وهذا الموضوع موضوع في غاية الأهمية، أنا أقول لشعبنا العزيز: هناك شعوب أخرى لديها في هويتها، في معتقداتها، في أفكارها، في ثقافاتها قسم كبير من الخرافة، ومع ما وصل البشر إليه في هذا العصر من تقدم ومن تطور حتى في العلوم وغير ذلك، لا تزال تتشبث بتلك الخرافات وهي خرافات، لم تتنصل منها ولم تتنازل عنها، شعب هنا أو هناك، معروف اليوم، بل هناك دول من الدول الكبرى، في مصاف الدول الكبرى تعتمد في هويتها الثقافية والفكرية، وفي عاداتها وأعرافها على قسم كبير من الخرافات، هي متشبثة بها بكل تشبث، لا تفرط فيها أبداً؛ لأنها تعي ماذا يعني أن تفرط فيها، كيف يمكن لها أن تسقط كأمة، أو كشعب، أو كدولة، أو كبلد معين له اليوم حضوره في الساحة العالمية، إذا فقدت خصوصيتها الثقافية، خصوصيتا الفكرية، خصوصياتها في الحياة التي تستند إلى عقائد معينة، إلى أعراف معينة، إلى عادات معينة، إذا فقدتها خلاص، تتفكك، تتبعثر، تسقط، تنمحي، تذوب، تتلاشى، تبتلعها الكيانات الأخرى، الدول الأخرى، وتسيطر عليها وتستحوذ عليها، فهي تجعل من تشبثها بهويتها المعتمدة على قسمٍ كبير من الخرافة، ولربما يعرفون، يعرف الكثير من مفكريهم، من كبارهم، من قادتهم، يعرفون أنه عبارة عن خرافات، ولكن يقدسون تلك الخرافات ويتشبثون بها، للحفاظ عليهم ككيان، كأمة، كبلد، كدولة، كشعب، حتى لا يتفكك، يتبعثر، يتلاشى، ويتمكن الآخرون من السيطرة عليه، يرون في التشبث بها حفاظاً على كيانه ككيان.
ما بالك حينما تكون هذه الهوية هوية عظيمة في أصلها، وإن شابها شيءٌ ما من الخلل والدخيل، ولكن في أصلها، في ما هي عليه، في ما فيها من عقائد، من أفكار، من ثقافات، من سلوكيات، من… الأصل هذا أصلٌ عظيم، والذي دخل يمكن أن ينقى؛ لأنه لم يصل بعد إلى القضاء على الأصالة هذه، الأصالة هذه ممتدة، حاضرة، موجودة، قائمة اليوم، والدخيل واضح، ولا يزال إلى حدٍّ ما يعاني من الضعف، يعاني من الهشاشة، يعاني من الغرابة، نشعر به كدخيل على هويتنا وعلى ثقافتنا، على حياتنا، على عاداتنا، على أعرافنا وسلوكياتنا التي توارثناها جيلاً بعد جيل، منذ صدر الإسلام الأول.
.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة جمعة رجب 1439هـ