{وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}، فهم يتركون المنكر، وهم يمتنعون عن المنكر، وهم يطهِّرون ساحتهم من المنكر، وينهون عنه، لماذا؟ لأن حركة النفاق وحركة الكافرين من ورائهم، تستهدف داخل الساحة الإسلامية، داخل واقع الذين آمنوا أنفسهم، داخل واقعهم تستهدف ساحتهم هم بالمنكر، بكل أشكاله، والمنكر- كذلك- عنوانٌ واسع، يدخل تحته الضلال بكل أشكاله، ويدخل تحته الفساد بكل أشكاله، ويدخل تحته الظلم بكل أنواعه، تدخل تحته مساوئ الأخلاق الرذائل... وهكذا تدخل تحته كل الشرور، كل الأخطار التي تسيء إلى الإنسان، وتسيء إلى حياته، وتفسد حياته، عنوان واسع.
حركة النفاق تتحرك لفرض المنكر الله، قال عنهم: {يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ}[التوبة: من الآية67]، ويتحركون في ذلك أين؟ داخل الساحة الإسلامية نفسها، داخل المجتمع المسلم نفسه، فيحاولون أن يحلوا المنكر بدلاً عن المعروف، فهم دعاةٌ للمنكر، أنشطتهم التثقيفية، أنشطتهم الإعلامية، أنشطتهم الدعائية، هي تشوه المعروف، وتقدِّم المنكر، لكن بغطاء آخر، بعناوين أخرى مخادعة؛ حتى يسعون إلى أن يوجدوا حالةً من القابلية للمنكر، كم من العناوين للمنكر: المنكر في ثوبه وشكله العقائدي: كضلال، وفي شكله العملي: كممارسة، في تأثيراته السلبية في واقعه في واقع الحياة: كنتائج، كم يغطونه بغطاء، بعناوين مخادعة، قد تكون مغرية للكثير من الناس، قد تتناغم مع هوى أنفس الناس في كثيرٍ من الأمور، ولذلك اتجاههم هو اتجاه مخالف، مخالف؛ لأنهم يأتون بالولاء للكافرين بدلاً من المؤمنين، أليس هذا من المنكر؟ يأتون أيضاً بالفواحش والرذائل، أو تقديم صورة مختلفة عن الإيمان كمنظومة متكاملة، صورة تقلِّص الالتزام الإيماني والانتماء الإيماني، إمَّا في حالة طقوس، أو تحرِّف الانتماء الإيماني، والنتيجة- في نهاية المطاف- بما يخدم أعداء الأمة، بما يخدم أعداء الإسلام والمسلمين، فهم يتحركون بالمنكر في الساحة، ينشرون الفاحشة، ينشرون الفساد، ينشرون الفرقة والبغضاء، ينشرون الظلم، يفسدون في الأرض فساداً واسعاً، شرهم كبير، وفسادهم واسع، لكن بأساليبهم، بعناوينهم المخادعة، بوسائلهم التي يستخدمون فيها الترغيب والترهيب، في هذا الزمن وفي كل الأزمنة التي مضت استخدم كل شيء لإحلال المنكر بدلاً عن المعروف، استخدمت القوة العسكرية، استخدمت الإغراء المادي، استخدم التزيين والإغراء، الذي يستهدف هوى النفوس، استخدم التضليل الثقافي والفكري، استخدمت الدعاية الإعلامية، تستخدم كل الوسائل بهدف إحلال المنكر بدلاً عن المعروف.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب 1443هـ