مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الإمام زيدٌ -عليه السلام- هو امتداد لخط الهداية، وهو تحرك باقترانه بالقرآن الكريم، وهو حليف القرآن، الذي كان على علاقة وثيقة بالقرآن الكريم، متخذاً موقفه وقراره بما يمليه هذا القرآن الكريم، بما تقدِّمه وتفرضه تلك المبادئ والأخلاق والقيم التي ننتمي إليها في هذا الإسلام العظيم، وهو درسٌ مهمٌ جدًّا لنا في كل زمن، تتفاوت وتختلف توجهات الناس ومواقفهم تجاه كل الأحداث التاريخية الكبيرة بحسب فهمهم، وعيهم، دوافعهم، قيمهم، بطبيعة انتماءاتهم، تختلف المواقف والقرارات، البعض قد يتخذ قراره من منطلقات أخرى وبحسابات أخرى، ليست قائمةً على أساس انتمائه لهذا الإسلام، لتلك المبادئ، لتلك القيم، ليس معيار موقفه هو القرآن الكريم، وتوجيهات الله -سبحانه وتعالى- في هذا الكتاب.

 

الإمام زيدٌ -عليه السلام- بمقتضى انتمائه لهذا الدين العظيم بشكلٍ صحيحٍ وسليم– وهو يمثِّل خط الهداية وطريق الهداية- اتخذ الموقف الصحيح، قام بنهضته العظيمة والمهمة التي أبقت لهذا الحق امتداداً مستمراً، وأبقت لهذا الحق صوتاً عالياً، قام بنهضته وجهاده إلى أن استشهد.

 

الإمام زيدٌ -عليه السلام- عندما كان ينصحه البعض بالسكوت، وهم ينطلقون من تلك الحسابات الضيقة والشخصية، ومن تلك المعايير البعيدة عن القرآن الكريم، كان يقول لهم: (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت)، يقول لهم: لا يسعني أن أسكت وقد خولف كتاب الله، وكان العنوان البارز جدًّا في نهضته تلك هو كما قال -عليه السلام- في عبارته الشهيرة: (عباد الله: أعينونا على من استعبد أمتنا، وأَخْرَب أمانتنا، وعَطَّل كتابنا)؛ لأن هذا النوع الذي يتحكم بالأمة، ثم تكون هذه سياسته وثمرة سيطرته على الأمة: أن يستعبد الأمة، وأن يُخرب الأمانة، وأن يتلعب بالمسؤولية، وأن يُعطل كتاب الله -سبحانه وتعالى-، فلا يبقى له الفاعلية، ولا يبقى له الدور العملي في واقع الأمة، يشكِّل تهديداً رهيباً على الأمة، وخطراً كبيراً على الأمة في واقعها الداخلي، وكما قلنا: أنَّ جزءاً كبيراً من معاناة الأمة يعود إلى وضعها الداخلي، مشاكل كبيرة، وأزمات كبيرة، وأحداث كبيرة تعاني منها الأمة في واقعها الداخلي.

 

حالة الانحراف والتحريف في واقع الأمة هذه هي نتيجتها: الاستعباد للأمة، في مقابل أنَّ هذا الإسلام هو دينٌ عظيم يحرر الأمة، يربيها على العزة والكرامة، ويحقق لها في واقع حياتها الكرامة، والحرية في مفهومها الصحيح، فلا تكون مستعبدةً لأحد، ولا يكون الناس عبيداً إلَّا لله -سبحانه وتعالى-، لربهم وإلههم وخالقهم، أن تتحرر الأمة من العبودية للطواغيت بكل أشكالهم، ممن هم محسوبون على هذه الأمة، أو من خارج هذه الأمة، هنا يتحقق للأمة الاستقلال والكرامة والحرية الحقيقية، ويعيش الإنسان بكرامته الإنسانية، وهذه مسألة هامة جدًّا.

 

الأمة إذا كانت متطلعة إلى أن تكون في واقع حياتها في حريةٍ وكرامةٍ واستقلال، أليست هذه من العناوين المهمة والجذَّابة والفطرية التي يرغب فيها الناس، تنادي بها الأمم والشعوب؟ كيف يمكن لنا أن نعيش حياة الحرية والاستقلال والكرامة إذا قبلنا بأن يتحكم بنا ويسيطر علينا مثل ذلك النوع: الذين يصلون في مستوى انحرافهم وتحريفهم إلى أن يكونوا على النقيض مما عليه هذه الأمة في مبادئها وقيمها، وأن يرتبطوا بأعدائها، إلى درجة أن يكونوا في غاية الإخلاص لأعدائها، يحترمون أعداءها أكثر مما يحترمون مقدسات هذه الأمة؟!

 

ولذلك نحن نقول: إنَّ حاضر الأمة هو امتدادٌ لماضيها في الاتجاهين: هناك امتداد لحركة النفاق في الأمة، الذي كان مثالها ونموذجها التاريخي السلبي في ذروته بنو أميَّة. وهناك امتداد لخط الهداية في هذه الأمة، وطريق الحق لهذه الأمة، الذي هو طريق الحرية والكرامة والاستقلال، والخلاص من التبعية للأعداء، الذي هو طريق الإخلاص للمبادئ والقيم الإلهية، لهذا الدين العظيم، لمقدساته، لرموزه، لمنهجه وكتابه، والفرق بين الاتجاهيين واضح، والصراع مستمر.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر