الحرب الشيطانية على الإنسان هي حرب تضليلٍ وإغواء، {لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}[الحجر: من الآية39]، الإغواء (التضليل) هو يأتي إلى الجانب النفسي والفكري لدى الإنسان، إلى مشاعرك؛ ليدنس هذه المشاعر، لينمِّي في وجدانك الأشياء السلبية، وليطفئ في شعورك ووجدانك كل تلك القيم الفطرية التي وهبك الله إيَّاها، أو يحاول أن يغطي عليها ويدفنها، أن يدفنها في عمقك، فتبقى هناك دفينةً لما تراكم عليها من المؤثرات السلبية والرين الخطير.
ثم على الإضلال على مستوى الفكرة ، على مستوى التصور، على مستوى المفاهيم، فيصبح عندك مفاهيم خاطئة، أفكار خاطئة، تصورات ليست صحيحة، لا فيما تقيِّم به الأشياء، ولا فيما تحكم به على الأشياء، ولا في نتائجها التي تتوقعها أنت، وتسعى للوصول إليها أنت، ولذلك الشيطان فيما هو يعمل هذا العمل: في استهدافه للإنسان، وفي حربه على الإنسان، كل أوليائه يعملون هذا العمل.
الطاغوت الذي هو الذراع الشيطانية في الواقع البشري، هو يشتغل على هذا النحو، ولهذا يقول الله "سبحانه وتعالى": {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ}[البقرة: من الآية257]، {يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ}، حتى فيما قد منحهم الله على مستوى الفطرة، أو وصل إليهم من صوت الحق والهدى، فهم يخرجونهم عنه إلى مربع الظلمات، حيث لا يدركون الحقائق، وحيث يكونون فريسةً سهلةً للإغواء والتضليل، وللاستغلال لهم، والتيه بهم.
فالإنسان في واقع هذه الحياة هو يواجه أيضاً، يعني: مع حاجتنا على مستوى السمو والكمال، وعلى مستوى النجاح في هذه الحياة، وأن نستثمر هذه الحياة بشكلٍ صحيح، فيما يصل بنا إلى رضوان الله "سبحانه وتعالى"، وإلى خير الدنيا والآخرة، نحتاج أيضاً على مستوى ما نواجهه من التحديات، إن لم نمتلك النور الذي يقدمه الله لنا، إن لم نستضئ به، إن لم يكن هو ضياؤنا في هذه الحياة، فالبديل المؤثر علينا:
على أفكارنا.
على تصوراتنا.
على منطلقاتنا.
على اهتماماتنا.
على أولوياتنا.
هو الضلام، هو الظلمات، هو الظلمات الخطيرة جداً، التي يعمى بها الإنسان، والتي لها أيضاً الأثر السلبي على نفسيته، مقابل (فَأَحْيَيْنَاهُ):
يموت فيك ضميرك.
يموت فيك كل الشعور بتلك القيم العظيمة:
كل الإحساس بالكرامة.
كل الإحساس والشعور بالعزة، والإباء والغيرة.
كل ما يمكن أن يساهم في تفاعلك بشكلٍ إيجابي مع هدى الله "سبحانه وتعالى".
هي كل ذلك تأثيرات سيئة جداً في نفسك، والأعداء هم يشتغلون، هم يعملون على أن يعمموا حالة الظلمات إلى كل قطرٍ وبلد، إلى كل منزلٍ ومدرسة، إلى كل شخصٍ وفرد، هم يحرصون على ذلك، هم يحاولون، الشيطان والطاغوت وأولياء الشيطان شغلهم الرئيسي الذي يعملون عليه: هو التضليل والإغواء عل كل المستويات، وفي كل المجالات، وبكل الأساليب، فلا بدَّ أن يسعى الإنسان لأن يتحصَّن، أن يتحصن: أن يمتلك من هداية الله "سبحانه وتعالى" ومن نوره ما يحصنه، ما يحافظ عليه، ما يصونه:
يصونه في نفسه، في روحيته.
ويصونه في فكره، في فهمه، في تصوراته، في نظرته، في رؤيته.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة افتتاح المراكز الصيفية 1442هـ