الطغيان الأموي كان في عصر الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام قد بلغ ذروته وفي أيام هشام الطاغية الأموي والملك المتجبر والمتكبر الذي ورث حالة كبيرة من الطغيان ونمتْ في عصره هو وارث للطغيان وهو امتداد للطغيان الأموي الذي كان منذ بدايته يمثل شراً كبيراً ومستطيراً على الأمة شراً فظيعاً، الطغيان الأموي منذ تمكن بنو أمية وهم الذين يمثلون شراً كبيراً بكل ما عبر عنهم النص النبوي في اتخاذهم لعباد الله خولا فاستعبدوا الأمة وأهانوا الناس وأفقدوا المجتمع الإسلامي كل الشعور بالحرية والكرامة والعزة فقد شعوره بالحرية، فقد شعوره بالعزة، فقد أيضاً إحساسه بالكرامة، واستشعر الناس أنهم ملك لبني أميه وأنهم لا ينبغي لهم أن يخالفوهم في شيء، وأنه ليس لهم إلا أن يخضعوا لهم خضوعاً مطلقاً في كل شيء، وأن ينفذوا لهم كل ما أرادوه وشاؤوه، حالة من الاستعباد الفظيع والشنيع جداً، وحالة من تحويل الأمة بكل أبناءها ومقدراتها وطاقاتها إلى الاستغلال بأسوأ أشكاله وأفظع أحواله. هذه الحالة في ما الأمة عليه من اتخاذها خولا وفي تحريف مفاهيم الدين وفي الاستغلال المادي لثروات الأمة في الترف والبطر الذي كان عليه الطغاة من بني أمية، وفي شراء الذمم وكسب الولاءات من ضعفاء النفوس الذين كانوا يتمكنون من شرائهم فيجعلون منهم أذرعة عسكرية للبطش بالأمة والتجبر عليها، وأبواقاً ثقافية وفكرية للتضليل والتزييف والتحريف والتدجين عن طريق ما يقدّم باسم الدين وباسم الفتاوى الدينية ونحو ذلك.
وبالتالي الإمام زيد عليه السلام وهو يدرك هذا الخطر الأموي على الأمة، هذا الخطر الذي ألحق نكبات كبيرة بالأمة منذ يومه الأول، فقتل الآلاف المؤلفة من صحابة رسول الله وقتل عترة رسول الله واستباح مدينة رسول الله وقتل العشرات على قبر رسول الله حتى أغرقه بالدماء وفعل الأفاعيل ورمى الكعبة بالمنجنيق وعبث بالأمة، ثم اتجه إلى تحريف المفاهيم الدينية في جناية خطيرة جداً على الأمة امتدت آثارها السيئة إلى اليوم، يدرك خطورة ذلك الطغيان الأموي الذي لم يبق عنده أي خطوط حمراء أبداً استباح كل شيء، وانتهك المحرمات، وأحل حرام الله وحرّم حلال الله، واستباح عباد الله ونهب مال الله، وعبث كل العبث في واقع الأمة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد 1440هـ