شعبنا العزيز له محطات كثيرة في الانتماء للإسلام، بدءاً من المرحلة المكية، حيث كان من السابقين للإسلام شخصيات عظيمة من اليمنيين، عمار بن ياسر "رضوان الله تعالى عليه"، والمقداد، وآخرون كانوا من السابقين، الذين أسلموا مبكراً في بداية دعوة الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله" وتبليغه للرسالة الإلهية، ثم كان الأوس والخزرج بإسلامهم وإيوائهم ونصرتهم، ثم انتشر الإسلام في اليمن في مراحل متعددة.
الاحتفاء بهذه الذكرى المباركة هو من الشكر لله "سبحانه وتعالى"، ومن التقدير للنعمة، ومن الاعتراف بها لله "سبحانه وتعالى"، وهي نعمةٌ عظيمةٌ جداً؛ ولهذا يقول الله "سبحانه وتعالى": {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ}[الحجرات: من الآية17]، هي أعظم النعم على الإطلاق، ويقول الله "سبحانه وتعالى": {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس: الآية58]، نعمة تفوق أي نعمٍ مادية مهما كانت، مهما جمعه الإنسان من الأموال والنفائس، وما يحبه من متاع هذه الحياة، لا يسوى شيئاً في مقابل هذه النعمة الكبرى، والنعمة العظيمة، التي يترتب عليها الفوز العظيم في الآخرة، والشرف الكبير والعزة والخير في الدنيا. هذا جانبٌ من جوانب الاحتفاء بهذه النعمة: تعبير عن الشكر لله "سبحانه وتعالى"، من خلال الحديث عن هذه النعمة، ومن خلال الأذكار التي يُعَبِّر الإنسان عن الحمد لله، وعن الشكر لله، وعن التنجيد لله "سبحانه وتعالى"، وعن الاعتراف بهذه النعمة العظيمة.
ثم كذلك من الجوانب المهمة المتعلقة بهذه المناسبة هي: الاعتزاز بصفحة من أنصع صفحات التاريخ لشعبنا العزيز، وهي صفحة مهمة جدّاً، دورٌ عظيمٌ وتحولٌ كبيرٌ ومهمٌ جداً في تاريخ شعبنا العزيز، نحو الاتجاه الصحيح ونحو الاتجاه العظيم في الإسلام، بكل ما يعنيه لنا الإسلام من أهمية، من قدسية، من عظمة، فالاعتزاز بذلك التاريخ المشرف، تلك الصفحة التي من أنصع صفحات التاريخ، شيءٌ مهم بالنسبة للأمم والشعوب.
ثم كذلك من أهم ما يتعلق بهذه المناسبة هو: العمل على ترسيخ وتعزيز الهوية الإيمانية والانتماء الإيماني لشعبنا العزيز؛ لأنَّ هذا يحتاج إلى أنشطة تثقيفية، أنشطة تربوية، اهتمام على المستوى العملي، والمسألة هذه معروفة على مستوى واقعنا جميعاً، الإنسان بحاجة إلى اهتمام تربوي وتثقيفي وتوعوي، والتزام عملي؛ للارتقاء الإيماني، وكذلك لتربية الجيل الناشئ وحمايته، والحفاظ عليه مما يستهدفه في انتمائه الإيماني، من جهة المنحرفين والمحرفين، وأيضاً تجاه الحرب الناعمة الشرسة جداً، التي تستهدف الإنسان المسلم اليوم في كل الأقطار: تستهدفه في وعيه، في ثقافته، في فكره، في أخلاقه، في قيمه، في توجهاته، في مواقفه، في كل شؤون حياته، حتى في زيه، حتى في عاداته وتقاليده، استهداف شامل وغير مسبوق، وبوسائل لم يسبق لها مثيل، فمما يتعلق بهذه المناسبة وعلى امتداد شهر رجب، ومن خلال الأنشطة التربوية والتثقيفية، هو: ملاحظة هذا الجانب المهم جداً.
عندما نتحدث عن هذه المناسبة المباركة، التي تشدنا إلى تلك المرحلة المهمة في انتماء شعبنا العزيز للإسلام، فمن المهم جداً أن نستوعب المميزات لانتماء شعبنا الإيماني، لدرجة أن يقول رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" في الحديث المشهور بين الأمة: ((الإِيْمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يِمَانيَّة))، وهذا تعبير عظيم ومهم جداً: (الإيمان يمان)، يدل على عِظَم تَجَذُّر الانتماء الإيماني لشعبنا، وأصالته الإيمانية، ورسوخه الإيماني.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى جمعة رجب1445هـ