مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم ماذا فعلوه؟ اتجهوا لمحاربة الإمام عليٍ -عليه السلام- من البداية محاربةً شرسة، والأمة تعرف من هو عليٌّ فيما يمثِّله من الامتداد لرسالة هذا الإسلام، عليٌّ الذي قال عنه الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلَّا أنَّه لا نبي بعدي)، اتجهوا للحرب ضد الإمام عليٍّ -عليه السلام- فكانوا هم الفئة الباغية التي حذَّر منها الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- يوم قال عن عمَّار: تقتلك الفئة الباغية، لماذا؟ تدعوهم إلى الجنة، ويدعونك إلى النار، كانوا هم الفئة الباغية الداعية إلى النار، ماذا يعني: يدعون إلى النار؟ الباطل الذي يقدِّمونه، المفاهيم الخاطئة، المواقف الباطلة، السلوكيات الإجرامية التي هم متَّصفون بها، ويتحرَّكون بها، ويتحرَّكون بالناس الذين يغرونهم، ويضلونهم، ويؤثِّرون عليهم، ويسيطرون عليهم بها ومن خلالها.

 

دعاةٌ إلى النار، هل تكون الدعوة إلى النار إلا انحرافاً حقيقياً عن منهج الإسلام العظيم، هل يكون هناك التزام بهذا الإسلام في مبادئه، التزام بهذا الإسلام في منهجه، التزام بهذا الإسلام في برنامجه، ثم تكون الدعوة دعوةً إلى النار؟ والأمة تروي كل ذلك، ليس فقط في كتب الشيعة وفي تراث الشيعة، الأمة بكلها بمختلف مذاهبها تروي حديث الفئة الباغية، الداعية إلى النار.

 

ثم كانوا من تآمر على الإمام عليٍ -عليه السلام- حتى في قتله اغتيالاً عن طريق ابن ملجم، كانوا هم من حرَّكوا الخوارج، ولعبوا بهم، وكانوا يؤثِّرون فيهم بأساليب ووسائل مخادعة، وطرق معينة.

 

كانوا هم من قتلوا المئات من خيرة أصحاب رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وفي مقدِّمتهم المؤمن العظيم، والصحابي الجليل عمَّار بن ياسر، عمَّار الذي عبَّر الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- عن أنه ملئ إيماناً، ملئ إيماناً، هذا عمَّار المؤمن العظيم، هذا المجاهد العظيم، هذا الصحابي الجليل مَن الذي قتله؟ هم أولئك الفئة الباغية، وكان قتلهم له من أكبر دلائل بغيهم، خروجهم على الإمام علي، محاربتهم للإمام علي هي مؤشرٌ كافٍ، ودلالة واضحة وفاضحة على بغيهم، لكن جعلت إضافةً إلى ذلك هناك علامات أخرى إضافية، منها قتلهم لعمَّار الذي أخبر الرسول أنها ستقتله الفئة الباغية، مع عمار قتلوا العدد الكبير المئات من الصحابة، هم من استأصلوا كل من شهد واقعة بدر مع رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- من صحابة رسول الله، كان من ضمن التوجيهات والأوامر التي أمر بها يزيد في هجوم جيشه على مدينة رسول الله: أن يستأصلوا وأن يقتلوا كل من بقي من أصحاب بدر، واقعة بدر الكبرى، وغزوة بدر في الجهاد مع رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- هل هذه إلَّا عقدة من الإسلام، وثأر وانتقام من رسول الله، وانتقام من المسلمين، من المؤمنين، من المجاهدين، من الصحابة الأخيار؟

 

وكانوا هم الذين قتلوا في صفين المئات من أصحاب رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- من المهاجرين والأنصار، كانوا هم من سفكوا دماء هذه الأمة على نحوٍ رهيب في أقطار شتى، في العراق وفي غير العراق، في اليمن.

 

كانوا هم من انتهكوا حرمة المقدَّسات الإسلامية، فلم يعترفوا ولم يقدِّروا حرمة وقدسية الكعبة المشرَّفة، فهاجموها، ضربوا عليها بالمنجنيق، أحرقوها بالنيران، الكعبة بكل قداستها، بكل حرمتها انتهكوا هذه الحرمة، ولم يقدِّروا هذه القدسية.

 

كانوا هم من هاجم المدينة المنوَّرة، وكانوا هم من قتلوا الآلاف من أبناء وسكان هذه المدينة، وقتلوا الكثير منهم، قتلوا العشرات على قبر رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- حتى أغرقوه بالدماء.

 

كانوا هم الذين قتلوا عترة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وارتكبوا الجريمة البشعة في كربلاء يوم عاشوراء، وفعلوا ما فعلوا في تلك المجزرة الرهيبة والفاجعة الكبيرة، كل ما يعبِّر عن الوحشية، والإجرام، والإفلاس الإنساني والأخلاقي كان حاضراً في سلوكياتهم وممارساتهم.

 

هم الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق هذه الأمة في كل سلوكياتهم: السياسة المالية، الاستئثار بالمال العام، والنهب له، والتوظيف والاستغلال له في الترف وفي شراء الذمم، فنهبوا ثروة الأمة، واستأثروا بالفيء، واتخذوا مال الله دولا، وعباده خولا.

 

وهم من اتجهوا إلى تحريف المفاهيم، وما فعلوه في ذلك هو جناية كبيرة جدًّا على الأمة، لقد عملوا على تغيير مفاهيم هذا الدين، هم من شكَّلوا لجاناً واصطنعوا البعض من علماء السوء بالمال (بمئات الآلاف من الدراهم الفضية، والآلاف من الدنانير الذهبية)؛ لاختلاق أحاديث مفتراة ومكذوبة على رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وكانوا يدفعون ثمناً لبعض الأحاديث ثلاثمائة ألف درهم مقابل حديث يفترى على رسول الله، يتضمن مفهوماً باطلاً ومضلاً خطيراً على هذه الأمة؛ فيقدَّم ليحسب على الإسلام، تحرَّكوا من موقع النفاق لتحريف مفاهيم هذا الدين، وهذا كان أكبر خطر على هذه الأمة، خطر كبير جدًّا، وكم هي المفاهيم التي غيَّروها وتحسب على الإسلام وليست هي من الإسلام، وقدَّموها باسم حديث مختلق ومفترى على رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- أو باسم معنىً مزيف لنصٍ قرآني، أو باسم فتوى من الفتاوى الدينية، أو ضمن كتب تكتب، كم فعلوا وكم صنعوا من ذلك!! الشيء الكثير والكثير.

 

هم من انتهكوا حرمة النساء المسلمات، فارتكبوا جرائم الاغتصاب عند اقتحام جيشهم لمدينة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- استباحوا عرض النساء المسلمات، واغتصبوا المئات من النساء، المئات من النساء، حتى المئات من الابكار، دعك من الثيبات، من الابكار اللواتي حملن بعد تلك الواقعة نتيجةً لجريمة الاغتصاب، هم الذين سَبَوا نساء أهل اليمن في عصر الإسلام وباعوهن بعد سبيهن في الأسواق، بعد جريمة بُسر وحملته- بأمرٍ من معاوية- على اليمن، فارتكب أبشع الجرائم في اليمن.

 

الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- كثيراً ما حذَّر منهم ومن خطورتهم على الأمة، حتى أنَّه أوصى الأنصار بوصية، لكنهم لم ينفِّذوها، حين قال لهم: (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه، إلَّا تفعلوا {تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: من الآية73])، ويوم قدم معاوية إلى المدينة وصعد على منبر رسول الله، تذكَّر بعضهم هذه الوصية، وذكَّر البعض بها، لكنهم كانوا قد وصلوا إلى حالةٍ من الواقع السلبي والتأثر به؛ فلم ينفِّذوا هذه الوصية.

 

تنبيه مهم

 كم يمكن لنا أن نتحدث على ضوء ما سطره التاريخ عن ذلك الواقع الظلامي الذي صنعه بنو أمية، لا يتسع الوقت للحديث أكثر، نكتفي بهذا المقدار مع التنبيه على نقطتين:

 

النقطة الأولى: عندما نتحدث عن بني أمية نتحدث عن أولئك الذين صدَّر التاريخ جرائمهم، وطغيانهم، وظلمهم، ومفاسدهم، من الذين وصلوا إلى موقع السلطة، أو لم يصلوا في تلك الحقبة التي عاشوا فيها السيطرة على هذه الأمة، مع الاستثناء لحالات قد تكون نادرة، كما هو حال عمر بن عبد العزيز الذي اختلف عنهم في كثيرٍ من الأمور.

 

ثم نحن أيضاً ننبه على أنَّ حديثنا لا يمتد إلى من يحسب من ذراريهم، من يمتد نسبه إليهم، بيوتات معينة، مثلاً: عندنا في اليمن بيوتات معروفة في اليمن أصلها من ذريتهم، لكنها تختلف عنهم، فحديثنا لا يمتد إليهم، الامتداد لهم هو ما يشكِّل امتداداً سلوكياً، امتداد السلوك، امتداد النهج، امتداد العمل، الموقف الذي عليه كثيرٌ من الأنظمة ومن العملاء والمنافقين الذين يتحرَّكون في أوساط هذه الأمة، فكانوا امتداداً لهم في الموقف، في السلوك، في المسار، في الطريق الخاطئ، في الانحراف الكبير، فنحن لا نقصد أبداً الإساءة إلى تلك البيوتات التي هي جزءٌ من أبناء هذا الشعب، تعيش واقعاً إيجابياً ضمن ما عليه واقع هذا الشعب.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى عاشوراء 8 محرم 1441 هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر