هناك أيضاً نصٌ مهمٌ عن الرسول “صلوات الله عليه وعلى آله”، يبين لنا الحاجة الماسة إلى القرآن الكريم، والأهمية الكبيرة للقرآن الكريم، سيما والأمة ستواجه حتى في واقعها الداخلي الكثير من الفتن، فتن قال عنها النبي “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله” في أحد النصوص المروية عنه: كقطع الليل المظلم، تُلَبِّس على الكثير من أبناء الأمة، تشتبه عليهم الأمور إلى حدٍ كبير، يلتبس عليهم- بسبب تلك الفتن- الحق من الباطل؛ لأنها تأتي العناوين من الجميع، يأتي العمل حتى لخدمة الباطل تحت عنوان الحق، يأتي العمل لإضلال الناس حتى تحت عناوين دينية، من شخصيات قد تكون منظورٌ إليها بأنها شخصيات دينية، فعند الفتن يحتاج الناس إلى نور، إلى هدى ينقذهم من الفتن.
عن أمير المؤمنين عليٍّ “عليه السلام” قال: قال رسول الله “صلى الله عليه وآله”: (ألا إنها ستكون فتنة)، هذا إعلان، إعلان عام، (ألا إنها ستكون فتنة)، وهو “صلى الله عليه وعلى آله وسلم” يتحدث عن مستقبل الأمة، وهذا أمر مؤسف جداً، أمر مؤسف، هذه الأمة التي أنعم الله عليها بالقرآن والرسول “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله”، وقدَّم الله إليها الهداية الكاملة الكافية، مستقبلها ستعاني فيه من الفتن، الفتن، وخطورة الفتن: الضلال، أنها تُضِل الكثير من الناس، ويَضِل بها الكثير من الناس، وتشتبه الأمور فيها على كثيرٍ من الناس.
(ألا إنها ستكون فتنة)، هذا الإعلان من النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” فيه إنذار، فيه تحذير للأمة؛ حتى تكون متنبِّهه، الإمام عليٌّ “عليه السلام” بين الحاضرين، هو عنده اهتمام بالنقطة المهمة: ما دام وأنه سيكون هناك فتن في مستقبل الأمة، فالذي يجب أن نركِّز عليه هو: ما الذي ينقذ من هذه الفتن؟ ما هو المخرج من هذه الفتن؟ ما الذي يقي ويحمي من ضلال الفتن، ومن مضلات الفتن؟
فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ هذا السؤال مهم جداً، سؤال مهم جداً، هو يفيد اهتمام الإمام علي “عليه السلام” بما فيه انقاذ الأمة، بما فيه حماية الأمة من الوقوع في ضلال الفتن ومضلات الفتن، فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: (كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحَكَمُ ما بينكم).
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الثالثة 1442هـ