في تطورات هذا الأسبوع، في العدوان الإسرائيلي الهمجي، الوحشي، الإجرامي، على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، تتفاقم المأساة الإنسانية للشعب الفلسطيني في كل يوم:
- مع استمرار العدو الإسرائيلي في التجويع الشديد، وللشهر الخامس على التوالي، حيث استأنف الحصار الشديد، والمنع لدخول المساعدات إلى قطاع غزَّة.
- وبشراكةٍ أمريكية، وتوفير غطاءٍ كامل لهذا المستوى من التجويع.
- وبتواطؤٍ أيضاً من بعض الأنظمة العربية والأوروبية.
- وبتخاذلٍ عربيٍ وإسلاميٍ واسع، مخزٍ وغير مسبوق.
كل هذه العوامل هي ساعدَّت في صنع هذه المأساة، والتجويع الرهيب الذي لا مثيل له، والذي هو جريمةٌ رهيبةٌ جدًّا على مرأى ومسمع من العالم.
ومع كل ساعةٍ تَمُرُّ، هناك قصصٌ مأساويةٌ جديدة، تُعَبِّر عن حجم المعاناة والمأساة والمظلومية، ومع كل ساعةٍ يزداد عدد الشهداء من التجويع، وأيضاً آخرون على وشك الشهادة من التجويع كذلك، وفي المقدِّمة: الأطفال الرُّضَّع، والأطفال في مختلف سنوات عمرهم، الذين منع العدو عنهم الغذاء، ومنع عن الأطفال الرُّضَّع حليب الأطفال، وكذلك النساء الحوامل، والوالدات، والمُسِنُّون، والمرضى، والمأساة عامَّة لمليوني إنسان فلسطيني، والمظلومية رهيبةٌ جدًّا.
المساعدات التي منع العدو الإسرائيلي دخولها إلى قطاع غزَّة مكدَّسةٌ عند بوابات المعابر (معابر قطاع غزَّة)، وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزَّة؛ فإنَّ أكثر من (اثنين وعشرين ألف) شاحنة مساعدات إنسانية متوقِّفة حالياً عند بوابات معابر القطاع، غالبيتها تابعة لمنظمات أممية ودولية، وجهات متعدِّدة، فالغذاء موجود، وعند بوابات معابر قطاع غزَّة، ولكنَّ العدو الإسرائيلي يمنع دخوله، ويجوِّع الشعب الفلسطيني، ويتركه يتضوَّر جوعاً، كأسلوبٍ من أساليب الإبادة والتعذيب، في إجرامٍ وحشيٍ ورهيبٍ جدًّا.
الوضع في حجم المأساة، وحجم الجريمة، وصَّفه الرئيس الأمريكي المجرم، الطاغية، الداعم للإجرام الصهيوني الإسرائيلي، (ترامب)، بقوله: [ما يحصل في غزَّة مفجعٌ، ومؤسفٌ، وعارٌ، وكارثيٍ]، وفعلاً تنطبق هذه المواصفات على الجريمة الإسرائيلية الرهيبة، في تجويع مليوني إنسان في قطاع غزَّة.
وفي كل تفاصيل المأساة، فيما يحدث من قصص لكل طفل، لكل امرأة، لكل كبيرٍ وصغيرٍ من أبناء الشعب الفلسطيني في غزَّة، قصة مأساة، وقصة معاناة، والمظلومية رهيبة جدًّا، التفاصيل التي تنشرها وسائل الإعلام لهذه الجريمة، فيما يعانيه: أطفال، معيلو أسر، أُمَّهات، نساء، كبار، صغار، جرحى، معاقون، هي تفاصيل مؤسفة جدًّا، محزنة للغاية، كارثية، مخزية للعالم، وفي المقدِّمة: مخزية للعرب بين المسلمين، والمسلمين قبل غيرهم، المسلمين بشكلٍ عام من عرب وغير عرب، فالحالة تنطبق عليها هذا التوصيف من الرئيس الأمريكي الذي هو اعتراف صريح وواضح بهول الجريمة، التي تشترك فيها أمريكا بشكلٍ تام، ودورها رئيسيٌ فيها بشكلٍ واضح، مفجع فعلاً، فاجعة، وكارثة، وعار للمجتمع الإنساني والبشري، وكارثة بكل ما تعنيه الكلمة.
ومع التجويع، جريمة التعطيش، وهي جريمة رهيبة وفظيعة، والمعاناة كبيرة جدًّا في قطاع غزَّة حتى في الحصول على شربة الماء، وبحسب مكتب الأمم المتَّحدة للشؤون الإنسانية؛ فإنَّ 96% من الأسر في غزَّة تواجه انعدام الأمن المائي، (96%) يعني: معظم الأسر، معظم أهالي قطاع غزَّة يعانون معاناة كبيرة، وهناك مخاطر يواجهونها لكي يحصلوا على شربة الماء، هذا هو حجم الإجرام الإسرائيلي.
يستمرُّ العدو الإسرائيلي أيضاً في الاستهداف للصيادين، حينما يخرج البعض بهدف الحصول على الطعام، على الغذاء، عن طريق الصيد في البحر، يستهدفهم على الفور، البعض يقتلهم، والبعض يختطفهم.
ومع ذلك يستمرُّ أيضاً في القتل بالقنابل الأمريكية، والقذائف الأمريكية، بالقصف، والغارات الجَوِّيَّة، والقنص، يستهدف بذلك الجميع، من: الأطفال، والنساء، والنازحين، وأيضاً- وبشكلٍ أساسي- الساعين للحصول على الغذاء من خلال المساعدات، التي تحكَّم بها الأمريكي والإسرائيلي في مصائد الموت، ووجبات القتل، التي يقدِّمونها للشعب الفلسطيني، ونسبة الشهداء والجرحى في مصائد الموت، هي نسبة عالية، وهي من أبشع الجرائم التي يرتكبها الإسرائيلي والأمريكي معاً.
وبشهادة ضابطٍ أمريكي عن مصائد الموت تلك، قال عنها: [مواقع توزيع المساعدات صُمِّمت لتكون مصائد موت، هناك أمريكيون يحملون السِّلاح، ويشاركون بما يجري في قطاع غزَّة]، فهو يعترف- وهو أمريكي ضابط عمل في تلك المصائد- بأنَّها صُمِّمَت من الأساس بهدف
أن تكون مصائد للقتل، للإبادة للشعب الفلسطيني، تهندس الجوع من جهة، ومع المجاعة الشديدة للشعب الفلسطيني، يضطر البعض من أهالي قطاع غزَّة للذهاب إليها؛ للحصول على الغذاء، تحت ضغط التجويع الشديد، وحينها يبدأون باستهدافهم بكل وحشيةٍ وإجرام، ذلك الضابط الأمريكي شَهِد على أنه رأى الجنود الإسرائيليين يطلقون النار على المدنيِّين الفلسطينيين حتى بقذائف الدبابات، وقذائف الهاون، وقذائف المدفعية، ضد مدنيِّين عُزَّل يتضوَّرون جوعاً، وشَهِد على أنه شاهد بعينيه جرائم حرب بكل ما تعنيه الكلمة.
وفعلاً، هناك الكثير من المشاهد التي تُنشر في وسائل الإعلام، ويظهر فيها كل هذه الأنواع والأشكال من الاستهداف، وأيضاً أحياناً بالغارات الجَوِّيَّة، وأحياناً بالطائرات المسيَّرة، الاستهداف على المستوى الجماعي أثناء تجمعاتهم، وأيضاً في حالة الانتظار، حتى ولو كانوا مفرَّقين، وحتى بالاستهداف الفردي، لشخص ذاهب هناك، يستهدفونه أحياناً وهو في طريقه إلى إيصال كيس الطحين إلى أسرته؛ فيستهدفونه أحياناً بطائرة مسيَّرة، أحياناً بقذيفة دبابة، أحياناً بالقناصة... بكل أشكال الاستهداف والإجرام.
و [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
الخميس: 13 صفر 1447هـ 7 اغسطس 2025م