عبدالفتاح حيدرة
خصص السيد القائد العشر الأوائل من شهر ذي الحجة لعدد من المحاضرات القيمة تحت عنوان (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) ، يقدم فيه دروسا من حكم أمير المؤمنين الامام علي (عليه السلام)، مؤكدا إنه في هذا الشهر تأتي فريضة الحج ، وهذه الفريضة العظيمة يستغلها النظام السعودي ويتعامل معها تعامل مالي ، ويقوم النظام السعودي بابتزاز واستغلال الحجاج ويكسب من هذه الفريضه كسبا محرما ، واصبحت مسألة الحج مسألة معقدة وأصبح الاستغلال المالي لهذه الفريضة، بالإضافة إلى المعاملة السيئة والقيود التي تفرض في الحرمين من خلال النظرة الوهابية الضيقه والنظرة السياسية الذي يجعل منه سقفا ويهبط بكل أمور الحج، وعكس المسألة التي يستفيد منها الحجاج، والنظام السعودي لا يمتلك الحق في ذلك، ويمارس في هذا الموسم حملة من الاعتقالات، في الموطن الذي أراد الله له أن يكون آمنا، وينتهكون كل الحرمات، والكثير مما يرتكبه النظام السعودي يمارس تحت نظرية الصد عن بيت الله والمسجد الحرام..
ليس للنظام السعودي اي شرعية في وضع قيود على الحج، والإجراءات التي تشكل عائقا للذهاب للحج والعمرة تدخل في حيز الصد عن المسجد الحرام، والقيود المالية والمخاطر الأمنية التي يفرضها النظام السعودي على الحجاج سبب في تشتت المسلمين وتفرقهم لملمة المسلمين، وهناك مناسبة أخرى في شهر ذي الحجة هي مناسبة عيد الأضحى، وكذلك فيه ذكرى حجة الوداع، وكذلك ذكرى يوم الولاية، وفي الثلث الأول من الشهر هناك الليال العشر وهناك رويات كثيره عن فضلها وفضل الأعمال فيها والدعاء والتقرب لله، والشهر بكله الأعمال فيه عظيمه والارتقاء الايماني والوعي وفي الواقع النفسي، ومثل هذه المواسم هي من أبواب رحمة الله لعبادة، والايام المعلومات والمعدودات هي من ضمن هذه الشهر، والإكثار في ذكر الله سبحانه من أعظم القرب لله ..
شهر ذي الحجه فيه مواسم مباركة، و يفترض بالانسان ان يكون له فوارق في حياته، وهذه المواسم هي أبواب لصنع هذه الفوارق، ومن الغبن ان تفوت على الانسان هذه الفرص، وفي هذه الأجواء سنقدم دروسا من حكم أمير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) وفي هذه الايام المباركة، وفي مقدمة المواضيع هو موضوع المسئولية العامة وإدارة شئون العامة، وله اهمية كبيرة في حياة الناس ومعيشتهم واستقرارهم وإدارة شئونهم ، وإذا اديرت شئون الناس بشكل خاطئ سوف يكون هناك تأثير سلبي على حياتهم، ومشكلة النخب هو التأثر بالرؤية الغربية، ويراها الرؤية المثلى، والبعض لديهم تمسك بمفاهيم خاطئة دجنت الاسلام بشكل خاطئ اوصلوا الأمة للحضيض، ولذلك يجب أن نستوعب الرؤية القرآنية، والرؤية الغربية لا تناسب ولا تنسجم مع أمتنا لإنها لا تناسب هويتنا الايمانية والانتماء الاسلامي ، لا تنسجم مع التعليمات الإلهية، فالرؤية الغربية تنسف الأخلاق وصلت لقوننة الشذوذ والهمجية والطغيان آخرها دعم العدو الصهيوني للقتل في فلسطين..
إن الرؤية الغربية نراها بما فيها من طغيان وفساد واجرام وظلم وتوحش، لذلك ليست رؤية صالحة ولا تنسجم مع الاسلام، وفي اطار ومسألة إدارة شئون الناس هناك أسس مهمه لإدارة شئون العامة في مقدمتها الايمان بالله وبرسله وكتبه، الله استخلفنا في هذه الأرض ودورنا فيها محدد ومعلوم، والاستخلاف فيه نعمة عظيمة على الانسان، والمسئولية عظيمة لدور الانسان في هذا الاستخلاف ، فالإنسان ووجودة ليس عبثيا، بينما الرؤية الغربية تجعله عبثيا، ولذلك يجب علينا الالتزام بهدي الله، واعراضنا عن هدى الله يتحتم عليه الشقاء ، والرسالة الإلهية ترافقت مع الوجود البشري، ومن مسئوليتنا المهمة إقامة القسط، وهو من المسئوليات التي تحقق للناس الاستقرار البشري..