مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقول الله سبحانه وتعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى}[النساء: من الآية6]، في إطار العناية بهم على المستوى التربوي، وعلى مستوى الرعاية، بحاجة إلى الاهتمام بهم في هذا الجانب: التمرين لهم، والاختبار لهم، والتربية لهم للقيام بأمورهم بشكلٍ متدرج، مع الإشراف عليهم في ذلك، {حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ}[النساء: من الآية6]، وصل إلى مستوى البلوغ الشرعي، الذي يمكنه فيه أن يتزوج، {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}[النساء: من الآية6]، عندما يصل إلى مستوى البلوغ الشرعي، الذي يمكنه به الزواج، في حينها إذا لوحظ منه من خلال تصرفاته، وما يقوم به من أعمال بالتدريج، في إطار الإشراف عليه، والتمرين له، والتعويد له، والتشجيع له، وإعطائه مستوى معين من الإمكانية للتصرف، من المهام العملية للقيام بها، فإذا لوحظ منه الرشد، حسن التصرف، النضوج العقلي، يعني: عنده فهم كيف يتصرف، معرفة كيف يعمل، ليس ساذجاً، يمكن أن يغبن غبناً فاحشاً، وأن يضحك عليه الطارف، لا، ولا يحتاج هذا إلى أن يكون عبقرياً في الخبرة الاقتصادية والمالية، حتى يجعل الإنسان من ذلك عذراً بعدم تسليم ماله إليه، لا، في المستوى المعروف، في المستوى المألوف، في المستوى الاعتيادي بين الناس.

 

 

 

{فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا}[النساء: من الآية6]، يكون الإنسان متجهاً إلى استغلال فرصة اليتم لدى اليتيم لأكل ماله، فيبالغ في استهلاكها إسرافاً، ويسارع حتى لا يكبر اليتيم إلَّا وقد قضى عليها، هذه جريمة بشعة جداً.

 

 

 

{وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ}[النساء: من الآية6]، من كان غنياً فلا يأخذ شيئاً من أموال اليتامى، {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}[النساء: من الآية6]، من كان فقيراً واحتاج إلى أن يفرِّغ من وقته، من اهتمامه جزءً للعناية بأموال اليتيم، وعليه ظروف معيشية، والتزامات معيشية ضاغطة في المقابل، فهو إن فرَّغ من وقته للعناية بمال اليتيم، قد يتضرر في معيشته، في هذه الحالة يمكنه أن يأكل بالمعروف، بمقدار الأجْرَة الطبيعية المعتادة، من غير انتهازية وأخذ الزائد.

 

 

 

{فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}[النساء: من الآية6]، عندما يبلغون الرشد والبلوغ والنضج، {فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ}[النساء: من الآية6]، يكون هناك شهود أثناء التسليم للمال، {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}[النساء: من الآية6]، الله هو الرقيب، لا يخفى عليه شيءٌ مما يمكن أن يكون الإنسان قد تحيل بحيل وأساليب التفافية لأخذه، أو إخفائه، أو الإنقاص منه، وفي نفس الوقت هو الحسيب سبحانه وتعالى الذي سيحاسب الجميع يوم القيامة.

 

 

 

فنجد في هذه التوصية ما يكفي ويفي في التأكيد على الاهتمام باليتامى، في إكرامهم، في حسن رعايتهم التربوية والمادية، هم بحاجة أيضاً إلى العناية التربوية، إضافةً إلى العناية بهم في صون حقوقهم، في الحفاظ على ممتلكاتهم، في تنمية أموالهم، هم بحاجة أيضاً إلى العناية بهم على المستوى التربوي، في حسن تربيتهم، في العمل على تأهيلهم على المستوى المعرفي، وعلى المستوى الأخلاقي، وعلى المستوى العملي؛ لكي يتأهلوا للقيام بمسؤولياتهم في هذه الحياة عندما يكبرون.

 

 

 

وكما قلنا: في هذه الظروف التي تعاني منها الأمة من حروب هو يكثر فيها اليتامى، تكبر المسؤولية، ومن المهم أيضاً ملاحظة أن من الأكثر عرضةً بين اليتامى للظلم اليتيمات، قد يتعرضن أيضاً في كثيرٍ من الحالات لظلمٍ أكثر، البعض من الناس مثلاً قد يستشهد أو يتوفى ولديه يتيمات، أو لديه يتامى ويتيمات، يعني: اليتامى ذكوراً وإناثاً، فإما أن يأتي الغبن لليتيمة من أخيها، أو من عمها، أو من قريبها، وهذا ظلم كبير جداً، يعظم الظلم، وتكبر حالة الظلم، (وظلم الضعيف أفحش الظلم)، كما قال الإمام علي "عليه السلام": (وظلم الضعيف أفحش الظلم)؛ لأن فيه دناءة، فيه انحطاط، ليس فيه رجولة، ولا أي مظهر من مظاهر القوة أبداً، دناءة وانحطاط عندما تتعدى على ضعيف.

 

 

 

وتمتد مثل هذه السلوكيات من ظلم الضعيف، إلى ما يتعلق بالنساء بشكلٍ عام، سواءً فيما يتعلق بإرثهن، حتى وهن كبيرات، الكثير منهن يظلمن في إرثهن، وهذا من ظلم الضعيف، من الظلم الحرام، والوعيد عليه في القرآن الكريم بنار جهنم، وهي قضية خطيرة جداً، تكثر في المجتمعات، ما أكثر ما يحصل هذا الظلم في أخذ إرث النساء، وفي أكل إرث النساء، وهي قضية خطيرة جداً، أي إنسان حريص على براءة ذمته، حريص على سلامته من عذاب الله، على أن تكون أعماله مقبولة، فليحرص على الخلاص من هذا الظلم، أن يتخلص من هذه الظلامة؛ لأنها ظلامة خطيرة جداً.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية، بتاريخ 28 رمضان 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر