مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

      الحمد لله الذي لم يُشهِد أحدا حين فطر السماوات والأرض، ولا اتخذ معينا حين برأ النسمات، لم يُشارَك في الإلهية، ولم يُظاهَر في الوحدانية، كلَّت الألسن عن غاية صفته، وانحسرت العقول عن كنه معرفته، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.

وبعد؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)   (المائدة:51)

 إن الدول المعادية للإسلام تحاول بسعي حثيث الإيحاء للمرأة لا سيما المؤمنة باضطهاد الشريعة الإسلامية لها وسلب حقوقها، ومنعها من ممارسة نشاطاتها والاختلاط بفئات المجتمع المختلفة غثها وسمينها، وذلك بإقامة منظمات ومؤسسات تدعو إلى حرية المرأة والانتصار لمظلوميتها المزعومة، وفي خضم كل ذلك الاهتمام المزيف والرعاية الكاذبة والحريات المصطنعة نجد المرأة تزداد تخبطا كلما استجابت لتلك الأبواق الناعقة، ونجد أرقام وإحصائيات ونسب الطلاق والعنوسة والتفكك الأسري والانفصال العاطفي في ازدياد بنسب متفاوتة بين دولة وأخرى مما يؤكد أن هذه المشاريع الاستثمارية أثبتت فشلا ذريعا، والملاحظ تفاقمها وارتفاعها في الدول الموالية لدول الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل ومن والاهم؛ ففي السعودية 8 حالات طلاق كل ساعة وفي مصر 20 حالة طلاق كل ساعة وفي العراق 60 ألف حالة سنويا وفي الجزائر حالة كل عشر دقائق؛ وتضرب السعودية والإمارات أعدادا كبيرة في معدلات العنوسة؛ ففي السعودية تصل النسبة في 2014م 45% في حين تتفاقم في الإمارات لتصل 75%؛ فما المؤشر الطبيعي لهذه الأرقام وما الأسباب المؤدية إليه؟!!!

 "الواقع وعمل اليهود وأولياء اليهود يحوّلونا إلى أن نكون يهودا ونصارى من حيث لا نشعر، بالتولي لهم أو لمن هو متولي لهم" (الموالاة والمعاداة: 10)

      لقد أدرك العدو أهمية المرأة فقام باستهدافها فكريا وثقافيا وعقائديا وعسكريا وذهنيا وعاطفيا حين علم دورها الأساسي في بناء الأسرة المؤمنة التي تتكون منها أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وهذه نتيجة عكسية تماما لما رسمه العدو وما خططته أنامل اليهود الماكرة من انحطاط أخلاقي وتفسخ أسري واجتماعي وحرف للمرأة عن جادة الصواب وانحراف عن المنهج القويم السليم، وإشغالها بقدوات فارغة وعناصر جوفاء تشغف بهن، وإشعال عاطفتها في غير حلال لتصير دمية تتقاذفها الأهواء وتتنازعها قيادات هوليوود إلا أن المرأة وأخص اليمنية استطاعت أن تضرب بكل تلك البروتوكولات الصهيونية والمخططات الأمريكية في وجوه تجار النخاسة لتقول لهم أخطأتم الطريقة فأنا زينب وسكينة بنت علي، أنا الزهراء أنا خديجة الكبرى، ونحن نستثني بقوة وجدية صارمة كل تلك النسوة اللاتي بعن الوطن بثمن بخس، واشترين الشهرة المزيفة واستبدلن الكرامة والعزة والصمود سلاسلا وأغلالا وسعيرا.

      وورقة البحث هذه فكرة كتاب يجمع حديث الشهيد القائد عن المرأة وجميع الموضوعات التي تناولها في جميع محاضراته، من مسئولية المرأة في المجتمع وحقوقها والدور الأمريكي والإسرائيلي في إفسادها، وحال المرأة في عصرنا الحالي، وانشغال المرأة بمظاهر الحياة، والنماذج الحقيقية للمرأة المؤمنة كالسيدة الزهراء –عليها السلام- قدوة النساء المؤمنات، والطريق الحقيقي لسعادتها ووضعها في إطار تحليها بمبادئ وسلوكيات المسيرة القرآنية.

حقيقة حرية المرأة وحدودها

      عمل العدو جاهدا على الإيحاء للمرأة في البلدان العربية والإسلامية أنها كائن مضطهد، وعمل بكل الوسائل والإمكانات المتاحة للوصول لمبتغاه بعد ترشيح من ينوب عنهم في المدارس والجامعات والمراكز والمؤسسات بل البيوت وصولا إلى أهداف دنيئة تحت مغالطات فكرية ومسميات مستعارة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب؛ ويرى الشهيد القائد –سلام الله عليه-: "أنه غلطة كبيرة عندما يسمونها حقوقا! أليسوا يسمون المسئوليات هذه حقوقا؟ ً يلقنها الغربيون، اليهود بأنها يجب أن تناضل من أجل أن تصل إلى حقوقها، يعني أن تملك وزارة، المسئولية، الوظيفة العامة يعتبرونها حقا! وهذه هي غلطة كبيرة؛ لأن القضية الأساسية أنه لا يقال لهذه حقوقا، هذه مسئوليات، والمسئوليات يراعى بالنهوض بها من لديهم أهلية للقيام بها، والموضوع بشكل عام هي عبارة عن مهمة ومسئولية واحدة منوطة بالرجل والمرأة، بالإنسان بشكل عام، بني آدم بشكل عام لهم مسئولية واحدة وتتعدد وتختلف أدوارهم في أداء المسئولية الواحدة، ليسوا عبارة عن عالمين، عالم رجال، وعالم نساء! بل عالم الإنسان، والقرآن الكريم يركز على هذا، أنهم عبارة عن عالم واحد، عبارة عن بناء واحد، عبارة عن أمة واحدة لا يمكن للمرأة أن تعتبر نفسها عالما لوحدها، والرجل يعتبر نفسه عالما لوحده، ولا يمكن أن يحصل الرجل على خير إلا وينال المرأة، ولا يُظلم الرجل إلا وتظلم المرأة، والعكس. أليس النساء يصحن أنهن مضيعات تريد تناضل من أجل حقوقها؟ أليس الرجال مظلومون هم؟

إذا فالتي تعتبر أن الظلم نالها إنما هو في إطار الظلم العام للرجال والنساء، وليست القضية أما الرجال فهم مرتاحون، بل هم مظلومون، حتى الكبار الآن، حتى الدول الآن قد هي مظلومة، قد هم يصيحون هم، إذا المسألة أن تعرف الأشياء، أنه لا يوجد ما يسمى حقوقا، في الواقع هي مسئولية من البداية، مسئوليات كلها تأتي الحقوق تتحقق تلقائيا من خلال أن ينهض الناس، كل الناس بمسئولياتهم، الرجل والمرأة وبأدوارهم للرجل دور وللمرأة دور، وداخل الرجال أدوار متعددة، وداخل النساء أدوار متعددة". (الدرس الثاني عشر)

      إن المرحلة تستدعي ذهنية مستغرقة كما كانت ذهنية النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- لا مجال عنده لإضاعة الوقت والجهد في مشكلات ومماحكات حتى إن كانت أسرية؛ إنه يفكر في العالم بكله، كيف يشغّل هذا الدين، ومشكلات الأمة، وله تسع نساء للبعض منهن طلبات... لذا أمره الله أن يخبر نساءه أنه من ترد الحياة الدنيا وزينتها تذهب في حال سبيلها ومن ترد الله ورسوله والدار الآخرة فقد أعد لها الله أجرا عظيما؛ وقد يجد القارئ غلظة في حديث الشهيد القائد عن موقف النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- مع نسائه لكن وصفه للواقع آنذاك وخطورة المرحلة يستلزم ذلك فلا وقت للخوض في سفاسف الغيرة وتمتمات الشك والارتياب فهناك أمة بأسرها تنتظر المصطفى ليخرجها من الظلمات إلى النور.

وفي هذا الموضوع رسالة إلى المرأة في استثمار الوقت في النافع من الحديث والمجدي من الحوار، فلا بد أن تضع أمامها نموذجا ساميا كالسيدة خديجة –عليها السلام- التي وقفت مع زوجها خاتم المرسلين ماديا ومعنويا لتواسي وتؤازر وتشد، وليس من الإنصاف أن تزيده رقما آخر من الهموم والمعاناة، والمرأة في الوقت نفسه في حاجة لتلك الشراكة المبنية على بناء أمة وتفتقر لأن يقف معها معينا لتصمد أمام التحديات وتصلح ما أفسدته أيادي المكر وأساليب الأعداء.

الدور الأمريكي والإسرائيلي في إفساد المرأة

هناك مؤامرة واضحة ضد المرأة لذا عمل اليهود وأذنابهم على إفسادها بمختلف الطرق والأساليب موهمين إياها أنهم جاءوا لتحريرها وإخراجها من ثوب الكبت للانطلاق إلى عالم أكثر انفتاحا وأوسع مادة وأرقى حضورا فما كان منها حين انسلخت عن جلدها الحقيقي إلا أن عاشت العبودية في أوجها والاستعباد في أطول فصوله؛ وقد تحدث الشهيد القائد عن الدور الأمريكي والإسرائيلي في إفساد المرآة وانشغالها في مظاهر الحياة وحالها في عصرنا الحالي في عدد من محاضراته منها لا عذر للجميع أمام الله، والموالاة والمعاداة ومديح القرآن ودروس شهر رمضان.

الشاعر البردوني –رحمه الله-  في نصه (الغزو من الداخل) يشير إلى الحرب الناعمة في أبياته اللاذعة التي يرسم فيها صورة الغزو اليوم:

فظيع جهـل مـا يجـري

                      وأفظـع منـه أن تـدري         

وهل تدريـن يـا صنعـاء

                     مـن المستعمـر السـري

غــزاة لا أشـاهـدهـم

                     وسيف الغزو في صـدري

فقـد يأتـون تبغـا فــي

                         سجائـر لونهـا يـغـري

وفـي صدقـات وحـشـي

                      يؤنس وجهـه الصخـري       

وفي أهـداب أنثـى فـي

                        مناديـل الهـوى القهـري

وفـي ســروال أسـتـاذ

                         وتحـت عمامـة المقـري    

وفي أقراص منـع الحم

                          ـل فـي أنبـوبـة الحـبـر

وفـي حـريـة الغثـيـا

                           ن فـي عبثـيـة العـمـر               

وفي عَود احتـلال الأمـ

                        س فـي تشكيـلـة العـصـري

وفـي قنينـة الويسـكـي

                          وفـي قـارورة العـطـر     

ويستخفـون فـي جلـدي

                         وينسلـون مـن شعـري

وفـوق وجوههـم وجهـي

                        وتحـت خيولهـم ظهـري     

غـزاة اليـوم كالطاعـو

                         ن يخفـى وهـو يستشـري

يقول السيد الشهيد القائد: "الله سبحانه وتعالى الذي نزل القرآن يعلم ما سيأتي في المستقبل على أيدي كثير من أعدائه، وبالذات اليهود ماذا سيعملون وكيف سيقدمون القضايا.

هو ذكر عن اليهود في [سورة البقرة] توجههم للتفريق، لديهم سياسة التفريق، كان يهمهم من العلوم الهامة في عصر سليمان هو: أن يتعلموا ما يفرقون به بين المرء وزوجه! ذكر عنهم أيضا: أنهم يفرقون بين الله ورسله وأنهم يفرقون بين رسله. عندهم سياسة التفريق هذه قائمة إلى الآن وبرزت بشكل كبير في هذا العصر بما فيها هذه: التركيز لديهم على التفريق فيما بين الرجل والمرأة باعتبار هذا جنس وعالم لوحده، وهذا جنس وعالم لوحده؛ ليثيروا هذا العالم على هذا العالم الآخر وليحسسوا هذا العالم، عالم المرأة ـ كما يحاولون ـ أنه مستضعف ومضطهد وحقوقه يضيعها عالم الرجل. التفريق هذه سياسة لديهم يفرقون بين الإنسان وبين الله بلغت المسألة حتى مع عملائهم وأصدقائهم من الحكام أن يعملوا على التفريق بينهم وبين شعوبهم، أليست سياسة قائمة إلى الآن؟ (..........) إذن فالدور الرئيسي للإنسان بشقيه أو بجزئيه فعلا المترابطين: الرجل والمرأة هي ماذا؟ مسئولية بكل ما تعنيه الكلمة أوسع حتى من مسألة النظام الإداري أو المؤسسات الإدارية لأي دولة من الدول، الحياة بكلها مسئولية، المهام بكلها تسمى: مسئوليات."  (الدرس السابع عشر)

مسئولية المرأة في المجتمع

كانت المرأة ولا تزال مرتكزا أساسا في المجتمع منذ أن خلق الله حواء لتكتمل بها مقومات الحياة وبناء الأسرة، وحين جاءت الرسائل السماوية أعطت للمرأة حقا مساويا للرجل بالنظر إليها إنسانا متكاملا فكرا وعملا، وزادت تلك الأحقية ببزوغ شمس الإسلام وظهور رسالة التوحيد على نحو نهائي فنحن نجزم أن الرسالات السماوية جميعها لم تأتِ بغير دين التوحيد.

هل تلك النساء الأربع التي حازت لقب سيدات نساء العالمين شعرن يوما ما بهذا الإحساس الذي تحاول المنظمات الإسرائيلية والمؤسسات العميلة بث دواعي قلقه في أذهاننا لزعزعة الأسرة المسلمة المستقرة، وإشعارنا أن ثمة أمر ما متعلق بأدبيات الدين وأخلاقيات الإنسانية يمنعنا من ممارسة حياتنا الطبيعية للوصول إلى فصل الدولة عن الدين فيما الحقيقة أن المرأة الملتزمة بفكر الثقافة القرآنية لا تشكو أي نوع من أمراض العصر اليوم، وهي تعيش حالة من الهدوء والسكينة والطمأنينة التي تفتقر إليها نساء المجتمع المتحرر -بحسب قولهم- وهو ما أكد عليه فكر الشهيد القائد السيد حسين الحوثي في دعوته المرأة إلى القرآن الكريم، والاقتداء بمن يمثلن أنموذجا سليما في الحياة أمثال السيدة فاطمة الزهراء -سلام الله عليها- فأبعدوا عنا تلك الأبواق الناعقة فو الله لو علمتم كم نحن حرائر للبثتم في غيظكم حانقون!!!

يقول الشهيد القائد: "أنتم تريدون أن ترحمونا، وأن ترحموا تلك النساء، وأن تفكوا عن تلك النساء ذلك الذي تسمونه امتهانا، اعملوا على توفير المشاريع، وفروا لها الكهرباء، وفروا لها مشاريع المياه، وفروا لها المراكز التي ترعى الأمومة والطفولة، وفروا لها كل شيء" (لتحذن حذو بني إسرائيل، ص18)

المرأة اليمنية في هذا العدوان الغاشم تستبدل رفاهية العيش التي لا تقارن برفاهية الدول الأخرى على الإطلاق فصمدت أمام قطع الماء وانعدام الكهرباء والمشتقات النفطية واستعانت بخبرة النساء الأول وعادت لتنور الحطب وأواني الفخار، واستفادت من العمارة اليمنية القديمة في تخزين الطعام واللحم وتبريد الماء والشراب بطرق تقليدية؛ بل حولت لحظة الألم إلى لحظة أمل واستمتعت بإعانة أخواتها من النساء الأخريات في ابتداع طرق تساعدهن على استمرار الحياة؛ واليوم تأتي منظمات ومؤسسات بمسميات عدة لتجبر طالبات المدارس تناول جرعة من الأدوية مرة لمكافحة الديدان ومرة لتخفيف آلام الدورة الشهرية، يقتلونها بأفتك الأسلحة المحرمة دوليا ويشعرون بالقلق من آلام اعتيادية؛ حقا المعركة كما أكد السيد معركة وعي.

ويتحدث عن دور المرأة في المجتمع، مسئوليتها أمام أبنائها وأسرتها؛ فيقول: "وما أعظم دور الزوجات الصالحات في الدفع بالرجال، ما أعظم المرأة الصالحة التي تسهم في صنع الأبطال، صنع الرجال، صنع المجاهدين في سبيل الله. يقال إن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) ذلك الرجل العظيم الذي استطاع بإيمانه وشجاعته وقوة نفسه أن يكون على هذا النحو الذي خلق فعلا تجديدا في العالم، وخلق صحوة إسلامية، وأرعب أعداء الله، وعمل على إعادة الثقة لدى المسلمين بدينهم، يقال: إن خالته - وهي من تولت تربيته- كانت تقول له: [أنت عظيم، أنت بطل، أنت ستكون شجاعاً، أنت ستكون بطلاً، أنت ستكون عظيماً]. تلقنه هذه العبارات وهو ما يزال طفلا فنشأ فعلا عظيما كبيرا، نشأ فعلا بطلا شجاعا مقداما أرعب أمريكا وأرعب دول الاستكبار كلها. وليست تلك الأم أو تلك المربية التي همها فقط أن يسكت ابنها فبأي عبارات مزعجة مقلقة تحاول أن تسكته. المرأة تقع عليها مسئولية كبرى جداً، وهي زوجة، وهي أم، وهي قريبة من هذا الطفل، تربية وهي قريبة من هذا الرجل، تؤيده وتدفع به وَتصبِّره وتشجِّعه. لقد بلغ الأمر بالنساء الإيرانيات أن أصبحن يفتخرن، تفتخر إحداهن بأنها أصبحت أم أربعة شهداء، وأخرى تفتخر بأنها أصبحت أم ثلاثة شهداء، وهكذا أصبحن يتفاخرن بأنهن أمهات شهداء، وزوجات شهداء. مثل هذه الزوجة وهي في بيتها هي من سيكون لها ذلك الموقع العظيم إذا ما لحقت زوجها بإيمان وصلاح، وتقوى أن تحظى بالقرب منه في درجته كشهيد مجاهد، وهي درجة عالية {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرا عَظِيما دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً}(النساء: من الآية96) فهي في بيتها تحظى بهذه المكانة. ذلك الزوج أيضاً الذي يرى لدى زوجته اهتماماً من خلال ما تقرأه أو تسمع مما ترك لديها عمقا إيمانيا فأصبح لديها اهتمام بأن تُسْهِم بمالها، بأن تُسْهِمَ في مجال تربيتها لأولادها، فهي تحرص على أن ينشأوا رجالا صالحين، رجالا جنودا لله سبحانه وتعالى، أنصارا لله فلا يثبطها ولا يشغلها بأعمال قد لا تكون تمس الحاجة إليها، ولا يرهقها بأعمال قد يكون في غنى عنها، فيما يتعلق بمعيشته، يفسح لها المجال. أفراد الأسرة إذا ما انطلقوا هكذا يشد بعضهم بعضا، فقد يحضون كلهم بالقرب، بأن يصلوا إلى تلك الدرجة التي يصل إليها واحد منهم عظيم، أليست هذه نعمة عظيمة داخل الأسرة؟" (آيات من سورة المائدة، الدرس الرابع)

قال تعالى: "وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا" (النساء:141).

 فسلام الله عليك أيها الشهيد القائد في الأولين، وسلام الله عليك في الآخرين.

التوصيات

  1. العودة إلى كتاب الله الكريم فهو المرجع والأصل وعدم العمل بما يخالفه.
  2. دراسة تاريخ أهل البيت –عليهم السلام- لأخذ العظة والعبرة والنظر في أحوالهم وأهدافهم في هذه الحياة.
  3. استشعار المسئولية في تمثيل الإسلام كما أراده الله دون زيغ أو تضليل.
  4. إقامة ندوات ثقافية تبين حقيقة المؤامرة اليهودية على الإسلام والمرأة.
  5. توعية المرأة بأهمية دورها وما يبنى عليه من ترقيات أسرية.
  6. كتابة أبحاث ودراسات تكافح المفاهيم المغلوطة عن حرية المرأة المصطنعة.
  7. ترجمة هذه الأبحاث والدراسات إلى اللغات العالمية الأكثر استعمالا.
  8. تفعيل الدور الإعلامي والاجتماعي والتربوي.
  9. تعرية كل المنظمات والمؤسسات والجمعيات التي تدّعي حرية المرأة.

المراجع

  • القرآن الكريم
  • آيات من سورة المائدة، الدرس الرابع
  • الموالاة والمعاداة
  • الدرس الثاني عشر
  • الدرس السابع عشر
  • لتحذن حذو بني إسرائيل

  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر