مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

 فيصل الحساني

لازلت أتساءل لماذا هذا الجفاء والنسيان لأروع وأنقى وأطهر وأجمل امراة في الدنيا انها سيدة نساء العالمين عليها وعلى ابيها الصلاة والسلام.
ان الناظر والمتأمل في قصة هذه المراة وما فيها من الدروس والعبر والتربية والصبر والحب والعطاء والتضحية ما يجعلنا من بناء صرح متكامل البنيان يشع منه إيماناً وتنبض منه محبة لهذه الدرة المصونة نعم قصة فاطمة البتول وما أدراك ما البتول تلك الشعلة النورانية الإيمانية والتي وصلت منذ الصغر فأبيها من انه سيد الأولين والآخرين محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين.وأمها من انها ام المؤمنين خديجة بنت خويلد رضوان الله عليهاولدت فاطمة الزهراء في السنة الخامسة ان الزهراء منذ طفولتها وهي بجوار المعلم الاكبر والرحمة المهداء ترافقه.وتسير معه في شعاب مكة وشوارعها وهي تعلم ان الخطر يلتف من كل مكان بأبيها وسندها ،لكنها لم تفارقه ابداً نعم تريد ان تكون بجانبه على الدوآم.وفي كل خطواتها تمسك يده الشريفة بيدها الطاهرة بقوة وكأنها بقلبها الصغير وعقلها الكبير تقول لسيد الأولين والآخرين إن حرمك ربي الذكور يا أبي.فإني ابنتك فاطمة البتول الزهراء ، نعم كانت تشاهد أبيها وهو يحدث الناس كوالد رؤوف رحيم ويخاطبهم برقة ولين وعطف فينفضون عنه بعنف ولا يجبوه إلا بسب وشتم فيعود صل الله عليه وسلم هادئاً رحيماً صبوراً الى منزله ليعاود ثانياً تبليغ الدعوة بنفس الصبر والثبات والعزيمة فاطمة البتول في بيت ابيها تستقبله وكأنها لم ترافقه في رحلته.فتجلب له الماء وتمسح عنه العرق تقبيلاً وهمساً ومسحاً.وكم جففتها من الدماء المتصاقطة والنازفة.وهي تداري دموعها المنهمرة على خديها .
لقد شاهدت هذه الدرة المصونة مالم تشاهده طفلة في العالم في حياتها فقد رأت من يرمي فوق أبيها فرث شاة وهو ساجد فتهرول مسرعة لتمسح عن اعظم رجل عرفته البشرية اجمع وتتبع الفاعل الهارب بنظرات وغضب..
كان الناس يشاهدون هذه الطفلة النورانية المتمسكة بأبيها في ثبات وصبر وعزيمة وشجاعة نعم انها سيدة نساء العالمين.
لقد كانت بالفعل الرفيق اللصيق والقريب المدافع والأقرب في أشد الشدائد.
نعم رأت هذه الدرة كيف أجمع المشركون الحاقدين حصار بني هاشم.في شعب ابي طالب وكيف طبقت قريش في حصارها ما يعجز التعبير عن وصفه فقد جمعت قريش بني هاشم في ذلك الشعب وفرضت عليهم مقاطعة لم يذكر التاريخ لها شبيهاً.
اولاً بأن لا يتصل احد ببني هاشم
ثانياًولا يكلمهم.
ثالثاًولا يجالسهم.
رابعاً ولا يشتري منهم.
خامساً ولا يتزوج منهم.
سادساً ولا يزوجهم.
نعم كانت تلك الدرة بعينيها الصغيرتين تشاهد كيف ينحل جسم ابيها.بين تلك الصخور المتصلبة وتلك الشعاب وكيف تظمر أمها خديجة بين تلك القفار وكيف يأكلون من شدة الجوع أوراق الشجر وسيقانه وكيف حفروا للجذور ليأكلوها نعم تستعيد الزهراء ذاكرة تلك السنوات الثلاث العجاف بما فيها من جوع وخوف وبرد وحر ومرض نعم تستعيدها وهي ترى خير البشر أبيها وخير النساء امها الذي وصلها السلام من رب السماء والارض عظام لا يلتصق بها سوى جلد .لكنها تقرأ في عيني أبيها وأمها معاني الصبر والتضحية والإيمان .وتردد على أذنيها الصغيرتين آيات العرفان والإيمان وترحل الأم المثالية لفاطمة والزوجة الحنون لمحمد ويرحل عم أبيها ابو طالب ذلك الجبل الشامخ الذي كان يتكئ عليه صل الله عليه وسلم نعم ويجثم الحزن بقوائمه الأربع فوق صدر البتول وأبيها.ويسمي ذلك العام بعام الحزن .
وكانت الزهراء تراقب الأقدار وقد أخذت السكن من أبيها بموت أمها وجدها لكنها رأت أن هناك ميلادجديد .فقلبها سيكبر أكثر.وسيكون منزلاً لأبيها ووجدت ذلك الفارس المغوار علياً بجوار أبيها.وبرغم صغره إلا انه ينبئ بميلاد بطل لا يشق له غبار وفارس لا يعرف الجبن ولا الخوف وجاءت الهجرة والبتول هي البتول مدرسة في الثبات ومدرسة في الإيمان ومدرسة الحنان ومدرسة في الصبر والتضحية .وتنظر البتول كيف أخآ بين المهاجرين الفقراء والأنصار الميسورين وكيف حامت الانظار حول خاتم المرسلين وهو يوزع المؤمنين .فلان اخ لفلان وكل انصاري يتمنى ان يعلن النبي اسمه ليكون اخاً لمحمد فرغ الجميع ولم يبق إلا شاب مهاجر صغير تلفت يمنة ويسره وهو يرى كل أنصاري يحتضن مهاجري ويرحب به فيلتفت إلى اخيه الأكبر وابن عمه الطاهر المطهر ويقول له .وأنا لمن أبقيتني يا رسول الله فتسمع البتول صوت أبيها وقد ترقرقت عيناه من الدموع.يقول أبقيتك لنفسي يا علي .أنت اخي في الدنيا والآخرة.ويسرع علياً عليه السلام إلى حضن محمد في صورة لاتمحى ومظهر لا يتكرر ودرس وعبرة لا ينسى.رضي الله عن البتول فنحن بحاجة الى اخذ الدروس والعبر من حياة هذه الدرة نحن بحاجة الى ان نعلم الزوجات والبنات اخلاق وتضحيات فاطمة الزهراء .


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر