مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر ربيع أول 1447هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(ماذا بعدالمولدالنبويالشريف؟)
التاريـخ: 13/ 3/ 1447ه‍
المـوافق: 5/ 9 / 2025م
الرقم: (11)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
نقاط الجمعة 
1- أحياشعبنا اليمني ذكرى المولدبحضور كبير ومشرف وغير مسبوق وهذا يعكس هويته الإيمانية وحكمته اليمانية ويمثل حجة على الشعوب العربية والإسلامية التي ابتعدت عن منهج رسول الله 
2-يتميز احتفال شعبناعن بقية الشعوب بأن احتفالنا يترافق معه الموقف العملي الذي تجسد في نصرتنالغزة بالإضافةإلى اعتمادنا على القرآن الكريم كأهم مصدر لمعرفةرسول الله 
3- من واجبنا بعدهذا الاحتفال الكبير أن نتأسى برسول الله وأن نستمر في جهاد اليهود وعملائهم من المنافقين كما جاهدهم رسول الله خصوصا في هذه المرحلة التي يستهدف فيها اليهود المسجدالأقصى ويستهدفونا بالحرب الناعمة 
4- لقداستهدف العدو الصهيوني الجبان حكومتنا لكننا نقول له لن توهن عزمنا ودماء الشهداء تزيدنا عزما وسنستمر في نصرةفلسطين حتى نهزمك ونخرجك من فلسطين 
5- هيئةالأوقاف والإرشاد أطلقت مشروعين عظيمين مشروع وتعاونوا على البر والتقوى ومبادرةتسهيل التي تهدف إلى تخفيف الأعباء عن المستأجرين فاغتنموا فرصةالمبادرة التي ستستمرلأربعة أشهر من بدايةربيع أول إلى نهايةجماد ثاني.
🔹ثانياً:  نص الخطبة 

✒️الخطبـة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله القائل: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القوي العزيز الغالب على أمره، والقاهر فوق عباده، والفعال لما يريد، وأشهد أنّ نبينا محمدًا عبده ورسوله من قال الله عنه في كتابه الكريم: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ يا عباد الله: 
أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله عز وجل القائل سبحانه: {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}.
أيها المؤمنون:
أحيا شعبنا المسلم العظيم يوم الأمس ذكرى المولد النبوي الشريف بذلك الحضور المليوني الكبير والمشرف، والذي لا سابق لمثله في التاريخ، ولا مثيل له في كل الدنيا، والذي عكس حقيقة هذا الشعب المؤمن وهويته الإيمانية وحكمته اليمانية، وقد مثّل ذلك الاحتشاد المليوني حجة على المسلمين الذين ابتعدوا عن نبيهم ودينهم، حيث قدّم الشعب اليمني لهم نموذجاً ليحتذو به إن أرادوا العزة والكرامة والحرية والهداية والخير في الدنيا والآخرة، وقد تميز إحياء شعبنا لهذه المناسبة عن بقية الشعوب بميزتين مهمتين:
الأولى منهما: أنّ شعبنا العظيم المؤمن الحكيم يتحرك لإحيائها والاستفادة منها وهو في إطار الموقف العملي، حيث يجاهد كما جاهد رسول الله، ويضحي كما ضحى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وينصر غزة بالقول والفعل، ولو أنّ طوفان الأقصى حدث ونحن لم ننصر غزة بمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، ولم نسند غزة بالحصار على الصهاينة وأسيادهم، ولم نقصفهم بالطائرات والصواريخ؛ لو أننا لم نفعل كل ذلك لاستحيينا أن نقول: (لبيك يا رسول الله)، ولاستحيينا أن نحيي مولده ونحن لم نحيي جهاده وسيرته، ولم نجسد مواقفه، ولم نتأسَ به في تضحياته وجهاده؛ لكننا بفضل الله سبحانه عندما أحيينا مولده أحيانا الله به، وأحيا فينا جهاده ومواقفه، وأصبحنا اليوم نجاهد كما جاهد وكما وصفه الله سبحانه بقوله: {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وقد شاهدنا أولئك الذين حاربوا ذكرى المولد النبوي الشريف تحت ذريعة: (إحياء مولده باتباع سنته) شاهدناهم لم يحيوا مولده ولم يتبعوا سنته ولم يحيوا مواقفه وسيرته، أوليس من سنته قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)؟ وأليس من سنته قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سمع منادياً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس من المسلمين)؟ أوليس الجهاد من سيرته وسنته والواجبات الإلهية التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجاهد في سبيل ربه حتى أتاه اليقين؟ حتى أنّ الله سبحانه عندما أمرنا بالتأسي به في سورة

الأحزاب كان ذلك في إطار الجهاد في سبيل الله أولاً كما قال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}.
أيها المؤمنون: 
أما الميزة الثانية التي تميز بها شعبنا في إحياء هذه المناسبة والاستفادة منها هو: أنه يعتمد على القرآن الكريم كمصدر أساسي للتعرف على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن القرآن الكريم هو أهم مصدر للتعرف على شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يتحرك بحركة القرآن الكريم، ولم يكن منفصلاً عنه، بل كان كما قال الله سبحانه عنه في القرآن الكريم: {قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ}، وكان قرآناً يمشي بين الناس، وكان خُلُقُه القرآن، وكان في حياته يجسد ويطبق أوامر وتوجيهات الله سبحانه في القرآن الكريم، وقد قدّم القرآن الكريم شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على أنه أعظم قائد عرفه التاريخ، والقرآن الكريم يقدم لنا الرسول بصورته الكاملة، وليس كما فعل الرواة الذين تحدثوا عن جوانب بسيطة وأغفلوا الجوانب الهامة في شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من جهاده وتضحياته، وقد ذكر الله في سورة الأنفال وآل عمران والأحزاب والتوبة والفتح وسورة محمد: الجانب الجهادي في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ما ينقص الأمة اليوم؛ لأن الأمة اليوم لا ينقصها المساجد ولا المصاحف، وإنما ينقصها الجهاد والتأسي بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك حتى تدفع عن نفسها الأخطار وشرور الأعداء قال الله تعالى: {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وقد أرسله الله لكل العالمين إلى قيام الساعة بخلاف بقية الرسل الذين كانوا يرسلون إلى أقوامهم، وقد أخذ الله العهد على الأنبياء بالإيمان به قبل مبعثه، قال سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} وقد استطاع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقضي على اليهود الذين هم أكبر خطر على هذه الأمة على هامش حركته وجهاده، واستطاع في غضون سنوات قليلة أن يُحدث نقلة في واقع العرب حتى جعلهم الأمة الأقوى في العالم بعد أن كان الروم والفرس يستبيحونهم ويقتلونهم، وأحدث نقلة علمية حيث نقل العرب من الأمية إلى أن أصبحوا أمة (اقرأ)، وأحدث في العرب نقلة نوعية في الأخلاق حتى أصبحوا على درجة عالية من الرقي والأخلاق، وصدق الله القائل: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.
عباد الله:
إنّ من واجبنا بعد هذا الاحتفال الكبير والمشرف هو أن نجسد سيرة الرسول وأخلاقه وجهاده في حياتنا، وأن نستمر في حمل راية الإسلام؛ فاليمن في هذه المعركة هو من يحمل راية الإسلام في وجه الكفر والنفاق، وهو دولة الإسلام الذي لا يزال يصارع الكفر ويناصر المسلمين المظلومين؛ ولذلك مثلما كان الإحياء كبيراً فإنه يجب أن يكون الاتباع كبيراً، ويجب ألّا تكون علاقتنا بالرسول مجرد احتفاء واحتفال وانتهى الأمر، بل يجب أن نجعل من هذه المناسبة محطة للعودة إلى الرسول والرسالة، وأن نجعل منها مدرسة نتعلم منها دروس العزة والإباء والكرامة والتضحية والفداء والجهاد والصبر؛ فالإسلام موعود بالنصر، والكفار موعودون بالهزيمة، والمنافقون المطبعون موعودون بالخسارة والندامة، وهذه وعود الله التي لا تتخلف، وقد وعد بها في القرآن الذي: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، يقول جلّ جلاله: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}، وقال سبحانه: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، وقال سبحانه: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ}، وقال سبحانه: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ}، وقال سبحانه: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ووالدينا ووالديكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله خاتم النبيين والمبعوث رحمة للعالمين، صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
إنّ التهديد على المسجد الأقصى هو تهديد جدّي من الصهاينة؛ لأنهم يختلفون في بياناتهم عن القمم العربية في بياناتها التي هي مجرد حبر على ورق؛ فالصهاينة يتحدثون وهم يسعون عملياً لتنفيذ مخططاتهم، وهم في هذه الأيام يُكثرون الحديث عن هدم المسجد الأقصى؛ لترويض الأمة على ذلك، وقد أعدوا العدة لذلك، وأكبر عامل مشجع لهم على ذلك هو تخاذل الشعوب العربية والإسلامية، وتواطؤ وتعاون بعض الحكومات العربية والإسلامية كتلك الحكومات التي تسعى لنزع سلاح المجاهدين، ولا تزال تصنفهم على لائحة الإرهاب رغم إجرام اليهود وحقدهم، ورغم تحركاتهم التي تستهدف شعوب المنطقة بأكملها كما يقولون فيما يسمونه بالشرق الأوسط الجديد أو ما يسمى بإسرائيل الكبرى، ومع ذلك لا حياة لأولئك الأعراب، ولا يستشعرون الخطر عليهم وعلى شعوبهم، ولا يغارون على القرآن وهو يُحرق على أيدي صهيونية أمريكية في أمريكا وكأن ذلك لا يعنيهم (والله المستعان).
عباد الله: 
إنّ الحرب الصهيونية الناعمة على الإسلام والمسلمين أثّرت على كثير من أبناء الأمة حتى أفقدت الكثير زكاءهم وفطرتهم ونخوتهم، وجعلت البعض يسقط في مستنقع الرذائل، ويبتعد عن الدين وعن القرآن وعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعن الصلاة وعن العبادة؛ ولذلك فإنّ مناسبة المولد النبوي الشريف تعتبر محطة هامة للانتباه لخطورة الحرب الناعمة على بيوتنا وبناتنا وأبنائنا ونسائنا.
أيها المؤمنون:
لقد استهدف العدو الصهيوني اليهودي اجتماعًا وورشة عمل لحكومة التغيير والبناء بعدوان جبان وغادر، وهذا الاستهداف هو استهداف للشعب اليمني بكله الذي يمثله أولئك الشهداء العظماء، وهو ثمن لموقف شعبنا من نصرة غزة الذي وقفناه ونحن مستعدون للتضحية؛ لأن التضحيات مهما كانت فهي أفضل وأقل مما سيدفعه المفرطون والمتفرجون على غزة ممن قبلوا على أنفسهم باستباحة الصهاينة، وجرّوا على أنفسهم عار وفضيحة الخذلان في الدنيا وعذاب الله في الآخرة؛ فالخسارة الكبيرة هي عندما يخسر الإنسان دينه وآخرته، أما شهداؤنا العظماء فهم شهداء على طريق القدس، وشهداء الحق والموقف في أشرف معركة وأقدس قضية وأعظم مظلمة في هذا العصر، وهم شهداء المولد النبوي الشريف، وهم شهداء هذا الشعب العظيم، وقد كانوا في اجتماع من أجل تقييم أدائهم في هذه المرحلة الصعبة التي تحملوا فيها المسؤولية الصعبة في الظروف الصعبة، واستشهدوا بعد عام من الجهد المتواصل والعمل الدؤوب في خدمة هذا الشعب حتى لقوا الله تعالى بأجسادهم المضرجة بدمائهم وأشلائهم الممزقة ولسان حالهم يقول لهذا الشعب: اعذرونا يا شعبنا العزيز فقد عملنا ما بوسعنا، وحاولنا تقديم ما نستطيع، وواصلنا الليل بالنهار خدمةً ووفاءً وبذلًا وعطاءً لك يا شعبنا المؤمن العظيم، وها هي دماؤنا وأشلاؤنا ونحورنا فداء لك يا شعب الإيمان والحكمة، وفداء لغزة وأطفالها ونسائها ولكل فلسطين؛ فدماؤنا ليست أغلى من دمائهم، وجوارحنا ليست أغلى من جوارهم.
أيها الأكارم المؤمنون:
إنّ استشهاد رئيس الحكومة وعددٍ من رفاقه لن يزيدنا إلا عزمًا وصمودًا وثباتًا وقوةً وإيمانًا، فقد يسقط في هذه المسيرة شهداء وإن كانوا على أرقى مستوى مثلما استشهد سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب يوم أُحد لكن المسيرة لم تتوقف ولن تتوقف، ومثلما استهدف الأعداءُ الشهيدَ القائدَ رضوان الله عليه واستهدفوا الرئيس الصماد فماذا حدث؟ هل توقفت المسيرة أم زدنا عزما وقوة وإصرارا، ونحن لا نهزم؛، فعندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر، وما وقفنا لنصرة غزة إلا ونحن مستعدون للتضحية حتى النصر كما قال سبحانه وهو يعلمنا كيف نردّ على المنافقين: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ}، وكما قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، وقال سبحانه: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}، ودماء الشهداء لن تذهب هدرًا، وكما استطعنا بقوة الله

هزيمة أمريكا وبريطانيا في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس فبإذن الله سنهزم ربيبتهما إسرائيل، وإن شاء الله ستتمكن دفاعاتنا الجوية من إسقاط طائراتهم حتى يتحقق وعد الآخرة وندخل المسجد الأقصى إن شاء الله، وما علينا إلا الاستمرار والصمود والتعاون مع الأجهزة الأمنية بالإبلاغ عن العملاء والخونة؛ فالمعركة اليوم بين الإسلام والكفر والحق والباطل، ومن يتعاون مع الصهاينة فهو صهيوني، وحكمه حكمهم، ويبوء بإثمه وإثمهم، ويحمل وزرهم وكل جرائمهم ولا يمكن أن يقف معه أحد.
كما أنه يجب علينا أن نستمر في نصرة غزة وألا نكل ولا نمل، وكلما ازداد الخذلان لهم من العرب والمسلمين كلما زاد الواجب والمسؤولية علينا في الوقوف معهم حتى يمنّ الله بنصره وهو خير الناصرين.
فالله الله في الاهتمام بالمظاهرات والمسيرات نصرة لغزة والأقصى حسب الترتيبات المعتمدة حينما ندعى لها، وسنستمر بلا كلل ولا ملل حتى يأذن الله بالنصر: {أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}.
أيها المؤمنون الأكارم:
بمناسبة المولد النبوي الشريف أطلقت الهيئة العامة للأوقاف والارشاد مشروعين عظيمين:
المشروع الأول :وتعاونوا على البر والتقوى، والمشروع الثاني: مبادرة تسهيل، وكلاهما يهدفان إلى التخفيف عن المواطن في ظل الظروف المعيشية للبلد، ومبادرة تسهيل هي اسم على مسمى؛ لأنها تهدف إلى تخفيف الأعباء المالية عن المنتفعين، وإنها فرصة كبيرة لكل من يجد صعوبة في سداد الرسوم والمستحقات الوقفية، ولكل من تعثّرت معاملة عقد انتفاعه، ولكل من تراكمت عليه الإيجارات؛ لأن المبادرة تعالج كل ذلك من خلال التخفيض والتأجيل والتقسيط ومنح الامتيازات لمن يسارع بتسديد الرسوم، وستستمر المبادرة لمدة أربعة أشهر من أول ربيع الأول وحتى نهاية شهر جمادى الثاني.
فيا أيها المنتفعون: بادروا لاغتنام الفرصة قبل انتهاء المدة، واعلموا أنّ هذه المبادرة تراعي ظروفكم المعيشية والاقتصادية، وتخفف عنكم الأعباء، وهي ليست مجرد تحصيل بل هي عون وتقدير وهي سياسة إيجارية لا تثقلك بل تعينك وتسندك.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، اللهم واجمع كلمة اليمنيين وأصلح شأنهم ووفقهم لنصرة دينك وإعلاء كلمتك والجهاد في سبيلك، اللهم واحفظ قائدنا العلم المجاهد السيد عبد الملك بدر الدين واجعلنا له خير ناصر وخير أعوان، اللهم وانصر المجاهدين في غزة واليمن وانصر مجاهدينا وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين، اللهم وارحم شهداءنا الأبرار واشفِ يا رب جرحانا وفرّج عن أسرانا والمفقودين يا أرحم الراحمين، اللهم واغفر لنا ولوالدينا ومن لهم حق علينا واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم واغفر لهم ووالديهم من أوقفوا هذه الأرضية وأسسوا هذه البنية ومن يعملون على إحيائها يا أرحم الراحمين،{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين 
بديـوان عــام الــهيئة.
--------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر