجماعي بحبل الله، وتعبئة القوة في كل المجالات، والموقف منهم يعود ويرتبط بالقرآن الكريم والتقوى في سياق الخطر الذي يواجه أمتنا من جانبهم، وان نثق ان طريق القرآن هو الناجح وأنه سينصرنا في الدنيا والآخرة، والإيمان بالثبات الجهادي، وندرك ان التولي لله هو طريق النصر، ونثق ونؤمن ان النتيجة الحتمية هي نهاية الكيان الصهيوني وزواله، وعاقبته المحتومة هي الهزيمة التي هي حقيقة، ولا خطر علينا الا من تقصرينا واهمالنا، والتحرك الواعي الصادق هو التحرك الايماني القرآني، وما يصوره العدو ان هذا الموقف هو إتباع لإيران فهذا تشوية لإننا نتحرك من منطلق قرآني ثابت، والموقف من العدو صهيوني ومن يتبعهم في الغرب الذي احتلوا بلادنا وديننا ومقدساتنا، وعلاقتنا مع ابناء الامة الاحرار هو شئ نفخر به وهو عنصر قوة لنا، ونتحرك بروحيتنا الجهادية نلتمس من الله رضاه عنا، وبهذا السياق وجه السيد القائد للحضور المشرف في يوم القدس العالمي وتأكيد على خوض اي معركة مع العدو الصهيوني الذي بدأ الشرخ يهزه من داخله، بجهود بتوحيد الاحرار الأمة..