مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

كان من العناوين المهمة، والأسس البارزة في نهضته "عليه السلام": الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحياء هذه الفريضة المهمة في الإسلام؛ باعتبارها ضرورةً حتى لتصحيح واقع الأمة بشكلٍ عام، بدءاً من تصحيح واقعها الكبير، فيما يتعلق بموقع إدارة شؤون الأمة، كيف تدار شؤون الأمة، على أي أساس تدار شؤون الأمة، والمظالم الكبرى التي تعاني منها الأمة، وكان نداؤه لإحياء هذه الفريضة بشكلٍ مركز وبشكلٍ كبير ومتكرر، وهو بارزٌ في خطاباته، في رسائله، في كتبه، في مختلف أنشطته في نهضته، قال "عليه السلام" عن هذه الفريضة المهمة: ((واعلموا أنَّ فريضة الله تعالى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا أقيمت له، استقامت الفرائض بأسرها، هينها وشديدها))، يعني: تمثل أهميةً كبيرة في أن تستقيم كل الفرائض، في أن يكون للدين الإسلامي بما بقي من برامجه، من أنشطته، من المسؤوليات والواجبات فيه، من الأخلاقيات والعبادات وغيرها، أن يكون لها ثمرة، أن يكون لها قيمة، أن يكون لها أثر في حياة الناس، في واقع الناس، في استقامة الدين واستقامة الحياة، وهذه مسألة مهمة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم المسؤوليات في الدين، أكد عليه القرآن الكريم كثيراً، من مثل قول الله "تبارك وتعالى": {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[آل عمران: الآية104]، بل كان من أهم ومن أبرز ما ذم الله عليه انحراف بني إسرائيل، وما سبب لهم السخط الكبير، ما قاله الله بشأنهم: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}[المائدة: من الآية79]، هذا سبَّب لهم حتى سخط الله وسخط أنبياء الله عليهم، {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ}[المائدة: 78-79]، فكانت حالة خطيرة جداً.

بل إنَّ الإمام الشهيد زيد بن عليٍّ "عليهما السلام" حينما خفقت رايات الجهاد قال "عليه السلام": ((الحمد لله الذي أكمل لي ديني))، اعتبر نهضته وتحركه وجهاده، وخروجه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أمراً ضرورياً لكمال الدين، وإلا يبقى الدين ناقصاً، وليس نقصاً عادياً، ليس نقصاً في أمور هامشية، أو عادية بسيطة؛ إنما هو نقصٌ جوهري يؤثر على ما بقي من الدين، يفقده قيمته وأثره في واقع الحياة.

((لقد كنت استحيي من جدي رسول الله "صلى الله عليه وعلى آله وسلم" أن أَرِدَ عليه يوم القيامة ولم آمر في أمته بمعروف، ولم أنه عن منكر))، سعى أيضاً في عناوين نهضته لإنقاذ الأمة من حالة الذل، والهوان، والاستسلام، والخنوع، والخضوع للطغاة الجبارين الظالمين المستكبرين المفسدين، وهي حالة خطيرة كانت الأمة قد وصلت إليها، وأصبحت مكبلةً بقيود الخوف، الخوف الذي يجعلها تستسلم وتخنع، وتبقى في حالة الذل، والاضطهاد، والظلم الشديد، من جانب أولئك الطغاة الجبارين الظالمين، فعندما قال كلمته الشهيرة: ((ما كره قومٌ قطُّ حرَّ السيوف إلَّا ذلوا))، هو يسعى إلى إنقاذ الأمة، إلى أن ينقذ الأمة ويفك عنها قيود الخوف، ويجعلها تتجاوز تلك الحالة، وفعلاً كان لنهضته وتضحياته ومظلوميته الأثر الكبير في ذلك.

في سعيه لإنقاذ الأمة من استبعاد طغاة بني أمية قال "عليه السلام" في أحد خطاباته: ((عباد الله))، وفي رسائله، ((فأعينونا على من استعبد أمتنا، وأخرب أمانتنا، وعطَّل كتابنا))، فكان العنوان الأول قوله: ((على من استعبد أمتنا))، الحالة التي كان عليها طغاة بني أمية في ممارساتهم، وسياساتهم، واستحكام سيطرتهم على الأمة، هي: حالة استبعاد للأمة بكل ما تعنيه الكلمة، اخضاع للأمة بشكلٍ تام، وفق أهداف بني أمية، ومزاجهم، ورغباتهم، وأهوائهم، بعيداً عن منهج الله "سبحانه وتعالى".

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر