ولذلك خمود الروح الجهادية، وفقدانها في أوساط الأمة، هو يشكِّل خطراً حقيقياً على الأمة، وهذا من الدروس المهمة التي نستفيدها من سيرة رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، ومما قدَّمه القرآن الكريم عن جهاده، وعن دوافع جهاده، وعن نتائج جهاده؛ لندرك الخطر الكبير على الأمة إذا فقدت الروحية الجهادية، وما يحدثه ذلك من فجوة كبيرة في مسيرة الاقتداء برسول الله، وفي مسيرة الانتماء الإسلامي والإيماني، وما يترتب عليه من نتائج خطيرة على كل المستويات.
مخاطر من جوانب متعددة:
- أولاً: من حيث الإخلال والتفريط بمسؤوليات عظيمة ومقدَّسة، عواقب الإخلال بها واضحةٌ في وعيد الله تعالى، وتأثير الإخلال بها على الالتزام الإيماني والأخلاقي والديني واضح.
هذه الأمة انتماؤها للإسلام- وهذا حال كل المسلمين- لا يقتصر في الرسالة الإلهية على مدى أداء بعض الواجبات، وبعض الشعائر الدينية، فيه التزام، وفيه مسؤولية ورسالة، لا يكفي- بالنسبة للمسلمين- لا يكفي أن يمارسوا بعض الشعائر الدينية، وأن يؤدوا بعض المسؤوليات، أو الالتزامات الأخلاقية، في نطاق محدود، ليس هذا محتوى الرسالة الإلهية بكلها؛ إنما هو جزءٌ منها، ولكن هناك مسؤوليات مقدَّسة، مهمة، منها: مسؤولية الدعوة إلى الخير، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وإقامة القسط في الأرض، هذه مسؤوليات كبرى، ومسؤوليات مهمة، ومن ضمن الالتزامات الإيمانية والدينية، التي هي محسوبةٌ في حساب الجزاء، وفي حساب الثواب والعقاب، وفي حساب الجنة والنار، ليست أموراً هامشية، يمكن أن يتركها المسلمون، وأن يشطبوها من لائحة اهتماماتهم والتزاماتهم العملية، ثم تكون المسألة عادية، ويكتفي الله منهم ببعض الشعائر الدينية، التي يؤدونها على نحوٍ فيه الكثير من الخلل، ومفصولةً عن بقية الجوانب، أو في التزامات أخلاقية محدودة، هذه المسؤوليات الكبرى التي على المسلمين، معنى الإخلال بها: أن يدخلوا في إطار الوعيد الإلهي.
ترك الجهاد في سبيل الله تعالى، في ظل مراحل خطيرة، الأمة فيها مستهدفة، وفي ظل هجمة حقيقية كاملة من أعدائها، تستهدف الأمة في كل مجال، وفي ظل أن يعم الجور والكفر والشر والطغيان أرجاء المعمورة، وكأنه ليس هناك أي جهة معنية بأن تتصدى له، ولا أن تتبنى رسالة الله في أخلاقها وقيمها، وعدلها وخيرها، هذه حالة خطيرة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 2 ربيع الأول 1446هـ 5 سبتمبر 2024م