استمرار العدوان على القطاع بشكلٍ عام، والمؤامرة على رفح كذلك، هي تستدعي تحركاً من الجميع، وفي ظل استمرار الإجرام الصهيوني، بمشاركة أمريكية وبريطانية، ودعم غربي، ومواصلة الدعم، يعني: هذه الحزمة الجديدة التي أعلن عنها الأمريكي: (أربعة عشر مليار دولار) على مستوى المال، في المقابل أين هو الدعم العربي؟ أين هي المليارات يا أصحاب المليارات؟ الدول التي لديها إمكانات مالية ضخمة، أين هو في المقابل ما تقدمه للشعب الفلسطيني ولمجاهديه؟ دول عربية عندها ميزانيات ضخمة، تُنفق أموالاً هائلة على أمور عبثية وتافهة، أين هو الدعم في محله؟ لماذا- كما قلنا في أول يوم بعد العدوان، أو في مقدمة العدوان على غزة من جهة العدو الإسرائيلي- لماذا لا تقف أمتنا الإسلامية مع المظلوم منها، كما يقف الأعداء مع الظالم منهم؟ الشعب الفلسطيني الذي هو بحاجة إلى المساعدة والمساندة، ويستحق ذلك، وذلك أيضاً بحساب الالتزامات الإيمانية، والأخلاقية، والدينية، والإنسانية، والمصلحة القومية، وبكل الاعتبارات، هو لازمٌ على أمتنا، من واجباتها، من التزاماتها بكل الاعتبارات. الكثير يقفون موقف المتخاذل، والبعض موقف المتواطئ مع العدو، والمساعد للعدو في الخفاء، وغير ذلك.
هناك الجبهات المساندة لغزة هي مستمرة، في وسطٍ واسع من التخاذل والمواقف الضعيفة، هناك الجبهات التي تساند غزة:
جبهة حزب الله في لبنان، وهي تتصاعد بشكلٍ مستمر، وتنكل بالعدو الإسرائيلي. المجاهدون في العراق أيضاً لم يرضخوا، ولم يتراجعوا، رغم الاستهداف الأمريكي.
جبهتنا أيضاً في اليمن هي مستمرة، وهي فاعلة ومؤثرة، بالرغم من العدوان الأمريكي والبريطاني المساند للعدو الإسرائيلي، وهو عدوانٌ فاشلٌ في تحقيق أهدافه، باعتراف الأعداء أنفسهم، على أعداء (الأمريكيون، والبريطانيون) معترفون بتأثير جبهة اليمن في إسناد غزة، تأثيرها الكبير على العدو الإسرائيلي، وعلى اقتصاده، وثم تلى ذلك تأثيرها على الأمريكي نفسه، وعلى البريطاني نفسه، لمَّا ورَّطوا أنفسهم وهم يحاولون أن يسندوا العدو الإسرائيلي بالعدوان على بلدنا؛ فأدخلوا أنفسهم في ورطة، هم معترفون في أنهم فشلوا في فرض استراتيجية ردع، لم يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف، ولا استراتيجية إجبار لبلدنا لوقف مساندته لغزة، ولا لوقف عملياته، ولا أيضاً في الحد من العمليات التي هي فاعلة ومؤثرة، العمليات في البحر وصلت تأثيرها إلى منع حركة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وتكاد تصل إلى نقطة الصفر في حركتها من هناك، ثم تأثيرها الكبير أيضاً على الأمريكي وعلى البريطاني.
فشل استراتيجي وتحوّل استراتيجي في واقع المنطقة، بالنسبة للنفوذ الأمريكي والسيطرة الأمريكية. الأمريكي الذي اعتاد عندما يستهدف أي بلد عربي، أو أي بلد إسلامي، أن يتخاذل الجميع، أن يهدد كل الدول العربية والإسلامية، ثم تبقى لتتفرج على ذلك البلد العربي، أو ذلك البلد الإسلامي هنا أو هناك، دون أن تُقَدِّم شيئاً، لماذا؟ لأن الأمريكي تهدد، وتوعد، ومنع، فالكل يتفرجون.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة السيد القائد حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 12 شعبان 1445هـ 22فبراير 2024م