الأمة بحاجة لكي تكون أمة متماسكة، ثابتة، تتجه من جديد لاستعادة دورها الريادي في العالم، ولاستعادة حريتها واستقلالها وكرامتها، تحتاج إلى أن ترسخ هذا الانتماء، بالأسس المهمة جدًّا، فيما يربطها بالرسول "صلوات الله عليه وعلى آله" وبالقرآن الكريم.
ومن الملاحظ أن التركيز على مثل هذه المواضيع لا يروق للبعض، ولا يعون ولا يدركون مدى أهميته؛ إمَّا بسبب الجهل والغباء المفرط، وإمَّا بسبب الهزيمة النفسية واليأس، لا يدركون أنه يمكن لهذه الأمة من خلال استعادة علاقتها بالرسول والقرآن، وعودتها الصادقة الواعية إلى الله، عودة وعي وعمل والتزام، أن تستعيد حريتها وكرامتها واستقلالها، وأن تتحرر من كل أشكال التبعية لأعدائها، ومن الانجرار وراء أعدائها، هي أمة لا تحتاج أن تكون مرتكزاتها في حماية نفسها، أو في نهضتها، إلى ارتماء في أحضان الآخرين هنا أو هناك من خارج العالم الإسلامي، كما تسعى إليه بعض الدول، تريد أن تؤمِّن نفسها، أو أن تحمي نفسها، بالارتهان التام لأمريكا، والخضوع التام لأمريكا؛ مقابل أن توفر لها أمريكا الحماية، والخطر على كل المسلمين هو من أمريكا! ثم يصير الحال كما يقال في الشعر العربي:
وَالْمُستَجِيرُ بِعَمْروٍ عِنْدَ كُرْبَتِهِ كَالْمُسْتَجِيرُ مِنَ الْرَّمضَاءِ بِالنَّارِ
الخطر هو هناك.
مشكلة الكثير من المفكرين والثقافيين، والكثير من السياسيين، هي: في النظرة الخاطئة تجاه القرآن والرسول، النظرة التي شابها الظلام، ليست نظرة صافية، ليست نظرة صحيحة، مشوبةٌ بكثيرٍ من الأفكار الظلامية، التي جعلت الدور في هذه العلاقة، والمساحة في هذه العلاقة، في مستوى محدود رسموه هم من تلقاء أنفسهم: أن علاقتنا بالرسول، وعلاقتنا بالقرآن، هي في حدود الاستفادة والاهتداء والاتِّباع والاقتداء في الشعائر العبادية: في الصلاة، والصيام، والحج، ونحو ذلك. أو أيضاً عند البعض- يضاف إلى ذلك- في بعض مسائل العبادات والمعاملات، في نطاق محدود، وبرؤية محدودة ونظرة ضيقة، ليست الرؤية الصحيحة إلى القرآن الكريم، وإلى الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله"، وفق ما قال الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم، وهو يبين لنا الدور الحقيقي الذي نبني عليه علاقتنا بالرسول والقرآن، في مقام الاهتداء والاقتداء والاتِّباع والعمل:
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
عشية ذكرى المولد النبوي الشريف 1445هـ