مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم نجد في نفس الوقت خطورة البخل، إذا كان الإنسان يأبى الإنفاق بعيداً عن العطاء والبذل ولا يعيش حالة السخاء ويعيش حالة الأنانية والبخل والجشع هذه حالة خطيرة على الإنسان، ما تبخل به، ما تدّخِره، ما تخزنه ولا تنفق منه ولا تقدم منه للفقراء ولا تخرج منه حقوقه كما أمرك الله هو يحسب عليك، أنت تجمع لك عذاباً، إذا كان ما تقدمه عند الله تحظى من خلاله على الأجر العظيم هو رصيد لك عند الله، هو خير تقدمه لنفسك فتجده يوم حاجتك، يوم فقرك، فما تدّخِره، ما تبخل به أنت تشتري به، تكسب به عذاباً، وكلما بخلت أكثر كلما جمعت لنفسك وأعددت لنفسك المزيد والمزيد من العذاب والعياذ بالله، ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ}(آل عمران:180) فأنت تجمع شراً لك، بخلك هو ادخار لك لعذاب لشقاء لعناء، {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}(آل عمران:180).

وفيما يروى عن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله قدم تشبيهاً بليغاً لحالة السخاء وحالة البخل، فقال فيما روي عنه: ((السخاء شجرة أصلها في الجنة وأغصانها في الدنيا فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة والبخل شجرة ثابتة في النار وأغصانها في الدنيا فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار)).

فعاقبة البخل هي النار، وعاقبته في الدنيا وأثره في الحياة مجتمع أناني متفكك، متناحر، يعيش حالة الهلع والجشع.

واقع الأمة المسلمة الذي أراده الله لها، أراد الله للمجتمع المسلم أن يعيش واقعاً السائد فيه الخير والرحمة والبذل والعطاء ولهذا فيما روي عن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله: ((ما تزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت وإذا حكمت عدلت وإذا استرحمت رحمت)) تبقى الرحمة قائمة، لا يكون الغائب هو الرحمة والبديل عنه قسوة القلوب والأنانية، ((فكوا العاني وأطعموا الجائع وعودوا المريض)) ((من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب الآخرة ومن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) هكذا الكثير والكثير من التوجيهات في القرآن الكريم وعلى لسان الرسول صلوات الله عليه وعلى آله كلها تصب في هذا الاتجاه، هذا على المستوى العلاقات العامة ومستوى الواجب الفردي.

ثم نجد فيما يتعلق بواجب الحكومات الإسلامية، مسئوليتها كبيرة جداً، الحكومات الإسلامية في أن تعمد إلى الاهتمام بالموارد العامة للشعوب للاستفادة منها على مستوى أفضل في أن تكون السياسة الاقتصادية سياسة سليمة صحيحة بحيث يصل الخير إلى الشعوب، تكون حالة الفساد حالة غائبة، وللأسف الشديد ما هو حاصل هو عكس ذلك، على مستوى بلدنا اليمن، الشعب اليمني لا يصنف حتى في مستوى الدول الفقيرة، عندما يصنفون في التصنيفات العالمية الدول الفقيرة، اليمن لا يصنف منها لماذا؟ يصنف بأنه من الدول التي يعيش أغلب شعوبها تحت خط الفقر. تحت خط الفقر.

ما يحصل نهب للثروة العامة، الموارد العامة النفط، اليمن لديه احتياطي كبير من النفط والغاز لا يستفيد منه الشعب، لديه الثروة السمكية والبحر لا يستفيد منه الشعب، الموارد العامة هي تعيش حالة من الفساد الهائل، ويستغلها المتسلطون واللصوص داخل الحكومة، لا تٌعتمد أي سياسات اقتصادية سليمة تنمي الموارد، وتعتمد أساليب صحيحة لبناء اقتصاد وطني مفيد للشعب، الاعتماد أكثر شيء على القروض الربوية، على التسول وتنهب موارد الشعب ويعيش حالة من المعاناة والشقاء والله المستعان.

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، أن يجعلنا وإياكم في هذا الشهر الكريم من عتقاءه من النار، أن يوفقنا لفعل الخير وما فيه الخير.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي

بعنوان: الإنفاق

بتاريخ: 14 رمضان 1433هـ.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر